أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية للشؤون الدولية «علي أكبر ولايتي» أن الأمريكيين لم ينفذوا التزاماتهم كما كان منتظرا منهم حول الاتفاق النووي.

وقال «ولايتي» في تصريح له «إن إيران التزمت بتعهداتها وهذا ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعروفة بانحيازها للغرب فيما أمريكا لم تنفذ التزاماتها في رفع العقوبات وحرية التجارة والعلاقات العلمية والتقنية والتجارية والمالية بين إيران والدول الأخرى حيث تقر أمريكا كل يوم قانونا تحت ذرائع مختلفة ما يعيق تطبيق الاتفاق».

وأضاف «ولايتي» أن الاتفاق ينص على أن تنفذ إيران التزاماتها فيما يخص تطبيق القيود المتعلقة بالأنشطة النووية السلمية عقب انقضاء مدة من توقيع الاتفاق النووي وأن يلغي الأمريكيون وحلفاؤهم العقوبات المفروضة في الوقت ذاته.

وفي سياق متصل، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني «حشمت الله فلاحت بيشة» إن الولايات المتحدة نفذت 10% فقط من التزاماتها بالاتفاق النووي.

وأوضح النائب  أن الاتفاق النووي له ثلاثة محاور، المحور الأول، التزام إيران بتعهداتها في الاتفاق النووي، وكان يجب إجراء بعض عمليات التفتيش وإجراء بعض التعديلات على البرنامج النووي الإيراني، وقد أدت إيران هذه المهمة جيدا، فهذا هو الجزء الوحيد من الاتفاق النووي الذي أنجز بشكل تام.

وأضاف أن المحور الثاني من الاتفاق النووي هو الاعتراف من قبل المفاوضين بالأنشطة النووية الإيرانية، مبينا أن الأطراف المتفاوضة مع إيران وبعد العديد من الألاعيب السياسية اضطرت للاعتراف بحق إيران.

وقال إن المحور الثالث هو إلغاء الحظر، وهذا الجزء رافقه التلاعب السياسي من قبل الولايات المتحدة، حيث نفذت واشنطن 10% فقط من التزاماتها في هذا المجال ولم تعمل بواجبها بهذا الخصوص.

وأشار إلى أن الأوروبيين نفذوا 80% فقط من التزاماتهم في مجال إلغاء الحظر على إيران، مؤكدا أن الحظر ضد إيران لم يعد عالميا، حيث بدأ جزء من عالم اليوم بكسر الحظر والآن اللعبة السياسية الوحيدة الموجودة هي لعبة الولايات المتحدة والاستثمارات العالمية المتصلة بالاقتصاد الأمريكي والدولار.

وذكر النائب الإيراني أن الأمريكيين يسعون لربط الموضوع النووي الإيراني بسائر مخاوفهم وهواجسهم بشأن إيران، قائلا: «إن ربط موضوع الأنشطة النووية الإيرانية بقضايا كموضوع الكيان الصهيوني والإرهاب والقضايا التي تدعيها الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان، فهم يريدون بهذه الذرائع إبقاء الحظر أو على الأقل جزء من الحظر».

ولفت العضو إلى أن الانتقادات للاتفاق النووي يجب أن تكون بناءة، مضيفا أن بعض جوانب هذا الاتفاق تتضمن أمورا ايجابية من قبيل فتح باب التعامل بين إيران والدول الأخرى بما فيها دول المنطقة، مبينا أنه لولا الاتفاق النووي لاستمر اختلاق الذرائع ضد إيران.

وأوضح عضو لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني أن الاتفاق النووي يمثل نصا دوليا، وأن إيران قد حققت هدفها الرئيسي وهو كسر الحظر ضدها، وأن أي رئيس أمريكي يتولى السلطة عليه أن ينفذ الاتفاق النووي ويلتزم به، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها ما يكفي من الأزمات ولا يمكنها أن تثير الأزمات السابقة مرة أخرى.

إلى ذلك، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية «عباس عراقجي» أن الطاقة النووية هي حق مشروع لإيران التي نجحت في إثبات هذا الحق.

وأشار «عراقجي» في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إلى أن إيران باعت 32 طنا من الماء الثقيل إلى الولايات المتحدة وقبضت ثمنها وتتفاوض مع موسكو لبيعها 44 طنا من الماء الثقيل، كما أن هناك مفاوضات مماثلة تجرى بين إيران ودول أخرى لبيع الماء الثقيل، مبينا أنه يتم النظر حاليا إلى إيران كدولة منتجة للماء الثقيل.

وبشأن البرنامج الصاروخي الإيراني والضجة الغربية المثارة حوله أكد «عراقجي» أن بلاده تعتبر هذا البرنامج منفصلا تماما عن الموضوع النووي وستواجه أي تحرك يعيقه.

وكانت إيران والدول الست الكبرى أعلنوا رسميا في يوليو/تموز من العام الماضي توقيع الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي ينص عند تنفيذه على رفع العقوبات والحظر تدريجيا عن إيران مقابل تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم.