«المركزي» السعودي قد يتخذ خطوات أخرى لكبح ارتفاع الفائدة

الأربعاء 3 أغسطس 2016 04:08 ص

يقول مصرفيون إن مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) حققت قدرًا من النجاح في استخدام الأدوات النقدية لكبح ارتفاع أسعار الفائدة في سوق النقد الناجم عن هبوط أسعار النفط وإنها ربما تلجأ لمزيد من الإجراءات الجذرية للحفاظ على استقرار النظام المصرفي.

وقد تشمل هذه الإجراءات رفع نسبة القروض إلى الودائع التي تشير للقيمة المسموح للبنوك بإقراضها من الودائع التي لديها وقد تشمل خفض نسبة الاحتياطي الذي يجب أن تودعه البنوك لدى البنك «المركزي» وهو ما يعرف بالاحتياطي الإلزامي.

وتسبب هبوط أسعار النفط منذ منتصف 2014 في خفض الإيرادات الحكومية وهو ما أثر بدوره على تدفق عائدات النفط إلى النظام المصرفي السعودي. وبعد نمو متواصل لسنوات انخفض إجمالي الودائع لدى البنوك التجارية 3.3% في يونيو/ حزيران مقارنة به قبل عام.

وتسبب ذلك في شح السيولة بالنظام المصرفي ودفع معدلات الفائدة بين البنوك للارتفاع. وقفز معدل الفائدة بين البنوك السعودية لعام واحد أكثر من 1.5 نقطة أساسًا خلال الاثني عشر شهرًا الأخيرة.

وقد يقوض ذلك من قدرة البنوك السعودية على إقراض القطاع الخاص بمعدلات فائدة معقولة - وهو أمر ضروري في وقت تحاول فيه الحكومة الحد من الأضرار التي نالت من الاقتصاد جراء هبوط أسعار النفط - وقد يرفع تكلفة الإقراض للحكومة التي تبيع السندات إلى البنوك بصورة شهرية لتمويل عجز الموازنة.

وقال مصرفي سابق لوكالة «رويترز» البريطانية مشترطًا عدم الإفصاح عن هويته لحساسية الأمر إن مؤسسة «النقد» أرسلت تحذيرات من إمكانية شح السيولة قبل عام تقريبًا والآن تواجه هذا الموقف.

ولم يستجب «المركزي» السعودي لطلبات للتعليق. وعادة ما يحيط البنك عملياته بقدر كبير من السرية.

وفي الظروف العادية تستخدم مؤسسة «النقد» سعر إعادة الشراء (الريبو) لإقراض البنوك عندما تواجه نقصًا في السيولة. لكن عمليات الريبو قصيرة الأجل وغير قادرة على مواجهة نقص السيولة على المدى الطويل والناتج عن هبوط أسعار النفط.

ومنذ بداية الربع الأول من العام بدأت مؤسسة «النقد» في اتخاذ خطوات أكبر لمواجهة الأمر إذ قلصت مبيعاتها من أذون الخزانة للبنوك.

وبلغت حيازات البنوك من سندات الخزانة 52.8 مليار ريال (14.1 مليار دولار) في يونيو/ حزيران انخفاضا من 215.8 مليار ريال (قرابة 57.54 مليار دولار) قبل عام لتسجل أدنى مستوى منذ 2010 على الأقل.

ومنذ الربع الثاني من العام الحالي بدأت المؤسسة في تجنيب مخصصات طويلة الأجل للبنوك التي تحتاج ذلك. 

كان «عبد العزيز العنيزان»، الرئيس التنفيذي لبنك البلاد السعودي، قال خلال مقابلة مع تلفزيون العربية نهاية الشهر الماضي «في الربع الثاني من هذا العام – ولتخفيف حدة الضغوط على السيولة – أودعت مؤسسة النقد ودائع مباشرة لدى بعض البنوك وكنا من البنوك التي أودعت معها المؤسسة».

وقال الرئيس التنفيذي لمصرف «الإنماء» إن البنك تلقى ما يزيد على مليار ريال من مؤسسة «النقد».

ويقول مصرفيون إن البنوك حصلت على الأموال في صورة ودائع كجزء من الترسانة النقدية لديها. ويحق لمؤسسة «النقد» إيداع أموال مؤسسات «الدولة» لدى البنوك.

