‏إخوان الأردن تؤكد شروعها بالفصل التدريجي بين الجماعة والحزب

الأربعاء 15 يونيو 2016 11:06 ص

شرعت جماعة الإخوان المسلمين الأم التي باتت تصفها الحكومة الأردنية بغير القانونية، بالفصل التدريجي بين مؤسسة الجماعة وذراعها السياسية (حزب جبهة العمل الإسلامي) بحسب تأكيد قيادي بارز فيها، على ضوء قرار الحزب بالعودة إلى المشهد السياسي عبر بوابة الانتخابات النيابية المقبلة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الإخوان عوضا عن إعلان مراقب عام جديد للمرة الأولى في تاريخها.

جاء القرار الذي أعلن عنه الحزب، السبت، عقب مقاطعة دامت لأكثر من 8 سنوات للانتخابات النيابية في 2010 و2013، وتزامن للمرة الأولى مع تشكيل اللجنة الإخوانية، إثر تعذر انتخاب مراقب عام جديد وهيئة تنفيذية تقود الجماعة علنا، خلفا للشيخ «همام سعيد»، الذي انتهت ولايته، والذي يعد من تيار الصقور، إثر منع إجراء انتخاباتها الداخلية رسميا وتبني قرار حكومي بإغلاق جميع مقرات الإخوان منذ أشهر.

وفي ظل انقسامات كبيرة شهدتها صفوف الجماعة والحزب، شملت استقالات وسط القيادات، أكد القيادي وأمين سر اللجنة المؤقتة، «بادي الرفايعة»، لشبكة سي إن إن أن الجماعة قررت اللجوء إلى تشكيل اللجنة بسبب التضييق الحكومي، بعد انتهاء ولاية الهيئات القيادية السابقة في أبريل/ نيسان الماضي.

وأضاف «الرفايعة» حول اللجنة التي اختيرت فيها أسماء جديدة تُعد من تيار المعتدلين أو (الحمائم)، قائلا: «كان لابد من لجنة لإدارة وقيادة المرحلة.. إنها لجنة تم اختيارها من الهيئات القيادية وليس تعيينا ولم يكن هناك إقالة أو استقالة للقيادة السابقة».

ورغم التوجه المعلن لدى الحركة الإسلامية في البلاد منذ وقت سابق بفصل الحزب كذراع سياسية عن الجماعة نظريا، إلا أن «الرفايعة» أكد أن هناك خطوات تدريجية بدأت فعليا للفصل وإحالة الملف السياسي والانتخابات إلى الحزب، وهو ما تبلور مرحليا بإعلان العودة للمشهد السياسي من خلال الانتخابات باسم الحزب دون تبني الجماعة أي موقف معلن حول ذلك.

وتابع «الرفايعة»«الحركة الإسلامية جسم واحد، والفصل لن يكون بيوم وليلة وساعة، هناك خطة لدى الجماعة بترك الملف السياسي وإدارة الانتخابات للحزب والحديث هنا عن خطوات متدرجة في هذا الاتجاه، فبالنهاية لا يمكن فصل الجماعة مرة واحدة عن الحزب، إذ هناك قواعد وكوادر».

وأعلن حزب الجبهة رسميا خوضه الانتخابات استنادا إلى موافقة 71% من كوادره بحسب قيادة الحزب.

وكشف الأمين العام للحزب، «محمد الزيود»، في مؤتمر صحفي رسمي، أن المشاركة ستكون ببناء أوسع تحالفات مع قوى سياسية أخرى بناء على قوائم مشتركة.

وتسعى الحركة الإسلامية الآن لفتح ممرات آمنة مع المؤسسة الرسمية وفتح قنوات حوار بعيدا عن التصعيد، حسب تعبير قيادي بارز في نظام الحكم والحكومة، قائلا إن «القرارات جميعها مدروسة ولا ترغب الحركة بالتحدي أو المناكفات ولا المكاسرة».

ترحيب حكومي مقتضب

وفي هذا السياق، جاء ترحيب الحكومة الأردنية مقتضبا عبّر عنه وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، «موسى المعايطة»، الذي اعتبر أن «مشاركة جميع الأطراف السياسية في العملية السياسية تعزز مسيرة الديمقراطية في البلاد»، مؤكدا أن الحزب الحالي هو الإطار الشرعي السياسي الذي تتعامل معه الحكومة.

وقال «المعايطة» : "هناك ارتياح حكومي لمشاركة جميع الأحزاب في الانتخابات بصرف النظر عن توجهها السياسي وليشارك الجميع في صنع القرار وفق برامج انتخابية».

وبشأن دعوة حزب الجبهة الحكومة للانفتاح والحوار مع جميع القوى السياسية وتحديدا معه، تابع «المعايطة»«كتاب التكليف السامي أوجب دعم الهيئة المستقلة للانتخاب لتهيئة الظروف الملائمة للانتخابات، ولذلك لا يوجد مشكلة من جهتنا، إذ نتعامل وفق القانون وهذا الذي يحكم عملنا وجبهة العمل الإسلامي حزب مرخص».

وأكد «المعايطة»: «قلنا وقلت أن حزب جبهة العمل الإسلامي هو حزب قانوني وشرعي ونتعامل معه بشكل اعتيادي، بالعكس لم يطلب مني لقاء أحد ورفضنا، القضية ليست تصعيدا عدا عن أن الحكومة جديدة وعمرها أسبوعين وأمامها ملفات كثيرة ولا نريد التصعيد».

ويشير «المعايطة» إلى أن الحديث عن الجماعة التي تواجه نزاعا قانونيا مع جمعية مرخصة تحمل الاسم ذاته، هي قضية مختلفة وليست حزبا سياسيا يتم التعامل معه، فيما أكد أن الحكومة تسعى للحوار مع جميع الأطياف السياسية دون أن تخص الحزب في ذلك.

«الذنيبات» يستنكر

في المقابل، استنكرت جمعية (جماعة الإخوان المسلمين) المرخصة، التي يترأسها المحامي، «عبد المجيد الذنيبات»، تشكيل لجنة الإخوان المؤقتة، دون التعليق على موقفها من إعلان الحزب مشاركته في الانتخابات المقبلة.

ويبدو أن الجمعية المرخصة لم تتضح لديها آلية أو كيفية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، في ظل وجود حزب جديد تحت التأسيس باسم (زمزم)، يضم قيادات من الجمعية.

وقال «الذنيبات» في تصريح مقتضب الثلاثاء، حول مشاركة جمعيته في الانتخابات: «أعلنا المشاركة لكن لم نبحث كيفية المشاركة بعد».

ويعتمد قانون الانتخاب الجديد نظام القائمة النسبية المفتوحة المتعددة الأصوات على مستوى الدائرة الانتخابية، وقسمت المملكة إلى 23 دائرة انتخابية قوامها الأساسي المحافظات، وألغت نظام الانتخاب الفردي القائم على الصوت الواحد منذ التسعينات.

يشار إلى أن الحزب قاطع الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت نهاية يناير/كانون الثاني 2013، مطالبا بقانون انتخاب عصري يفضي إلى حكومات برلمانية منتخبة ويلغي نظام الصوت الواحد المعمول به منذ تسعينيات القرن الماضي.

وتأتي الانتخابات المقبلة في ظل أزمة بين جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مع سلطات البلاد، حيث أغلقت الأخيرة مؤخرا بعض مقرات الجماعة، بحجة أنها بدون ترخيص.

ومنذ مارس/آذار 2015، تشهد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن خلافات مع أعضاء قياديين سابقين فيها، وعلى إثرها قام هؤلاء الأعضاء المنشقون بتأسيس جمعية جديدة باسم »جمعية الإخوان المسلمين».

وبينما يقول القائمين على الجمعية إنهم حصلوا على ترخيص رسمي من السلطات الأردنية، معتبرين أن هذه الخطوة تصويبا للوضع القانوني لجماعة الإخوان في الأردن، وبموجبه أُلغيت تبعية جماعة الإخوان في الأردن عن الجماعة الأم في مصر.

واعتبرت قيادة «جماعة الإخوان» في الأردن، عبر عدة بيانات، خطوة تأسيس «جمعية الإخوان» «انقلابا على شرعية الجماعة، وقيادتها المنتخبة وفق اللوائح الشورية داخلها».

وتؤكد الأخيرة أنها تحمل ترخيصا قانونيا منذ عام 1953 كـ«جماعة إسلامية عامة»، لكن مصادر رسمية في الدولة تقول إنه لا يوجد وفق القانون الأردني شيء اسمه جماعة، بل هناك جمعيات وأحزاب تنضوي تحت مفهوم مؤسسات المجتمع المدني.

وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كجماعة دعوية عام 1945، قبل أن تؤسس في عام 1992 حزبا سياسيا باسم «جبهة العمل الإسلامي».

 

 

المصدر | الخليج الجديد + سي إن إن

  كلمات مفتاحية

الإخوان الأردن انتخابات «جبهة العمل الإسلامي» الأردنية

«إخوان الأردن» يعلنون مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة

إخوان الأردن ونوايا الدولة

الأمن الأردني يقتحم مقر «العمل الإسلامي»

إخوان الأردن يعلنون استعدادهم للترخيص قانونيا

السجن سنة ونصف لنائب مراقب إخوان الأردن لانتقاده الإمارات

خطوتان في الاتجاه الصحيح

كأن الحراك الشعبي يتجدد في الأردن

مجهولون يحرقون مقرين لـ«الإخوان» بالأردن.. والجماعة تحمل الحكومة المسؤولية

انتخاب «بني أرشيد» رئيسا لمجلس شورى «الإخوان المسلمين» بالأردن

الإخوان وقبة البرلمان

«الإخوان»... «صحيح لا تقسم ومقسوم لا توكل»

الأردن.. تهمة الإساءة للإمارات قد تحرم «بني أرشيد» من الترشح للانتخابات النيابية