عقد العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، الأحد، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، «جاكوب زوما».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه جرى خلال الجلسة استعراض مجالات التعاون وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب العاهل السعودي، في كلمته خلال الجلسة، عن تقديره لاهتمام جمهورية جنوب أفريقيا بقضايا المنطقة، وعلى وجه الخصوص مواقفها المشرفة من القضية الفلسطينية، مؤكدا أهمية استمرار التعاون والتشاور تجاه القضايا الدولية والإقليمية، لا سيما الإصلاحات في منظمة الأمم المتحدة، ومكافحة الإرهاب والتطرف الذي طالت شروره معظم دول العالم.
من جانبه، أكد رئيس جنوب أفريقيا أن مباحثاته مع العاهل السعودي ستعزز التعاون المشترك بين البلدين، الذي يسير بخطا حثيثة في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، ونتطلع إلى تنمية التبادل التجاري وشراكة أكبر في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.
كما أكد «زوما» حرص جنوب أفريقيا على تعزيز الشراكة مع المملكة العربية السعودية، ومواصلة تطويرها، منوها بعمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى ما تحظى به السعودية من مكانة مرموقة على مختلف الصعد الإقليمية والدولية.
وقبيل المحادثات، منح العاهل السعودي رئيس جنوب أفريقيا، قلادة الملك عبد العزيز وهي أعلى وسام في المملكة.
ودعا «زوما» إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلاده والسعودية، وذلك خلال تصريحات على هامش زيارته التي بدأها مساء السبت في العاصمة السعودية الرياض.
وقال «في حين أن علاقاتنا السياسية مع السعودية قوية، يجب علينا مراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية وتعزيزها».
وأشار إلى أن «مجالات الاهتمام لتوسيع التعاون بين البلدين هي الزراعة والتعدين والبنى التحتية والمال والدفاع واستكشاف الغاز والطاقة البديلة».
ويعاني اقتصاد جنوب أفريقيا من نمو متباطىء وعملة ضعيفة، مترافقين مع جفاف أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
كما يواجه «زوما» سلسلة من فضائح الفساد، آخرها مرتبط باتهامات حول تأثير عائلة هندية ثرية في التعيينات الوزارية.
جدير بالإشارة أن العلاقات السعودية-الأفريقية شهدت نمواً ملحوظاً، حيث زار المملكة أكثر من 7 رؤساء أفارقة منذ بداية العام لبحث التعاون الاستراتيجي معها.
وسعت السعودية إلى بناء قاعدة عسكرية لها في جيبوتي، الدولة المطلة على الجانب الغربي من مضيق باب المندب؛ لتأمين حماية للمضيق الذي يوصل نفطها إلى العالم.
وبالتوازي تحركت الدبلوماسية السعودية نحو إريتريا، ففي أبريل/نيسان وخلال زيارة الرئيس الإريتري، «أسياس أفورقي»، إلى السعودية، توصلت معه إلى اتفاق تعاون عسكري وأمني واقتصادي لمحاربة الإرهاب والتجارة غير المشروعة والقرصنة في مياه البحر الأحمر، وعدم السماح بأي تدخلات أجنبية في الشأن اليمني.
ويرى مراقبون، أن السعودية تسعى لتقوية نفوذها في أفريقيا من جهة، ومن أجل زيادة تأمين مضيق باب المندب من جهة أخرى.
يذكر أن إيران تتحرك منذ وقت طويل في أفريقيا تحركاً بلغت فيه حد الوجود العسكري في إريتيريا بما أصبح يشكل تهديداً للأمن القومي العربي، وفق مراقبين، وخصوصا في منطقة البحر الأحمر والدول المطلة عليه.
