رئيس «سابراك»: القمة السعودية الأمريكية ستتناول خروقات إيران للاتفاق النووي

الأربعاء 20 أبريل 2016 09:04 ص

صرح رئيس لجنة العلاقات السعودية الأمريكية «سابراك»، «سلمان الأنصاري»، أمس الثلاثاء، بأن زيارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى المملكة ليست طارئة بل متفق عليها من سبتمبر/أيلول الماضي، مشيرا إلى أن القمة السعودية الأمريكية ستناقش الاستعدادات الأمنية والتسليحية لدول الخليج، في ظل وجود ممارسات إيرانية متجاوزة، بخاصة فيما يتعلق بتجاربها في مجال الصواريخ الباليستية، وخرق طهران للفقرة الثالثة من القرار 2231، فيما يتعلق بحظر استخدام أو تفعيل أية تجربة للصواريخ الباليسيتة لحين مرور 8 أعوام من الاتفاق النووي.

وأوضح أن طهران أخلت بطريقة ما بالاتفاق على رغم إصرار الحكومة الأمريكية على التأكيد أن الاتفاق النووي ليس له علاقة بالصواريخ الباليستية، لكن قانونيا ومن خلال مراجعة قرارات «الأمم المتحدة» فهي مرتبطة بها حتى لو لم تكن موجودة في نص الاتفاق النووي ذاته.

ووفقا لصحيفة «الحياة»، دعا «الأنصاري» إلى ما وصفه بـ«الواقعية السياسية وعدم الإفراط في التشاؤم في وصف العلاقات مع واشنطن»، قائلا: «هناك بالفعل خلافات في وجهات النظر بين البلدين حيال قضايا بعينها، مثل الملف الإيراني، فأمريكا تراهن على تعديل نظام إيران وتحويله إلى نظام معتدل، وهذه المراهنة معظم الدول العربية متأكدة أنها فاشلة لأن نظام طهران هو نظام ثيوقراطي يعتمد على تصدير الثورة، ومن الصعب أن يتم تعديله».

وبشأن الأزمة السورية قال «الأنصاري»: «الملف السوري مقلق جدا للجانبين، وأعتقد أنه سيكون على رأس الملفات على طاولة القمة، وهناك أنباء عن نجاح الرياض في إقناع الإدارة الأمريكية في تفعيل آلية (الخطة ب) التي توفر صيغة ما لدعم المعارضة السورية المعتدلة بأنواع التسليح كافة وخصوصا الدفاع الجوي، لأن هذا سيغير المعادلة السورية بشكل كبير، لأن توفير هذه الأسلحة سيوجد ما يشبه (الحظر الجوي) على المناطق المدنية، التي يبدو أن حكومة الأسد لا تستهدف الجماعات الإرهابية بقدر استهدافها للمدنيين السوريين».

وحول معطيات تحول في موقف «أوباما» تجاه سوريا، قال: «أكبر دليل على وجود تغيير في موقف أوباما تجاه سوريا هو اجتماعه قبل زيارته إلى الرياض بأيام قليلة مع قادة السي آي إيه، في مقابلة وصفتها أسوشيتد برس بأنها (غير اعتيادية)، وذكرت بأن هدفها الرئيس كان إيجاد آلية لوضع (الخطة ب) ضمن جدول أعمال أوباما».

علاقة معقدة

ويبدأ الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، يجتمع خلالها مع الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على جهود مكافحة الإرهاب والوضع في سوريا واليمن.

ومن المتوقع أن تحط الطائرة الرئاسية الأمريكية قرابة الظهر في الرياض، قبيل لقاء مرتقب بين «أوباما» والعاهل السعودي الملك «سلمان»، على أن يشارك الرئيس الأمريكي الخميس في قمة لدول «مجلس التعاون الخليجي» تستضيفها المملكة.

وشهدت الولاية الثانية لـ«أوباما» محطات متباينة عدة بين الرياض وواشنطن، منها امتناع الرئيس الأمريكي في اللحظة الأخيرة في صيف عام 2013 عن توجيه ضربات لنظام «بشار الأسد»، فيما تعد الرياض من أبرز الداعمين للمعارضة المطالبة برحيله، وكذلك الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى مع إيران، الخصم الإقليمي اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي، في صيف العام 2015.

وسعى البيت الأبيض إلى إبراز أهمية العلاقة بين واشنطن والرياض، التي تعود إلى سبعين عاما، نافيا أن تكون الزيارة مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسؤولين السعوديين والرئيس الأمريكي الذي تنتهي ولايته مطلع العام المقبل.

وقال مستشار «أوباما»: «العلاقة كانت دائما معقدة، إلا أن ثمة قاعدة تعاون دائم حول المصالح المشتركة، لاسيما منها مكافحة الإرهاب».

