لقاء «بوتين» و«أردوغان»: هل تتغير خارطة تحالفات الشرق الأوسط؟

الخميس 11 أغسطس 2016 12:08 م

أشار تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن لقاء الرئيسين الروسي «فلاديمير بوتين» والتركي «رجب طيب أردوغان»، قد يسهم في تغيير التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، مشيره إلى أن «القادة الروس والأتراك لديهم مصلحة مشتركة في تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وأنهما يبحثان عن الفوائد المشتركة من معارضتهما سويا لواشنطن».

التقرير الذي كتبه «آرون ديفيد ميلر» نائب رئيس مركز «وودرو ويلسون» البحثي، وصف لقاء «بوتين» و«أردوغان» أول أمس الثلاثاء، بأنه «يستهدف إظهار التقارب بينهما، بينما هو في النهاية مناورة تكتيكية أكثر منه شراكة استراتيجية».

وتابع: «ولكن سياسات واشنطن، المحبطة تعزز من تحريك عدد من التحالفات التي لم تكن متوقعه سابقا في المنطقة»، بحسب قوله.

ويؤكد الكاتب إن «بوتين يبحث دائما عن فرص لتوسيع النفوذ الروسي، وأن التوتر في العلاقات الأمريكية التركية بعد محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز يعطيه فرصة لزرع الشقاق في منظمة حلف شمال الأطلسي، واللعب على توجس أردوغان من واشنطن».

ويؤكد أن بوتين «يسعي لبناء شبكته من الحلفاء لمواجهة الولايات المتحدة، وتركيا هي الصيد الكبير، فهي ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا، ويبلغ عدد سكانها مثل ألمانيا، كما أن موقف تركيا ونفوذها يجعل موقفها لا غنى عنه في حسم مسألة سوريا بالنسبة إلى روسيا».

وفي المقابل، يبدو «أردوغان» منزعجا تماما من مواقف الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية بسبب الخلافات حول سوريا، وتعزز انزعاجه وقلقه بسبب موقف إدارة «أوباما» الرافض لنقد الانقلاب ورفضها تسليم «فتح الله كولن».

تقارب سعودي مصري إسرائيلي

وتشير «وول ستريت» أن لعب إدارة «أوباما» دورا غير مباشر في تسهيل توثيق العلاقات المصرية الإسرائيلية، وربط القاهرة والقدس بشكل أوثق مما كانت عليه في أي وقت منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، لتحقيق مصالح مشتركة، مثل منع ظهور الجهاديين في سيناء وتقييد حركة حماس، كجزء من التغييرات في الشرق الأوسط.

ويشير الكاتب إلى أن زيارة وفد سعودي القدس الشهر الماضي واجتماعه مع أعضاء بالكنيست الإسرائيلي ومسؤولين آخرين، عكس أيضا الدفء في العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية بعد توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ دعم واشنطن لإزاحة الرئيس المصري الأسبق« حسني مبارك» في عام 2011، على خلاف الرغبة السعودية.

أيضا جاء الموقف الأمريكي بشأن الدعوة للإصلاح في البحرين، والاتفاق النووي مع إيران الذي أغضب الخليجيين والاسرائيليين، ليعزز التعاون السعودي الإسرائيلي وراء الكواليس، والتعاون الاستخباراتي لكبح عدوين الرئيسية: إيران والجهاديين السنة.

ويشير التقرير لما قاله الدبلوماسي والأكاديمي السعودي السابق «عبد الله الشمري»، من أن «إسرائيل هي العدو بسبب أصلها، ولكنها ليست عدوا بسبب أفعالها، بينما إيران هي العدو بسبب أفعالها، وليس بسبب أصلها».

المنطقة تتغير

ويؤكد الكاتب إن زيارة الوفد السعودي إلى (إسرائيل)، بصرف النظر عن الموافقة الرسمية، يشير إلى أن المنطقة قد تغيرت، وأنها علامة على كيف تغيرت المفاهيم كثيرا حول دور واشنطن في المنطقة.

ويشير إلى اتهامات توجه للولايات المتحدة بالتخلي عن دورها القيادي، وحلفائها، فيما تبذل مع الخصوم جهودا أفضل، ويؤكد أن «بوتين» يستغل إحجام الولايات المتحدة عن الانخراط بقوة في سوريا، واحباط الحلفاء التقليديين مثل تركيا من الموقف الأمريكي.

المقابل، تحاول (إسرائيل) ودول الخليج زيادة نفوذها وحماية مصالحها من خلال تطوير علاقات أوثق مع بعضها البعض، على الرغم من المخاوف الأمريكية، كما وتقوم السعودية بإجراءات في اليمن بحثا عن مصالحها، أدت مشاركة «بوتين» في حرب سوريا إلى حوار إسرائيلي روسي، كما وجدت (إسرائيل) وتركيا سبيلا لتسوية خلافاتهما بشأن حادثة أسطول الحرية في غزة، وكلها أمور تشير لتغير التحالفات في الشرق الأوسط.

كل هذه الأمور تجعل الجهات الفاعلة الإقليمية في الشرق الأوسط تعتبر أن الغياب الأمريكي حقيقة وقاعة، وتتخذ خطوات مستقلة وتعتبر الولايات المتحدة ليست هي الحل أو المعوق لحل مشاكلهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا انقلاب تركيا العلاقات التركية الروسية الولايات المتحدة

«حرييت ديلي نيوز»: تفاصيل الدبلوماسية السرية التي أنهت الأزمة بين تركيا وروسيا

روسيا أم الولايات المتحدة: أين تتجه بوصلة تركيا بعد الانقلاب الفاشل؟

لماذا تسعى تركيا وروسيا إلى تفادي المواجهة مع بعضهما البعض؟

صراع الإمبراطوريات: لماذا تتقاتل روسيا وتركيا؟

«بوتين» أكد لـ«أردوغان» أنه لم يسمع من قبل عن مكتب لحزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو

أردوغان وبوتين والغرب.. الجريمة والعقاب!

روسيا ترفع الحظر عن رحلات الطيران السياحي العارض لتركيا

«بوتين»: روسيا ترحب بعودة الحياة السياسية في تركيا لطبيعتها