قررت السلطات البحرينية، اليوم الإثنين، إسقاط الجنسية عن أبرز المراجع الدينية الشيعية في المملكة، «عيسى قاسم»، بتهمة «التشجيع على الطائفية والعنف»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).
ولاقى القرار ردود أفعال حادة من جانب إيران؛ حيث حذر مسؤول عسكري بارز فيها من أن التعرض لـ«قاسم» سيشعل النار في البحرين، كما حذر «حزب الله» اللبناني من «عواقب وخيمة» للقرار.
وكالة «بنا» نقلت بيانا لوزارة الداخلية البحرينية جاء فيه أن «قاسم استغل المنبر الديني، الذي أقحمه في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية، وشجّع على الطائفية والعنف».
وأضافت الوزارة: «قام المذكور بتبني الثيوقراطية (نظام الحكم الديني)، وأكد على التبعية المطلقة لرجال الدين، وذلك من خلال الخطب والفتاوى»، واتهمت «قاسم» بأنه «تسبب في الإضرار بالمصالح العليا للبلاد، ولم يراعِ واجب الولاء لها».
ويأتي هذا القرار بعد تعليق نشاط جمعية «الوفاق الإسلامي» الشيعية في البحرين في 14 يونيو/حزيران الجاري.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء البحريني، «خليفة بن سلمان آل خليفة»، في كلمة أمام مجلس الوزراء، اليوم، من أنه «لا مكان لمن يحرض على الخروج على حكم القانون أو يهدد سلامة البلاد، ولا مكان لمن يعمل من أجل الإضرار بسمعة الوطن وتشويه واقعه الحقوقي والديمقراطي المتطور».
ويلقي «قاسم» خطبه الأسبوعية أيام الجمعة في مسجد في قرية «ديراز»، شمالي غربي البحرين، ويثير دائماً انتقادات حادة ضد السلطات البحرينية.
احتجاجات بالبحرين وتهديدات إيرانية
نزع الجنسية عن «قاسم» أفضت إلى توترات جديدة واحتجاجات في الشوارع في قرية «ديراز» التي يتحدّر منها رجل الدين الشيعي، حسب شهود تحدثوا لوكالة «فرانس برس» للأنباء.
وقال الشهود إن الشرطة تدخلت لضبط الاحتجاجات؛ حيث لوح المتظاهرون بصور «قاسم»، وأطلقوا شعارات معادية للسلطات البحرينية.
لكن ردة الفعل الأقوى جاءت من جانب إيران، التي تتهمها البحرين بالتدخل في شؤونها الداخلية، حيث قال «قاسم سليماني»، قائد قوات «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، اليوم، إن «التعرض للشيخ قاسم سيشعل النار في البحرين والمنطقة»، حسب ما ذكرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
وسرعان ما انضم «حزب الله» اللبناني إلى «سليماني»، ودعا البحرينيين إلى التعبير عن «غضبهم»، وقال إن ذلك القرار ستكون له «عواقب وخيمة»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وتشهد مملكة البحرين اضطرابات متقطعة منذ إيقاف حركة احتجاج في فبراير/شباط 2011 في خضم أحداث «الربيع العربي» قادتها جماعات شيعية تطالب قياداتها بإقامة ملكية دستورية في البحرين.
وشدد القضاء البحريني العقوبات ضد من تعتبرهم السلطات «إرهابيين» وتقول إنهم «متواطئون» مع إيران.
من هو «عيسى قاسم»؟
ويعتبر «قاسم» من أبرز رجال الدين الشيعة في البحرين، ويحظى بتأييد واسع بين البحرينيين من أتباع المذهب الشيعي.
وولد الرجل عام 1940 في قرية الدراز، ويخطب كل يوم جمعة في مسجدها.
حصل على مؤهل جامعي من كلية المعلمين في البحرين، ونال إجازة التعليم سنة 1959.
وفي عام 1962 تقدم بأول طلب للحصول على جواز سفر للالتحاق بالمراكز التعليمية في النجف وعاد منها عام 69 بعد حصوله على شهادة عليا في العلوم الشرعية.
سافر إلى مدينة قم الإيرانية في بداية التسعينيات لدراسة العلوم الدينية هناك.
وفي عام 1996 اتهم من طرف السلطات البحرينية بالضلوع في «مؤامرة» لقلب نظام الحكم وتأسيس مجموعة معارضة.
وينظر إليه باعتباره الأب الروحي لـ«جمعية الوفاق» البحرينية، والمطالبة بالمساواة والإصلاح السياسي في البلاد.
وتتهمه الحكومة البحرينية بالوقوف وراء المظاهرات في البحرين، ومحاولة تأسيس نظام بديل بدعم من إيران.