حل جمعية الوفاق يهدد بتصعيد الصراع السعودي الإيراني في البحرين

الاثنين 18 يوليو 2016 09:07 ص

في عام 2011، إبان ثورات الربيع العربي، شهدت البحرين حركة احتجاجية، قالت السلطات إن جمعية «الوفاق» تقف وراء تأجيجها متهمة إياها بالولاء لإيران، في حين قالت «الوفاق» إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في البلاد وتسعى نحو حكومة منتخبة.

وفي نفس العام 2011، كشف تقرير استراتيجي دولي، الدور الإيراني في إحداث احتجاجات واضطرابات داخل دول مجلس التَّعاون الخليجي، خاصة البحرين وعُمان، وأشار التَّقرير الصَّادر عن (المرصد الخليجيِّ لمُناهضة التدخل السِّياسيِّ والإرهاب) مِن هلسنكي بفنلندا، إلى خطورة الجمعيات الشيعية مثل «جمعية الوفاق الوطني الإسلامي».

التقرير قال إن الجمعية إيرانيّة المنشأ، وأنها تضم عددًا كبيرًا من الأعضاء، جميعهم مِن الشيعة، و«تتبني مبادئ مِن شأنه أن تساهم في زيادة التدخل الأجنبي في البحرين».

وتعد جمعية الوفاق أكبر تكتلات المعارضة في البحرين، وتقود منذ عام 2011 حملة للمطالبة بإصلاحات واسعة في المملكة.

لهذا سعت السلطات البحرينية لمراقبة الجمعية بدقة، وتقدمت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في البحرين بطلب إلى القضاء لحل جمعية الوفاق الوطني، وزادت من الرقابة علي الشيخ «عيسى قاسم»، وهو قيادي بارز بالجمعية.

وفي توقيت قريب قامت السلطات بحسب جنسية الشيخ «عيسى قاسم»، وأول أمس السبت الموافق 16 يوليو/تموز 2016 صدر حكم قضائي بصفة مستعجلة بغلق مقار الجمعية والتحفظ على أموالها وتعليق نشاطها لحين الفصل في الدعوى الموضوعية.

وقالت الوزارة في طلبها إن الجمعية «قامت بممارسات استهدفت ولا تزال تستهدف مبدأ احترام حكم القانون وأسس المواطنة المبنية على التعايش والتسامح واحترام الآخر، وتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف، فضلاً عن استدعاء التدخلات الخارجية في الشأن الوطني الداخلي».

هل تتأزم الأمور؟

تتعامل طهران مع البحرين ويكأنها محافظة إيرانية وتتدخل في شؤونها باستمرار وتدعم شيعة البحرين. التصعيد اليراني لم يعد محض تكهنات لا أساس لها في الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون عسكريون بارزون في إيران أنه بإمكان بلادهم احتلال البحرين في ساعات، وهو ما قد يسحب المملكة العربية السعودية، الراعي الأبرز للملكية الخليجية الصغيرة، نحو مواجهة أكثر صراحة.

ويبدو أن البحرين تدرك تداعيات القرار بحظر جمعية الوفاق، وأن طهران لن توقف تدخلها في شؤون البحرين سواء صدر القرار أم لا، لهذا فإنها تبادر نحو تفكيك أي جمعية أو قوة شيعية بالداخل قريبة من إيران، بهدف كف الأيدي الإيرانية عن البحرين. وقد سارعت طهران بالفعل إلى إدانة حظر الجمعية. حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «حسين جابري أنصاري» عن أسفه بشأن إغلاق مكاتب جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومنع نشاطاتها، واصفا خطوة غلق الجمعية بأنها «تعقد الأزمة الداخلية في البحرين».

