هل يعود «المالكي» لقيادة العراق بدعم إيراني؟

السبت 9 يوليو 2016 11:07 ص

تم تحرير الفلوجة في النهاية من أيدي تنظيم الدولة. وفي بلد تتميز بندرة الأخبار الجيدة، فإن هذا ربما يكون بداية لأمر مبشر ومختلف. حسناً، ومن الممكن أيضا أن ما ننتظره مشاكل وصدمات أكثر.

سنلقي بعض الضوء على ملامح الأحداث التي تشكل مستقبل العراق. لكنا نريد توضيح بعض هذه الأحداث أولاً.

في العراق، مثل أي مكان آخر، يتشكل كل موقف بسبب عدة عناصر. ليس من الضروري أن تكون هذه العناصر واضحة. وعندما تكون تلك العناصر غير واضحة، يصبح من الصعب تحليل الوضع ككتلة واحدة غير مجزأة.

وعلى مسرح الأحداث في العراق، نجد أن كلا من القوى الساعية لتفكيك العراق والقوى الساعية إلى وحدتها، يعملون بأسرع ما يمكن لتحقيق أهدافهم.

منذ أسبوع فقط، صرح «مقتدى الصدر» أن قوات الحشد الشعبي تعد كيانا طائفيا قائلاً: «هذه القوات لا تمثل العراق ولا تمثلني شخصياً»، وأضاف أن رئيس الوزراء الأسبق «نوري المالكي» قد مزق العراق، حيث فقد الموصل والفلوجة ومعسكر سبايكر والصقلاوية. وكانت «الدولة الإسلامية» قد قامت بمجزرة في 2014 حيث قتلت أكثر من 1500 طالب عسكري بمعسكر سبايكر أغلبهم من الشيعة، فيما قتلت قوات الحشد الشعبي مئات المدنيين من السنة في الصقلاوية منذ أسابيع قليلة بالقرب من الفلوجة.

وبينما كان «الصدر» يعد «مواطنيه العراقيين» بالمساعدة في الفلوجة في موقفها التراجيدي، فإنها قد تحررت من أيدي «الدولة الإسلامية» لتقع في براثن الحشد الشعبي، بعد أن تحولت لمدينة أشباح.

وأتى الانتقاد الحاد من «الصدر» للمالكي، في الوقت الذي كان فيه «المالكي» يستضيف فيه «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس الإيراني وقائد قوات الحشد الشعبي في إفطار رمضاني بمنزله ببغداد.

وصرح «المالكي» لشبكة «بي بي سي» بعد الاجتماع في الثالث من يوليو/تموز قائلاً: «أنا جاهز للعودة إلى مقعد رئاسة الوزراء إذا حصلت على موافقة من الأغلبية البرلمانية». ولم يسلم «الصدر» من هجوم «المالكي» حيث اعتبره سببا رئيسيا فيما آلت إليه بغداد من فوضى.

وعلى الجانب الآخر، فإنّ آية الله السيد «علي السيستاني» هو فاعل رئيسي في الجهود اليائسة الحالية لتوحيد العراق وإصلاح العلاقات ما بين الشيعة والسنة وجعل العراق وطن واحد يعيش فيه السنة والشيعة على قدم المساواة.

وبذلك يجب ألا يتم وضع الشيعة كلهم في نفس السلة، وكذلك بالنسبة للسنة، فباستثناء «الدولة الإسلامية» وما يقابلها من جماعات في الجانبين، لا يرى العراقيون أن المذهب يجب أن يسبب تمييزا بين العراقيين كمواطنين.

وبالنظر إلى العناصر المؤثرة في مستقبل العراق، نجد عودة «المالكي» المحتملة لرئاسة الوزراء بدعم من الحرس الثوري الإيراني في وقت يغذي فيه تنظيم الدولة الانقسام في العراق بكل قوة بهجماته «الانتحارية» وسط المناطق المدنية الشيعية. وتعزز قوات الحشد الشعبي هذه الإتجاه بالمذابح التي ترتكبها بحق المدنيين السنة حول الفلوجة.

وتتلخص نظرتنا لما يحدث في العراق أن إيران في طريقها لابتلاع العراق بالكامل. وأن «المالكي» يستعد للقيادة في الوقت الذي ترى فيه الاطراف المختلفة أن رئيس الوزراء الحالي ضعيف ويسعى لإرضاء الأطراف المختلفة دون الإهتمام بوحدة العراق، وأن الحرس الثوري الإيراني بضربه لمناطق الأكراد وضرب الحشد الشعبي للمناطق السنية يساعد على ذلك. ويبدو أن الصراع المفتوح بين إيران والأكراد على وشك الإندلاع بعد أن أعلنت إيران أن التمرد الكردي على أراضيها يبدأ من المقاطعات الكردية في شمال العراق، ويبدو أن الدور الرئيسي للحرس الثوري هو الضغط على حكومة شمال العراق الكردية حتى لا تشارك بأي دور في صراع الموصل. وفوق ذلك لا تبدو إيران قلقة من دور الولايات المتحدة في ضرب تنظيم الدولة، فلم تمثل المشاركات المماثلة من الولايات المتحدة في السابق أي خطر على نفوذ إيران، بل إن ذلك، ومع مشاركة الجيش العراقي النظامي والصحوات في مواجهة تنظيم الدولة، يعزز من مكاسب إيران.

المصدر | سمير التقي وعصام عزيز - ميدل إيست بريفينج

  كلمات مفتاحية

العراق الحشد الشعبي الدولة الإسلامية نوري المالكي حيدر العبادي

سياسي عراقي: إيران و«المالكي» سلما الموصل لـ«الدولة الإسلامية»

«تركي الفيصل»: سوريا وإيران و«المالكي» وراء ظهور «الدولة الإسلامية»

تقرير دولي يكشف فسادا بمليارات الدولارات خلال حكم «نوري المالكي»

«ويكليكس»: «المالكي» تعاون مع الموساد وإيران لتصفية علماء وطياريين عراقيين

«العبادي» يفتح المنطقة الخضراء في بغداد أمام العموم ويهاجم «المالكي»

حكومة إيرانية في بغداد!

حزب الدعوة العراقي يجدد انتخاب المالكي أمينا عاما له