سياسي عراقي: إيران و«المالكي» سلما الموصل لـ«الدولة الإسلامية»

الاثنين 13 يونيو 2016 09:06 ص

كشف سياسي عراقي مستقل من الموصل، شمالي البلاد، أن إيران ورئيس الوزراء العراقي السابق «نوري المالكي» سلما الموصل لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف أن قائد الحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، هدد رئيس مجلس النواب العراقي السابق «أسامة النجيفي» بإسقاط الموصل إن لم يتعاون في دعم «نوري المالكي» قبل 4 أشهر من سيطرة «الدولة الإسلامية» للموصل.

وقال السياسي الموصلي المستقل، «غانم العابد»، لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني هدد رئيس البرلمان العراقي السابق، أسامة النجيفي، وبالفعل كان لإيران والمالكي دور كبير في عملية سقوط الموصل، فعملية هروب قيادات تنظيم القاعدة من سجن أبو غريب كانت بمساعدة مسؤول كبير في الدولة، بحسب تصريحات وزير العدل العراقي آنذاك حسن الشمري، وأن نوري المالكي، والقيادات الهاربة من السجن هي التي قادت عملية (داعش) للسيطرة على الموصل».

وسلط «العابد» الضوء على الدور الإيراني في سقوط الموصل بالقول: «قدمت طهران لداعش كثيرًا من التسهيلات كي تحتل الموصل، وتمثلت هذه التسهيلات بانسحاب الجيش العراقي المفاجئ من المدينة وتسليمها للتنظيم، وترك كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة والحديثة المتنوعة للتنظيم، من ضمنها مروحيات، ودبابات إبرامز ومدافع ثقيلة، بلغت قيمتها بحسب تقديرات وزير الدفاع العراقي الحالي نحو 27 مليار دولار، ولولا هذه الأسلحة لما استطاع داعش أن يشن في وقت واحد هجوما واسعا باتجاه أقاليم كردستان وبغداد وكوباني».

وتطرق «العابد» إلى تفاصيل عدة عن سيطرة التنظيم على الموصل، والأحداث التي شهدتها المدينة قبل أيام من سقوطها بيد التنظيم.

وفي هذا الصدد قال: «سيطرة داعش على الموصل لم تكن مفاجأة للقوات الأمنية، بل كانت معلومة لكل من القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت، نوري المالكي، ووزارة الدفاع وكل القيادات الأمنية الموجودة في الموصل، فعندما اعتقلت القوات الأمنية في الموصل، وزير شؤون الأسرى والمعتقلين لدى تنظيم داعش، عوف عبد الرحمن، في أبريل (نيسان) من عام 2014 أي قبل سيطرة التنظيم على الموصل بشهرين، اعترف هذا الوزير في داعش أن أمرًا سيحدث في بداية يونيو/ حزيران من نفس العام داخل الموصل».

واستكمل: «وعلى خلفية اعترافاته حُددت 6 معسكرات لداعش مع كل إحداثياتها وتفاصيلها، وهذه المعسكرات هي التي سينطلق منها هجوم باتجاه الموصل، وكانت هذه المعسكرات تقع في منطقة ري الجزيرة القديم وجنوب منطقة الحضر (غرب الموصل)، واستطلع الطيران العراقي في 14 مايو (أيار)، المناطق المحددة حسب اعترافات عبد الرحمن، وتبين أن المعلومات صحيحة».

وتابع «العابد»: «دائرة استخبارات نينوى أبلغت قيادة العمليات بتاريخ 20 مايو أن التنظيم سينفذ عمليات واسعة ضمن مركز المحافظة، وغايته نقل المعارك من محافظة الأنبار إلى الموصل، بعد أن اشترى عددًا كبيرًا من السيارات وكميات من الأسلحة، وجهز مواقع حديثة في منطقتي الجزيرة والبادية في عملية أطلق عليها التنظيم اسم (العرس)، وكانت دائرة الاستخبارات قد اقترحت مجموعة من المقترحات لصد الهجوم، تمثلت في تعزيز القوات الأمنية في منطقة الجزيرة، وتنفيذ عملية مشتركة من قبل قيادات عمليات نينوى والبادية وصلاح الدين والأنبار ضد التنظيم، ومسك الحدود بطريقة صحيحة».

وأوضح السياسي الموصلي بالقول: «مدير استخبارات نينوى أكد في الأول من يونيو (حزيران) أن الهجوم المرتقب لداعش لا يستهدف الموصل فحسب، بل سيشمل عدة محافظات، لكن رغم كل هذه التحذيرات والمعلومات أخذ قائد عمليات نينوى، مهدي الغراوي بتاريخ 3 يونيو، إجازة».

ولفت «العابد» إلى أن «القوات الأمنية العراقية ارتكبت خطأ فادحا بقتلها القيادي في داعش أبو عبد الرحمن البيلاوي»، مبينًا أن «القوات الأمنية اعتقدت أن بقتلها البيلاوي أحبطت هجوم التنظيم المرتقب على الموصل»، مستدركًا بالقول: «لكن هذا لم يحصل».

واجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث العراق في يونيو/حزيران عام 2014، وأعلن قيام «خلافة» لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق وقام بعمليات قتل جماعي وطبق فكره المتشدد.

وساعد على صعود التنظيم الانهيار السريع للجيش العراقي، الذي تخلى عن مدينة تلو الأخرى، وترك قوافل من العربات المدرعة والأسلحة الأخرى أمريكية الصنع في أيدي المتشددين.

ومنذ ذلك الحين أدت الحرب على التنظيم في البلدين، إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية، وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.

ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية على مقاتلي التنظيم في البلدين، لكن إعادة بناء الجيش العراقي إلى النقطة التي تجعله قادرا على استعادة أراض والتمسك بها يعد أحد أكبر التحديات.

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق الحشد الشعبي الدولة الإسلامية

الأمم المتحدة: عدد المحاصرين بالفلوجة قد يصل إلى 90 ألف مدني

«رايتش ووتش» تطالب بحماية المدنيين خلال عملية طرد «الدولة الإسلامية» من الموصل

«العبادي» و«كارتر» يؤكدان أهمية التعاون لقطع إمدادت «الدولة الإسلامية» بين الموصل وسوريا

مجلس محافظة نينوى يرفض مشاركة «الحشد الشعبي» في معركة الموصل

«الدولة الإسلامية» يتلاعب بأسعار الصرف في الموصل لزيادة دخله

«داعش» و«الحشد»: الفلوجة نموذج للعراق

في الطريق إلى الموصل

العراق.. رئيس البرلمان ووزير الدفاع يصلان إلى مخمور لمتابعة التقدم نحو الموصل

«العبادي» يحذر من أي تدخل تركي في الموصل

هل يعود «المالكي» لقيادة العراق بدعم إيراني؟