وقال «أنصاري» إن أداء الحكومة البحرينية في مواجهة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني عن طريق زيادة الممارسات الأمنية وسجن القيادات المعتدلة والناشطين في مجال حقوق الإنسان وإغلاق مكاتب الجمعيات السياسية والاجتماعية السلمية «يودي إلي المزيد من تعقيد الأزمة الداخلية في هذا البلد»، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وقضت المحكمة في البحرين بحل الجمعية، وتصفية أموالها لصالح خزينة الدولة، بموجب الدعوى التي رفعتها بحقها وزارة العدل والشؤون الإسلامية في 14 يونيو/حزيران الماضي، واتهمتها فيها بأنها «توفر بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف».

صراع سعودي إيراني في البحرين

في عام 2011، وفي أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي تزعمها الشيعة، طلبت حكومة مملكة البحرين الاستعانة بقوات درع الجزيرة لتأمين المنشآت الاستراتيجية، في خطوة اعتبرها البعض وخصوصا إيران بمثابة «غزو سعودي للبحرين».

وتقدمت إيران بشكوى في مجلس الأمن بشأن إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين، واتُهمت القوات بارتكاب جرائم خلال تدخلها في البحرين منها منع الطواقم الطبية من تقديم العلاج للجرحى وقتل المدنيين.

وشاركت السعودية بأكبر عدد من الجنود (1.200 جندي) وبعدها الإمارات (800 جندي) ولم ترسل الكويت قوات برية وأرسلت قوات بحرية، ويعود السبب في عدم إرسال الكويت أي قوات برية على حد قول الحكومة في تفضيل الكويت القيام بدور دبلوماسي وشعبي لتهدئة الأوضاع بدلا من إرسال قوات برية.

ومع تزايد الاحتقان عقب قرار حل جمعية الوفاق، يخشى أن تندلع أعمال احتجاجات وعنف أخرى تستدعي التدخل الخليجي، ما قد يدفع إيران للتدخل في ظل الاحتقان وأجواء الحرب الباردة بينها وبين السعوديين.

ويبدو أن تلميح إيران لوجود مقاومة مسلحة في البحرين يعد تمهيدا لتدخلها، حيث رجح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ما وصفه بـ«إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين عقب تجريد أحد أكبر الرموز الشيعية في البلاد من جنسيته البحرينية».

وأضاف، في بيان نشرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أن ما حدث «لا يترك خيارا للناس سوى اللجوء إلى المقاومة المسلحة»، ما يؤشر أن إيران ربما تكون على استعداد للذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك في تدخلها لصالح المعارضة الشيعية في البلاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البحرين السعودية إيران جمعية الوفاق درع الجزيرة العلاقات البحرينية الإيرانية الصراع السعودي الإيراني

واشنطن «قلقة» من حل «الوفاق» البحرينية .. وإيران: الخطوة تفتح الباب للعنف

المعارضة البحرينية تهدد بانتهاج تحركات مختلفة بعيد حل «جمعية الوفاق»

«دشتي» عن حل جمعية الوفاق: «تصعيد متهور وخطوة رجعية»

البحرين.. حكم قضائي بحل جمعية «الوفاق» المعارضة وتصفية أموالها

صحيفة بحرينية: «عيسى قاسم» استغل الحملات الدينية في تهريب أموال للعراق وإيران

لماذا تم حل "الوفاق" البحرينية؟

البحرين تعتبر انتقادات واشنطن ولندن لحل «الوفاق» تدخلا غير مقبول في شؤونها

«ظريف» يحذر من وقوع كارثة في البحرين

القبض على 5 بحرينيين تلقوا تدريبات في إيران والعراق

هل تكرر إيران خطأ «صدام» في الكويت وتقدم على غزو البحرين؟

قيادي صدري: «سليماني» نقل معسكرات التدريب إلى العراق لاستهداف دول الخليج بعمليات إرهابية

الحلول الأمنية لا تكفي: المستقبل «المظلم» للإصلاح السياسي في البحرين

البحرين.. تأجيل حكم استئناف حل جمعية «الوفاق» إلى 22 سبتمبر الجاري