قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، إنه اتفق مع نظيره البريطاني «فيليب هاموند» على ضرورة وقف تدخلات إيران في شؤون المنطقة، معتبرا أن إيران هي من عزلت نفسها بنفسها من خلال دعم الإرهاب والميليشيات في سوريا والعراق وعليها تغيير سياساتها وسلوكها.
وأضاف «الجبير» خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في جدة الأحد، أن إرسال إيران ميليشيات طائفية إلى العراق أمر غير مقبول، مشددا على أن الفتنة في العراق سببها إيران، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء.
وطالب إيران برفع يدها عن العراق والانسحاب منه إن كانت تريد خيرا لهذا البلد، مؤكدا أن وجودها في العراق أمر غير مقبول، بحد قوله.
وقال إن «وجود قاسم سليماني (رئيس «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني») في العراق ودعم الحوثيين في اليمن دليل على أن إيران لم تغير سياساتها.
من جهة أخرى، أوضح «الجبير» أن إيران لم توقع اتفاق الحج وأرادت أن تخلق فوضى».
وقال إن «إيران رفضت توقيع المذكرة الخاصة بالحج وطالبت بمزايا خاصة بحجاجها وهذا أمر غير مقبول».
وتابع «نرفض أي محاولات لتسييس الحج وهدفنا تحقيق موسم حج آمن»
وشدد على أن «السعودية لبت احتياجات الإيرانيين بالكامل وأعلنت مرارا ترحيبها بجميع الحجاج».
ولفت «الجبير» إلى أن دول الخليج من أكبر المستثمرين في بريطانيا، مشيرا إلى أن دول التعاون تشتري معداتها الدفاعية من بريطانيا.
وأكد أنه تم مناقشة إحياء قضية السلام الفلسطينية، لافتا إلى تطابق وجهات النظر بين دول التعاون الخليجي وبريطانيا في ملفات عدة أهمها الملف السوري واليمني والعراقي والليبي.
وأشار إلى أنه تم بحث الأزمة الليبية وأهمية دعم رئيس حكومة الوفاق الوطني ومنع تنظيم «الدولة الإسلامية» من الانتشار في ليبيا.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أنه تم بحث آخر المستجدات في القضية اليمنية وما تقوم به دولة الكويت في حل الأزمة اليمنية، وإعادة البناء في اليمن والتي ترغب بريطانيا أن تكون شريكا لدول التعاون فيه.
من جانبه، شدد «فيليب هاموند» خلال المؤتمر الصحفي نفسه على أن بريطانيا لن تغض الطرف عن تجاوزات إيران وتجاربها الصاروخية.
وقال «نريد من إيران تحقيق روح ونص الاتفاق النووي لضمان أمن المنطقة».
وطالب «هاموند» بالمزيد من الجهد في سوريا واليمن وليبيا، مشيرا إلى اتفاق مع دول الخليج على دعم حكومة الوفاق الليبية.
وقال «حكومة الوفاق الوطني في ليبيا يجب أن تحظى بدعم كافة الأطراف السياسية لأنها الحكومة الشرعية».
وعن سوريا، تابع أنه «يجب على النظام السوري وقف الأعمال العدائية وتوفير ممرات إنسانية لإيصال المساعدات».
من جهة أخرى، قال «هاموند» إن دول مجلس التعاون وبريطانيا لديهم رؤية للتأكيد على ازدهار شعوب المنطقة، مؤكدا أن الرؤى متطابقة في العديد من الملفات الإقليمية.
وأكد وزير الخارجية البريطاني على دعم بلاده لبرنامج التحول الاقتصادي في السعودية.
وكان وزير الخارجية البريطاني قد بدأ في وقت سابق الأحد جولة تستمر ثلاثة أيام وتشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «إدوين صمويل»، في وقت سابق إن الجولة ستبدأ بالسعودية ويتصدرها ملفان رئيسان هما محاربة تنظيم الدولة الإسلامية» والأزمة في اليمن، موضحا أن «هاموند» سيجري محادثات مع زعماء الدول الست تتناول قضايا إقليمية ودولية أبرزها الدور المحوري لدول الخليج في مكافحة "الدولة الإسلامية» والعمل على مواجهة التحديات الإقليمية كالوضع في سوريا والعراق وليبيا.
وذكر «صمويل»، أن زيارة «هاموند» للكويت سيتخللها لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» ليؤكد دعم بريطانيا المستمر لمسار السلام في اليمن.