ورجح عدد من المصرفيين تحدثت أن تكون حصيلة قرض دولي بعشرة مليارات دولار حصلت عليه الرياض في مايو/ أيار قد أودعت لدى البنوك لدعم السيولة في حين وصف مصرفيون آخرون الأموال التي أودعت لدى البنوك بأنها قروض ذات فائدة منخفضة.

ويثير ذلك احتمال أن تكون مؤسسة «النقد» قد استخدمت أداة نقدية جديدة تشبه عمليات إعادة التمويل طويل الأجل التي استخدمها البنك «المركزي الأوروبي» لمواجهة نقض السيولة خلال الأزمة المالية في السنوات الأخيرة.

الودائع

كان لاستراتيجية مؤسسة «النقد» بعض الآثار الإيجابية فبنهاية يونيو/ حزيران الماضي ارتفع إجمالي الودائع لدى البنوك «التجارية على أساس شهري كما واصل الائتمان المصرفي للقطاع الخاص تسجيل نمو قوي إذ قفز 8.1% في يونيو/ حزيران عن مستواه قبل عام.

لكن هناك علامات تشير إلى استمرار الضغوط على السيولة. فعلى الرغم من استقرار معدلات الفائدة بين البنوك أواخر يونيو/ حزيران فقد عاودت الصعود في الأيام القليلة الماضية لتصل إلى 2.498% وسجل معدل الفائدة بين البنوك لأجل عام واحد أعلى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني 2009.

علاوة على ذلك تباطأت وتيرة ارتفاع حيازات البنوك من السندات الحكومية في يونيو/ حزيران إذ ارتفعت بقيمة 3.1 مليار ريال فقط في ذلك الشهر.

وربما يشير ذلك إلى أنه في ظل عدم توافر الأموال الإضافية بدأت البنوك تفقد شهيتها لشراء السندات التي تصدرها الحكومة بصورة شهرية بقمية 20 مليار ريال (قرابة 5.33 مليارات دولار).

وتغلف السرية إصدارات السندات الحكومية ولهذا يقول مصرفيون إن من المستحيل التأكد من حجم السندات التي تنجح الحكومة في بيعها.

وفي حالة توقف البنوك عن شراء هذه السندات فقد تضطر الرياض للاقتراض من الخارج أو السحب من الاحتياطيات الأجنبية بوتيرة أسرع لتمويل عجز الموازنة.

ويعتقد مصرفيون أن مؤسسة «النقد» ستلجأ لبعض الإجراءات النظامية لدعم السيولة.

وأحد الخيارات المتاحة سيكون رفع نسبة القروص إلى الودائع. وكانت المؤسسة رفعت هذه النسبة في فبراير شباط إلى 90% من 84%.

وقالت جدوى للاستثمار في تقرير هذا الأسبوع «ارتفعت نسبة القروض إلى الودائع إلى 90% في يونيو لتبلغ الحد الأقصى النظامي الذي حددته مؤسسة النقد في فبراير».

وأضافت «نتوقع أن تلجأ مؤسسة النقد إلى زيادة الحد الأقصى خاصة وأن البنوك السعودية لا تزال تتمتع بمستويات ربحية عالية». ويعني ذلك إمكانية رفع الحد الأقصى دون مخاطر.

وقد يكون أحد الخيارات الأخرى حسبما يقول أحد المصرفيين السعوديين خفض نسبة الاحتياطي النقدي الإلزامي الذي يجب أن تجنبه البنوك ولا تستخدمه في عمليات الإقراض. ويبلغ المعدل الحالي 7% للودائع تحت الطلب وأربعة بالمئة لودائع الادخار والودائع لأجل.

(1 دولار أمريكي يساوي 3.75 ريال سعودي).

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

المركزي السعودية كبح ارتفاع معدلات الفائدة

«المركزي» السعودي: لا نية لتغيير سياسة سعر الصرف

584 مليار دولار احتياطيات العملات الأجنبية في البنك المركزي السعودي

السعودية .. الفائدة بين المصارف المحلية تسجل أعلى مستوى في 7 سنوات

«المركزي السعودي»: مستمرون في ربط الريال بالدولار

أسهم السعودية ترتفع بعد قرار المركزي وأداء جيد لمعظم الأسواق

مسؤول في «الأهلي السعودي»: رفع سعر الفائدة على القروض محسوم