جدد وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» اليوم الأحد موقف بلاده بدعوة إيران لاحترام سيادة الدول العربية والكف عن تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب، مشيرا إلى أن السعودية ترغب في إقامة علاقات طبيعية مع إيران إذا ما التزمت بمبادئ حسن الجوار والمواثيق الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الجنوب أفريقية «مايتي نكوانا ماشاباني» في الرياض إن السعودية منذ الثورة الإيرانية وهي تريد وجود علاقات سلمية مع طهران، ولكن اتباع طهران أسلوب السياسة الطائفية جعل هناك عداء بينها وبين الدول العربية.
وتابع: «إذا أرادوا علاقات أفضل معنا يجب يكفوا عن تصدير ثورتهم، والتدخل في شؤون الدول العربية».
ومضى قائلا «نحن لا نريد أن يكون هناك توتر مع إيران ولكننا فوجئنا بتدخلهم في شؤوننا الداخلية، ولذلك يجب على إيران أن تغير من سلوكها تجاه الدول العربية حتى يكون هناك تصالح معها».
ووصف وزير الخارجية السعودي التصريح الإيراني الأخير بشأن علاقتها مع السعودية بأنه تصريح جيد، في إشارة إلى تصريح الرئيس الإيراني «حسن روحاني» الأخيرة بإن بلاده لا ترغب فى استمرار التوتر مع السعودية.
وشدد «الجبير» على أن هناك حاجة ماسة لتضافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتعاون مع جميع الدول بما فيها جنوب أفريقيا، لافتا إلى أن الإرهاب لا يمكن لدولة أن تحاربه بصورة منفردة ولابد من مواجهته بصورة جماعية.
من جهة أخرى، أكد «الجبير» سعي بلاده وجنوب أفريقيا إلى بناء علاقات استراتيجية في مختلف المجالات وبخاصة الاقتصادية والاستثمارية.
ووصف «الجبير» المباحثات التي جرت بين قيادتي البلدين بأنها كانت إيجابية ومثمرة وتميزت بالتوافق على معظم القضايا الإقليمية والدولية لاسيما القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والطاقة المتجددة والصحة وغيرها من المجالات الاستثمارية والتجارية بما يحقق مصالحهما المشتركة خاصة وأن البلدين يتمتعان بثقل اقتصادي باعتبارهما أعضاء في مجموعة العشرين.
وأضاف الوزير السعودي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى حل الأزمة في سوريا وفقا لمبادئ (جنيف 1) وحل الأزمة في اليمن وفقا للقرار رقم 2216.
من جانبها، أشادت وزير خارجية جمهورية جنوب أفريقيا بالمستوى المتطور للعلاقات بين بلادها والسعودية في كافة المجالات والرغبة المشتركة على تعزيزها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
وأشارت إلى أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم الاحد بين وزارتي الخارجية في البلدين تأتي في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية والمشاورات السياسية معربة عن الأمل بتوقيع العديد من الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية بين قطاعي الأعمال في البلدين.
وكان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» ورئيس جمهورية جنوب أفريقيا «جاكوب زوما» قد أجريا بالرياض في وقت سابق اليوم مباحثات تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية وتوجت بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين البلدين.