وتأمل دول «مجلس التعاون» في زيادة الدعم العسكري الأمريكي، لاسيما في مواجهة التدخلات الإيرانية التي باتت من أبرز هواجس دول الخليج وخصوصا السعودية.

وعشية بدء زيارة «أوباما»، وصل وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» إلى الرياض، وقال مسؤول أمريكي كبير، على هامش الزيارة، إن بلاده تقترح على دول الخليج تكثيف التعاون في مجال الدفاع، خصوصا تدريب القوات الخاصة وتنمية القدرات البحرية لمواجهة نشاطات زعزعة الاستقرار الإيرانية.

وتقول «لوري بلوتكين بوغارت»، الباحثة في برنامج سياسة الخليج في معهد الشرق الأوسط لسياسات الشرق الأدنى في واشنطن، إن مصدر القلق الرئيسي للمملكة العربية السعودية هو أن إيران تتدخل في شؤونها الداخلية، وتعمل مع معارضين لإضعاف الحكومة.

يذكر أن الرياض قطعت علاقاتها مع طهران مطلع يناير/كانون الثاني الماضي إثر مهاجمة بعثات دبلوماسية لها في إيران من قبل محتجين على إعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض «نمر النمر».

ويأمل قادة دول الخليج في أن يوجه «أوباما من الرياض رسالة حازمة لطهران، لا سيما بعد تصريحات أدلى بها مؤخرا، وأثارت موجة انتقادات غير مسبوقة في الصحافة السعودية.

فقد قال «أوباما» في مقابلة مطولة مع مجلة «ذي اتلانتيك» الشهر الماضي إن المنافسة بين السعودية وإيران، التي ساهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سوريا والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلا فعالا لإقامة علاقات حسن جوار ونوع من السلام الفاتر.

لكن التباين حول الملفات الإقليمية ليس نقطة الخلاف الوحيدة حاليا بين واشنطن والرياض، فالكونغرس الأمريكي يبحث مشروع قرار يجيز للقضاء الأمريكي النظر في دعاوى قد ترفع إليه، تطال الحكومة السعودية أو مسؤولين، على دور مفترض لهم في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، فيما أكد «أوباما معارضته مشروع القرار هذا.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي أن وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» حذر من أن إقرار المشروع سيدفع السعودية لبيع سندات خزينة أمريكية بمئات مليارات الدولارات وسحب استثمارات من الولايات المتحدة.

على صعيد آخر، طالبت «منظمة العفو الدولية»، في بيان، «أوباما» بطرح مسألة حقوق الإنسان وخنق أصوات المعارضين في السعودية والخليج.

وقالت إن إسكات هذه الأصوات، بات روتينا في دول «مجلس التعاون الخليجي».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية مجلس التعاون الخليجي الولايات المتحدة إيران الملك سلمان باراك أوباما سوريا العراق اليمن الاتفاق النووي

واشنطن: «أوباما» لن يقر قانون يتيح لمتضرري هجمات 11 سبتمبر مقاضاة السعودية

زيارة «أوباما» إلى الرياض: التحالف التاريخي يواجه ضغوطا غير مسبوقة

صحف السعودية: قمة الرياض ترسم علاقات ما بعد «أوباما»

«أوباما» يلتقي الملك «سلمان» في الرياض الأربعاء

«أوباما» يشيد بالسعودية ودول الخليج الأخرى لدورها في التحالف ضد «الدولة الإسلامية»

بين اليأس من أوباما وترقب الإدارة التالية

أزمة اليمن في القمة الخليجية الأمريكية

زيارة «أوباما» للمملكة تتصدر اهتمامات صحف السعودية

بدء وصول قادة دول «مجلس التعاون» إلى الرياض

«الزياني»: اتفاق خليجي أمريكي لمنع تهريب السلاح الإيراني إلى اليمن

دبلوماسي أمريكي: «أوباما» تعهد بالعمل مع دول الخليج لبناء منظومة دفاعية قوية

«أوباما» يصل إلى العاصمة السعودية الرياض

وزراء الدفاع بدول «مجلس التعاون» يعقدون اجتماعا مع وزير الدفاع الأمريكي

الملك «سلمان» يستقبل «أوباما» في قصره بالرياض

«أوباما» وقادة الخليج.. ماذا ينتظر كلاهما من الآخر في «قمة الرياض»؟

«بن سلمان» يبحث مع «بن زايد» عددا من موضوعات جدول أعمال القمتين

ملك البحرين: دول الخليج رسمت لنفسها خطا واضحا في علاقاتها الدولية

«تركي الفيصل»: لا نتوقع عودة العلاقات مع أمريكا إلى الأيام الخوالي

«تميم» يبحث مع «أوباما» تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية

إيران تتهم الولايات المتحدة بسرقة أرصدتها المجمدة

‏مؤسس «سابراك» ⁧‫السعودية‬⁩: «⁧‫أوباما»‬⁩ ليس لديه فهم واضح للعلاقات الشرق أوسطية