الأربعاء.. «تيريزا ماي» رئيسة لحكومة بريطانيا كثاني امرأة في تاريخها

الاثنين 11 يوليو 2016 07:07 ص

ستصبح وزيرة الداخلية البريطانية، «تيريزا ماي»، رئيسة للوزراء، بعد غد الأربعاء، لتقود البلاد خلال مرحلة الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب مفاجئ لمنافستها الوحيدة.

وبعد أن تأكد فوزها بزعامة «حزب المحافظين الحاكم»، اليوم الإثنين، ستخلف «تيريزا» البالغ عمرها 59 عاما، رئيس الوزراء الحالي، «ديفيد كاميرون»، الذي أعلن أنه سيترك المنصب بعد تصويت البريطانيين على نحو غير متوقع لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، في قرار أصاب التكتل بالضعف، وخلق موجة هائلة من عدم اليقين في مجالات التجارة والاستثمار، وسبب هزة في أسواق المال، حسب تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.

وساد ترقب لمنافسة بين «تيريزا» ووزيرة الدولة لشؤون الطاقة، «أندريا ليدسوم»، في تصويت لنحو 150 ألفا من أعضاء «حزب المحافظين»، وكان مقررا أن تعلن النتيجة في التاسع من سبتمبر/أيلول المقبل.

لكن «أندريا» انسحبت فجأة، اليوم، لتنعدم الحاجة لانتظار تسعة أسابيع قبل إجراء استفتاء على القيادة.

وأعلن «جراهام بريدي»، رئيس اللجنة الحزبية التي تولت إدارة التصويت على الزعامة، أن «تيريزا» انتخبت زعيمة جديدة لـ«حزب المحافظين» بأثر فوري.

وقال «كاميرون»، للصحفيين أمام مقر رئيس الوزراء، إنه يتوقع أن تنعقد الحكومة لآخر مرة برئاسته، غدا الثلاثاء، على أن يجيب أسئلة في البرلمان، يوم الأربعاء، قبل تقديم استقالته للملكة «إليزابيث».

وأضاف: «سيكون لدينا رئيس جديد للوزراء في هذا المبنى الذي أقف أمامه بحلول مساء الأربعاء».

وستصبح «تيريزا» ثاني امرأة تتولى رئاسة وزراء بريطانيا بعد «مارجريت ثاتشر».

وسيعني انتصارها أن تتولى شخصية أيدت بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عملية الخروج منه.

وقالت إن بريطانيا تحتاج لبعض الوقت للاتفاق على استراتيجية للتفاوض، ويجب ألا تبدأ الإجراءات الرسمية للخروج قبل نهاية العام، لكنها، أيضا، أكدت أن «الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يعني الانفصال عنه».

وفي خطاب ألقته، اليوم، في مدينة برمنجهام استبعدت «تيريزا» عقد استفتاء ثان، ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى للاتحاد.

وقالت: «حين أصبح رئيسة للوزراء سأعمل جاهدة على تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي».

شخصية غير معروفة نسبيا

وتعد «أندريا ليدسوم»، (53 عاما)، التي انسحبت من أمام «تيريزا»، اليوم، في المنافسة على زعامة «حزب المحافظين»، شخصية غير معروفة نسبيا.

فلم يسبق لها شغل أي منصب وزاري، ولم يعرفها الشعب إلا حين شاركت بقوة في الدعوة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وواجهت «أندريا» انتقادات كبيرة بسبب مقابلة صحفية بدت فيها وكأنها تلمح لأحقيتها- كأم- في حصة أكبر من مستقبل البلاد عن «تيريزا»، التي لم ترزق بأي أبناء.

وقال بعض أعضاء «حزب المحافظين» إن تعليقاتها أصابتهم بغضب شديد قبل أن تعتذر عنها، في حين قال آخرون إنها أظهرت سذاجة وسوء تقدير.

وقالت «أندريا» للصحفيين إنها انسحبت من السباق لتجنيب البلاد تسعة أسابيع من عدم اليقين في وقت تحتاج فيه البلاد بشدة لزعامة قوية.

وأقرت بأن «تيريزا» ضمنت الأسبوع الماضي تأييدا أكبر بين نواب الحزب في البرلمان.

وبعد حسم قضية زعامة الحزب قبل الوقت المتوقع تعافى الجنيه الإسترليني، الذي تراجع لأدنى مستوياته في 31 عاما منذ الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو/حزيران الماضي، وسط مخاوف من أثر ذلك على الاقتصاد البريطاني.

