أفاد تقرير صحفي أن «مطار الملك خالد الدولي» بالرياض، يعاني ضعف الإمكانات، وتواضع الخدمات، مقارنة بمكانته المهمة بين مطارات المملكة، فهو مطار العاصمة، والواجهة الرئيسية للمترددين عليها للسفر والسياحة والعمل، ما أدى إلى تواصل الانتقادات الموجهة للمطار.
وأوضحت صحيفة «عاجل» أوضاع المسافرين وهم يفترشون الممرات، ويحولونها إلى أماكن للنوم، فضلا عن التدخين في أروقة المطار وخارج الغرف، ما يشوه الوجه الجمالي والحضاري لهذا المرفق المهم.
وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة، فإن إدارة المطار تتحمل مسؤولية ما يتم، لكونها لم تبادر حتى الآن بتخصيص ظروف وأجواء مناسبة لخدمة المسافرين المغادرين، والقادمين، ممن تتأخر رحلاتهم لأسباب عدة، ومن ثم لا يجدون أمامهم سوى افتراش ممرات وصالات المطار، والنوم فيها لساعات طويلة.
وذكر التقرير أن حجم المطار ومنذ إنشائه قبل 35 عاما، ما زال يؤثر على طاقته الاستيعابية، في ظل كثرة الرحلات وأعداد المسافرين، وسط توقعات بأن تستمر هذه الأزمة، رغم مشروع توسعة المطار؛ حيث أكدت المصادر أنه قد يستغرق وقتا طويلا جدا.
وأعلن مدير المطار «عبدالعزيز أبو حربة» في مايو/أيار الماضي، أن منتصف شهر رمضان الجاري سيشهد إطلاق شارة التشغيل الكامل للصالة رقم 5 بالمطار، وأن التشغيل الكامل يعتمد استكمال الملاحظات الواردة في المرحلة الأولى، والعمل على تفاديها.
وقال آنذاك، إن هذه الخطوة تستفيد منها 8 رحلات (قدوم، ومغادرة)، مؤكدا أن عدد المواطنين المستفيدين من هذه الرحلات يبلغ نحو 737 راكبا، بعد توفير الخدمات الرئيسة (دورات المياه، والمصليات، والمقاهي، والنظافة، ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة)، مرورا بالكاونتر، والمصاعد، وانتهاء بصعود الطائرة.
وبين التقرير أن معاناة المسافرين ما تزال مستمرة، عبر الطوابير الضخمة، التي تصل حتى صالات المطار، من أجل إنهاء إجراءات السفر، وذلك بسبب قلة عدد الموظفين الموجودين على الكاونترات.
وأشارت مصادر إلى أنه في حال عدم قيام إدارة المطار بإنجاز توسعة شاملة؛ فقد تواجه هيئة الطيران المدني صعوبات كبيرة في تخصيص مزيد من الكاونترات الإضافية لبعض شركات الطيران الجديدة، عند بدء تشغيل الصالات مستقبلا.
وانتقدت المصادر قيام إدارة الخطوط السعودية بمنح «الشيك الذهبي» للموظفين القدامى، وإحالتهم إلى التقاعد المبكر؛ حيث أصبحت المطارات تفتقر للعديد من الكوادر المهمة التي تسهم في تفعيل جانب الخبرة، وإنجاز إجراءات السفر بكل يسر وسهولة.
ولم تقم إدارة الخطوط السعودية بمراعاة النتائج المترتبة على هذه المشكلة من نقص في الكوادر المهمة، وسط شكاوى من المسافرين بأن معظم الموظفين (قليلي الخبرة)، لا يزالون يتعاملون بفوقية وتعال مع المسافرين، بينما دورهم الأساسي هو خدمة المسافر، والسهر على راحته.
وأضاف التقرير أن المطار يعاني أيضا، فشل الإدارة في كبح جماح الأسعار الباهظة لمحلات تجارية ومطاعم تنتشر في جنباته، مقارنة بالأسعار داخل المدينة؛ حيث تعتبر هذه الأسعار غير مناسبة ومبالغا فيها بشكل كبير، الأمر الذي يصفه المسافرون بالاستغلال، ويتطلب المبادرة الفورية بوضع تسعيرة محددة وواضحة للجميع.
وفي مطلع يونيو/حزيران الجاري، تم إلغاء 4 رحلات للخطوط الجوية السعودية، بشكل مفاجئ بمطار الملك خالد، نتيجة أعطال فنية، وعدم وجود موظفين كمساعد طيار ومضيفين، وسط استياء من المسافرين.
وأبدى عدد كبير من المسافرين استياءهم من هذه التصرفات، خاصة بعد صعود الطائرة وإنزالهم وإلغاء الرحلات؛ حيث يوجد عدد كبير من كبار السن والمرضى والأطفال، إضافة إلى عدم حرص الشركة على تأمين حجز جديد، بل طلب من الركاب الذهاب لموظفي الحجز لتأمين حجوزات جديدة على الرحلات المجدولة.
ولا يزال تأخر وصول أمتعة المسافرين للسير الكهربائي حالة متكررة من قبل شركة الخدمات الأرضية في المطار، رغم أنه من المفترض وصول الأمتعة بشكل أسرع، حتى لا يتعرض بعضها للتلف، نتيجة الإهمال والنقل بطريقة سيئة.
وأكد التقرير أن المطار يشهد انقطاعا متكررا لسير العفش، ما يتسبب في ازدحام مئات المسافرين على رحلات الطيران الأجنبي، وتأخر عدد من الرحلات، وتكدس الأمتعة، سواء في المنطقة التجمعية وفي صالة المغادرة، ما دفع البعض للمطالبة بإسناد إدارة هذا الملف إلى شركة متخصصة خاصة، وسط تأكيدات بضرورة محاسبة المقصرين من إدارة المطار، وإجراء جراحة عاجلة لمرافقة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الفترة المقبلة .