يتربع البنك المركزي السعودي على قدر مذهل من احتياطيات العملات الأجنبية الذي يبلغ 584 مليار دولار، وفقا لموقع «CNN الأمريكي»
و البنك المركزي السعودي ووزارة الخزانة الأمريكية لم يكشفا ما هو مقدار سندات الخزانة الأمريكية من هذا المبلغ المهول، رغم إفصاح الخزانة الأمريكية عن مبالغ الديون الفيدرالية الأمريكية التي تحتفظ بها معظم الدول مثل اليابان والصين وروسيا.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تجمع حيازات السعدية من سندات الخزانة مع نظيراتها من الدول الأخرى المصدرة للنفط مثل فنزويلا والعراق، وتشكل حيازات هذه الدول بشكل جماعي، ما يصل إلى 281 مليار دولار من سندات الخزانة.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخزانة، «إدوين ترومان»، خلال التسعينيات من القرن الماضي، عن التحرك السعودي: «قمنا بذلك (بيع السندات للسعودية) قبل سنوات لتحسين العلاقات .. إنها مفارقة تاريخية وحمقاء».
وامتنع متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية عن الحديث ما إذا كانت الوزارة ستعيد النظر في هذه السياسة، واستشهدت ببساطة بسياسة الولايات المتحدة بتجميع احصائيات ملكية الخزانة معا حيث «قد تكشف (التقارير المفصلة) عن مواقف الملّاك الفرديين».
واستحوذ غموض أملاك السعودية في أمريكا على اهتمام الجميع في الآونة الأخيرة، إذ منذ عام 2014 استنفذ السعوديون 139 مليار دولار من احتياطاتهم، والتي من المؤكد أن جزءا منها جاء عبر بيع ديون الولايات المتحدة، بينما تصارع الدولة مع العجز في الميزانية الناجم عن تدهور أسعار النفط.
ومن جانبهم كشف مسؤولون أمريكيون أن السعودية هددت مؤخرا باحتمال بيعها أصولا تقدر بمليارات الدولارات في أمريكا، إذا تم تمرير مشروع قانون في الكونغرس، يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر وهجمات إرهابية أخرى، بمقاضاة حكومات أجنبية. وقال مسؤولان كبيران بوزارة الخارجية الأمريكية إن «الجبير وجه هذا التحذير خلال زيارته إلى واشنطن، في مارس/ آذار الماضي، إلى مشرعين بالكونغرس».
وقال مصدر مطلع على محفظة الأصول السعودية إن «الحكومة جدية حول هذا الموضوع»، مضيفا: «إذا أقر الكونغرس هذا التشريع، سيكون هناك رد فعل».
يشار إلى أن بيع كمية كبيرة من ديون الولايات المتحدة في نفس اللحظة على الأرجح سيتسبب بإغراق سندات الخزانة وزعزعة استقرار الأسواق المالية.
وفي حين يرى العديد من الخبراء أن التهديد السعودي غير جدي لأنه سيكون بمثابة إقامة سوق بيع سريع من المحتمل أن يضر بشدة بقيمة حيازات السعوديين الخاصة، وأية عواقب سيعانيها الدولار الأمريكي يمكنها أيضا أن تأتي بنتائج عكسية لما يريده السعوديين لأن الريال السعودي مرتبط بالدولار.
والسعودية بحكم ثرواتها النفطية الهائلة، يعتقد على نطاق واسع أن المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر حاملي سندات الديون الأمريكية، ولكن تتشح قيمتها المحددة بالكثير من الغموض.