وقال وزير المالية، «جورج أوزبورن»، عبر «تويتر»: «نرحب بالأنباء عن وجود مرشحة واحدة تحظى بتأييد واسع لتصبح رئيسة الوزراء التالية. تيريزا ماي تتمتع بالقوة والنزاهة والتصميم على القيام بالعمل المطلوب».

وبدا «كاميرون» في حالة مزاجية جيدة، وهو يضع جدولا زمنيا لرحيله عن المنصب.

والتقطته ميكروفونات التلفزيون لدى عودته إلى مقر رئيس الوزراء وهو يدندن بصوت خفيض قبل أن يغلق وراءه الباب الأسود الشهير للمقر في 10 داونينج ستريت.

رسم دور جديد

وأصاب تصويت البريطانيين بنسبة 52 بالمئة مقابل 48 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي صدمة للساسة البريطانيين خاصة «كاميرون» الذي حذر من كارثة اقتصادية في حالة الخروج.

لكن البريطانيين تجاهلوا تحذيراته وأنصتوا لشعارات حملة الخروج بأن ذلك سيمكنهم من استعادة «الاستقلال» عن مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والحد من مستويات الهجرة العالية، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل قوانين الاتحاد، التي تسمح لأي شخص بالعيش والعمل في أي بلد من أعضائه.

وبدت آمال «تيريزا»  في زعامة «حزب المحافظين» في خطر بعد فشلها كوزيرة للداخلية في السيطرة على موجة الهجرة، وكذلك بعد فشل حملة البقاء في الاتحاد التي كانت أحد أصواتها.

لكن آمالها تعززت بخروج أبرز منافسيها على الزعامة من بين أعضاء حملة الخروج من المنافسة، وهما «مايكل جوف»، وزير العدل، و«بوريس جونسون»، رئيس بلدية لندن السابق.

وفي خطابها اليوم ببرمنجهام حددت «تيريزا» ملامح رؤيتها للاقتصاد، ودعت «لبلد يناسب الجميع وليس فقط لقلة محظية».

وقالت إن الأولوية ستكون لبناء منازل، والتصدي للتهرب الضريبي من قبل الأفراد والشركات، ولخفض تكلفة الطاقة، وتقليص الفجوة «الضارة» بين رواتب الموظفين وأرباح الشركات.

وأضافت: «تحت قيادتي سيصبح حزب المحافظين نفسه بشكل كامل ومطلق في خدمة الفئة العاملة العادية، وسنجعل من بريطانيا بلدا يناسب الجميع».

خلافات داخل «حزب العمال»

وقع أكثر من 1000 محام بريطاني بارز خطابا لحث «كاميرون» على السماح للبرلمان بالبت في مسألة انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وبعد تعيين «تيريزا» طالب نواب المعارضة في البرلمان بانتخابات عامة.

وقال «جون تريكيت»، منسق الانتخابات العامة بـ«حزب العمال»: «من الضروري بالنظر لحالة عدم الاستقرار التي سببها التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي أن ينتخب البلد رئيسا جديدا للوزراء بصورة ديمقراطية».

وتأثر «حزب العمال» هو الآخر بنتيجة الاستفتاء، إذ يواجه زعيمه «جيريمي كوربين» انتقادات حادة لفشله في الترويج بشكل كاف للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وقبل دقائق من الإعلان عن انسحاب «أندريا» أعلنت النائبة البرلمانية عن «حزب العمال»، «أنجيلا إيجل»، أنها ستنافس كوربين على زعامة الحزب.

وقالت: «جيريمي كوربين عاجز عن توفير الزعامة التي يحتاجها هذا الحزب. أعتقد أني أملك القدرة على ذلك».

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

بريطانيا الاتحاد الأوروبي حزب المحافظين حزب العمال تيريزا ماي أندريا ليدسوم ديفيد كاميرون

بريطانيا تخطر المطالبين بإعادة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي برفض طلبهم

آفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

«كاميرون»: لا استفتاء جديدا حول عضوية «الأوروبي» وعلينا قبول النتيجة

«كاميرون» يشرح لقادة أوروبا موقف بلاده خلال اجتماع في بروكسل الأربعاء

البريطانيون يختارون «طلاق» الاتحاد الأوروبي.. الإسترليني يهبط و«كاميرون» يستقيل بحلول أكتوبر

«تيريزا ماي» تتسلم رئاسة الحكومة البريطانية

بريطانيا.. «بوريس جونسون» وزيرا للخارجية و«ديفيد ديفيز» لشؤون الانفصال عن «الاتحاد»

«بن زايد» و«تيريزا ماي» يناقشان علاقات التعاون بين البلدين

أمير الكويت ورئيسة وزراء بريطانيا يبحثان العلاقات بين البلدين