تسريب وثيقة لمخابرات «السيسي» تكشف وسائل تخدير المصريين واحتواء غضبهم

الخميس 14 يوليو 2016 09:07 ص

كشف الأديب والروائي المصري «علاء الأسواني» عن خطاب يتضمن معلومات خطيرة عن سبع طرق تتبعها الأجهزة المخابرتية في مصر، حاليا، لإدارة المشهد السياسي والإعلامي البلاد، واحتواء الغضب الشعبي من أزمات البلاد، وخاصة ارتفاع أسعار السلع الغذائية.

«الأسواني» وصف الخطاب، الذي تم تبادله بين قياديين في جهاز مخابراتي رفيع المستوى بأنه «سري للغاية»، وقال إنه عثر عليه بـ«الصدفة»، معتبرا أن مضمونه يفسر أشياء كثيرة تحدث في مصر، وضمنه مقال نشره بموقع هيئة الإذاعة الألمانية «دوتشه فيله».

ولم يكتب الروائي المصري مقدمة للمقال، لكنه نشر نصه كاملا، منبها، عبر حسابيه بموقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر»، إلى خطورة محتواه، ومؤكدا أن الخطاب يوضح: «لماذا يسمح الجهاز (المخابراتي) بنقد الوزراء في التليفزيون؟ ومن يحرك مشايخ السلفية؟ وما تعليمات الجهاز للإعلاميين المتعاونين معه؟ وما الهدف من التركيز الإعلامي على مسلسلات رمضان؟»، وفق تساؤلاته.

والخطاب مؤرخ بتاريخ الأول من يوليو/تموز الحالي، وهو موجه من العقيد مدير إدارة الإعلام بجهاز مخابرات مصري إلى اللواء نائب رئيس الجهاز، دون أن يحدد «الأسواني» اسم الجهاز، وحاذفا منه، في الوقت نفسه، كل الأسماء التي وردت فيه.

وقال الخطاب إن «تقارير الرأي العام نقلت لنا مؤخرا مؤشرات مقلقة على تنامي الغضب الشعبي نتيجة ارتفاع الأسعار المتزايد للخدمات والمواد الغذائية، بالإضافة إلى أزمات أخرى يعاني منها المواطنون مثل تسريب امتحان الثانوية العامة والبطالة وانقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق عديدة».

وحذر من أن هذا «الغضب قد يؤثر -لاقدر الله- على شعبية سيادة الرئيس مما جعلنا في إدارة الإعلام نتخذ الإجراءات التالية:

أولا- توجيه الإعلاميين المتعاونين مع الجهاز للتركيز في برامجهم على الانجازات الكبرى التي حققها سيادة الرئيس خلال عامين مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الجديدة والطرق الجديدة على أن تتم استضافة لاجئين من سوريا والعراق حتى يحكوا عن معاناتهم وتشردهم بعد تدمير بلادهم؛ الأمر الذي سيدفع المشاهدين إلى المقارنة بين حالة مصر المستقرة برغم مشاكلها ومأساة تلك الدول التي سقطت في الفوضى.

ثانيا- من أجل دفع الرأى العام الى حوارات خلافية خارج السياسة. تم توجيه البرامج التليفزيونية من أجل التركيز على أغرب الحوادث مثل حادثة بلطجية أجبروا رجلا على ارتداء قميص نوم حريمي وزفوه في الشارع وحادثة الرجل الذي قتل زوجته لأنها أصرت على استعمال فيسبوك وغيرها. كما تم توجيه مشايخ السلفية (وكلهم متعاونون مع الجهاز ) من أجل إثارة قضايا فقهية خلافية فطرحوا مسائل مثل: هل يجوز للمسلم اعتبار خادمته في المنزل ملك اليمين ونكاحها بدون عقد؟ هل يجوز للمسلم أن يتزوج من طفلة لم تبلغ المحيض على أن يقضى وطره منها بالمفاخذة دونما إيلاج؟ وبناء على توجيهنا استضافت البرامج الحوارية مؤيدين ومعارضين للقضايا السابقة ثارت بينهم نقاشات مطولة على قنوات عديدة.

ثالثا- الدراما التليفزيونية تقوم بدور مهم في توجيه الرأي العام وقد تمت مراجعة مسلسلات رمضان في إدارة الإعلام للتأكد من مطابقة موضوعاتها للأولويات الوطنية. في نفس الوقت تم توجيه الإعلاميين من أجل التركيز على أحداث المسلسلات واستضافة الممثلين في برامج طويلة ومناقشتهم في أدوارهم وذلك لجذب أكبر عدد من الجمهور لمشاهدة المسلسلات.

رابعا- تم توجيه نجوم السينما ولاعبي الكرة المشهورين من أجل دعم الدولة واستجابوا جميعا فأدلى أكثر من ممثل ولاعب كرة بتصريحات شكروا فيها السيد الرئيس على انجازاته العظيمة واعتبروا رئاسته منحة الهية لمصر لأن نبوغه كقائد لن يتكرر.

خامسا-  تم السماح بنقد الوزراء في بعض البرامج الحوارية عن طريق ضيوف مختارين ومداخلات معدة سلفا من أجل ترسيخ فكرة أن التقصير ليس من الرئيس وإنما من معاونيه الذين لم يرتقوا لمستوى قدرات سيادته الفذة.

سادسا- نتيجة لخطورة الدور الذى تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ) في التحريض ضد الدولة تم توجيه الإعلاميين للتركيز على قصص الخيانات الزوجية التي حدثت بسبب فيسبوك وقام فضيلة الشيخ «.....»  بتحذير المسلمين من أخطار فيسبوك. كما أن المغنى «.....» استجاب لتوجيهنا وحذر معجبيه الشباب من استعمال فيسبوك لأنه مضيعة للوقت.

سابعا- توجيه الإعلاميين من أجل التغطية الصحيحة للاجراءات التي تتخذها الدولة مثل تكذيب كل التقارير الدولية التي تتحدث عن التعذيب والتأكيد على أن المساجين في مصر يحظون بمعاملة مثالية مميزة. عندما تم ترحيل الإعلامية اللبنانية «.....» من مصر كانت توجيهاتنا للإعلاميين أن يناقشوا ترحيلها باعتباره اجراء قانونيا لاعلاقة له بمواقف المذيعة السياسية بينما وجهنا أعضاء اللجان الاليكترونية فكتبوا أن المذكورة عميلة للموساد وتدربت في «إسرائيل» على التجسس (لمنع أى تعاطف معها).

المصدر | الخليج الجديد + دوتشه فيله

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي أزمات الاستخبارات المصرية

«رويترز»: أفول نجم «السيسي» مع تراكم المشكلات في مصر

«معهد واشنطن»: السيسي وغياب الحكمة السياسية

‏فاينانشيال تايمز: «السيسي» يفقد بريقه بسبب صفقة الجزيرتين

«هويدي»: «السيسي» في خطر شديد.. وسياسة الملك «سلمان» أكثر حماسا

إعلامي مقرب من الجيش يحذر «السيسي»: 7 أسباب ستؤدي لسقوط وانهيار الدولة

مصر.. استياء من تدريب عسكري على اقتحام مسجد بحضور «السيسي»

فيديو .. القس «مرقص عزيز»: «السيسي» خائن وأسوأ رئيس حكم مصر

الأقباط لـ«السيسي»: أيّدناك وخدعتنا .. ونخشى خطرا طائفيا

أزمات «السيسي» وإدارته الفاشلة.. خارج التغطية الإعلامية وتحت هيمنة النظام

حملة تمديد رئاسة «السيسي».. بين الإفلاس السياسي والانهيار الاقتصادي