أعربت الولايات المتحدة، أمس الإثنين، عن قلقها من إسقاط السلطات البحرينية للجنسية عن عيسى أحمد قاسم المرشد الروحي للشيعة والمعارضة في المملكة الخليجية، فيما أعلنت السعودية دعمها الإجراءات القضائية البحرينية لمحاربة التطرف والإرهاب.
وقال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية: «نحن قلقون من قرار الحكومة البحرينية لإسقاط الجنسية عن رجل الدين الشيعي الشيخ عيسى قاسم».
وأكد البيان، على أن مخاوف الولايات المتحدة «ازدادت بسبب وجود تقارير عن عدم استطاعة الشيخ قاسم الرد على الاتهامات الموجهة ضده قبل اتخاذ القرار (سحب الجنسية)، أو الطعن بالقرار عن طريق عملية قانونية شفافة».
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية ستواصل «متابعة هذه القضية عن كثب»، داعيًا في الوقت نفسه «جميع الأطراف إلى ضبط النفس عند الرد على هذه التطورات».
من جهته، أكد مجلس الوزراء السعودي دعم المملكة للإجراءات القضائية التي تتخذها البحرين لمحاربة التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله.
وشدد المجلس في جلسته أمس في قصر السلام بجدة، على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب البحرين فيما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها بما يصون وحدتها ونسيجها الاجتماعي، في إشارة إلى قضية «عيسى قاسم».
وجاء قرار إسقاط الجنسية، بعد أسبوع من إصدار محكمة بحرينية 14 يونيو/ حزيران الجاري قرارًا بغلق جميع مقرات جمعية الوفاق المعارضة لكونها «استهدفت حكم القانون وأسس المواطنة المبنية على التعايش والتسامح واحترام الآخر، وتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف فضلًا عن استدعاء التدخلات الخارجية في الشأن الوطني الداخلي»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وسبق ذلك بثلاثة أيام، إصدار عاهل البحرين الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، قانونًا يمنع الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي.
وحظر القانون على أعضاء الجمعيات السياسية وقياداتها الجمع بين العمل السياسي و»اعتلاء المنبر الديني أو الاشتغال بالوعظ والإرشاد والخطابة ولو بدون أجر».
كذلك يأتي قرار إسقاط الجنسية عن «قاسم» بعد 3 أسابيع من تشديد محكمة الاستئناف البحرينية في 30 مايو/ أيار الماضي الحكم الصادر ضد الأمين العام للجمعية «علي سلمان» إلى السجن 9 سنوات بدلاً من 4 سنوات، بعد إدانته بعدة بتهم «التحريض علانية على بغض طائفة من الناس بما من شأنه زعزعة السلم العام، والتحريض علانية على عدم الانقياد للقوانين، وإهانة وزارة الداخلية، بوصف منتسبيها بالمرتزقة، وزعم انتماء بعضهم إلى تنظيمات «إرهابية».
وشهدت البحرين حركة احتجاجية عام 2011 قالت السلطات إن جمعية «الوفاق» تقف وراء تأجيجها متهمة إياها بالولاء لإيران، بينما تقول الوفاق إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في البلاد وحكومة منتخبة، معتبرة أن سلطات الملك «المطلقة» تجعل الملكية الدستورية الحالية »صورية».
يشار إلى أن قرار إسقاط الجنسية عن «قاسم»، لاقى ردود أفعال حادة من جانب إيران؛ حيث حذر مسؤول عسكري بارز فيها من أن التعرض لـ«قاسم» سيشعل النار في البحرين، كما حذر «حزب الله» اللبناني من «عواقب وخيمة» للقرار.
من هو «عيسى قاسم»؟
ويعتبر «قاسم» من أبرز رجال الدين الشيعة في البحرين، ويحظى بتأييد واسع بين البحرينيين من أتباع المذهب الشيعي.
وولد الرجل عام 1940 في قرية الدراز، ويخطب كل يوم جمعة في مسجدها.
حصل على مؤهل جامعي من كلية المعلمين في البحرين، ونال إجازة التعليم سنة 1959.
وفي عام 1962 تقدم بأول طلب للحصول على جواز سفر للالتحاق بالمراكز التعليمية في النجف وعاد منها عام 69 بعد حصوله على شهادة عليا في العلوم الشرعية.
سافر إلى مدينة قم الإيرانية في بداية التسعينيات لدراسة العلوم الدينية هناك.
وفي عام 1996 اتهم من طرف السلطات البحرينية بالضلوع في «مؤامرة» لقلب نظام الحكم وتأسيس مجموعة معارضة.
وينظر إليه باعتباره الأب الروحي لـ«جمعية الوفاق» البحرينية، والمطالبة بالمساواة والإصلاح السياسي في البلاد.
وتتهمه الحكومة البحرينية بالوقوف وراء المظاهرات في البحرين، ومحاولة تأسيس نظام بديل بدعم من إيران.