واشنطن: استخدام روسيا قواعد إيرانية لشن غارات بسوريا قد يكون خرقا لقرار مجلس الأمن

الأربعاء 17 أغسطس 2016 06:08 ص

اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية «مارك تونر» الثلاثاء، أن استخدام روسيا للقواعد الجوية الإيرانية منطلقاً لعملياتها العسكرية في سوريا قد يعد خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.

وقال «تونر» خلال الموجز الصحفي اليومي، إن بلاده تحاول معرفة إلى أي مدى يستخدمون (الروس) إيران، فنحن اطلعنا على تقارير مختلفة، بعضها تحدث عن احتمالية كونه (استخدام القواعد الإيرانية لانطلاق غارات جوية روسية على سوريا) مرة واحدة، والبعض الآخر تحدث عن استمراريتها، ولكننا لا نعرف الجواب بعد في هذه المرحلة».

وأضاف «تونر»، «إذا ما صحت هذه التقارير (عن استخدام روسيا لقواعد إيرانية)، فإنه من المحتمل أن يعد هذا خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي يمنع تجهيز وبيع ونقل الطائرات المقاتلة إلى إيران ما لم تتم موافقة مجلس الأمن عليها مقدماً».

وفي يوليو/ تموز 2015 أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2231، والذي رحب فيه بتوقيع إيران مع مجموعة 5+1 اتفاقاً يتم من خلاله الحد من قدرات إيران النووية، ويرفع بالتدريج بعض العقوبات المفروضة على طهران فيما لو طبقت فقرات الاتفاق بطريقة تقرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتنص بعض فقرات القرار على عدم السماح باستخدام الأراضي الإيرانية لانطلاق العمليات العسكرية أو بيع وتجهيز ونقل الطائرات إلى إيران.

وتابع المتحدث «ليس لدي إجابة مؤكدة، أعلم أن محامينا يقومون بدراسة هذا ويحاولون جمع أكبر قدر من التفاصيل»، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.

وأوضح «تونر» أن «استخدام روسيا للقواعد الإيرانية، إذا ما ثبت، فسيكون أمراً يتم مناقشته في أروقة مجلس الأمن»، مضيفًا: «لا علم لي بالعواقب المترتبة عليه كذلك».

ولفت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إلى أن بلاده لا تزال في مرحلة تقييم ما يخطط له الروس باستخدام القواعد الجوية الإيرانية، واصفاً إقدامهم على هذه الخطوة بأنها مؤسفة لكنها ليست مفاجئة.

واعتبر أن قيام روسيا بهذا الأمر ما هو إلا «زيادة في صعوبة وضع هو أساساً مثير للجدل ومعقد وصعب، ويدفعنا فقط إلى الابتعاد أكثر عما نحاول كلنا (المجتمع الدولي)، أو على الأقل نحن (الولايات المتحدة) السعي إليه، وهو وقف موثوق للأعمال العدائية على مستوى البلاد (سوريا) وعملية سياسية في جنيف تقود إلى تحول سلمي».

وقال «تونر» إن «استخدام روسيا لقواعد إيرانية لن يمنع الولايات المتحدة بالضرورة من التوصل إلى اتفاق مع موسكو للتعاون في القتال ضد تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش»، مضيفاً «لم نتوصل إلى اتفاق بعد في شأن التعاون».

وتابع: «موسكو تواصل ضرب فصائل المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة».

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان الثلاثاء إن «قاذفات تابعة لسلاح الجو الروسي استهدفت مواقعاً لتنظيمي داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) الإرهابييْن في سوريا»، بعدما نشرت روسيا طائرات قاذفة بعيدة المدى للمرة الأولى في إيران.

تعاون إيراني

وقال رئيس «مجلس الأمن القومي الإيراني» «علي شامخاني» تعليقاً على هذا الإجراء الروسي: إن «التعاون الإيراني الروسي في محاربة الإرهاب في سوريا تعاون استراتيجي ونحن نشارك بإمكاناتنا ومنشآتنا في هذا المجال».

وذكر الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن «طائرات قاذفة بعيدة المدى من طراز (تو-22 إم3)، وقاذفات من طراز (سو – 34) أقلعت الثلاثاء من مطار همدان الإيراني ووجهت ضربات مكثفة إلى مواقع التنظيمي في محافظات حلب ودير الزور وإدلب».

وأكد البيان أن «الغارات دمّرت 5 مستودعات للأسلحة والمتفجرات والمحروقات، تابعة للإرهابيين في محيط مدن سراقب والباب وحلب ودير الزور، إضافة إلى 3 مراكز للقيادة في محيط مدينتي الجفرة ودير الزور، فضلاً عن تصفية عدد كبير من المسلحين».

وأوضحت الوزارة أن مقاتلات من طرازي «سو-30»، و«سو-35» انطلقت من قاعدة حميميم في سوريا، وقامت بمرافقة القاذفات الروسية أثناء أداء مهمتها.

وفي وقت سابق كشفت وسائل إعلام عن أن طائرات قاذفة من طراز «توبوليف» (تو-22 إم 3) تابعة لسلاح الجو الروسي وصلت إلى مطار همدان الإيراني، للمشاركة في توجيه ضربات إلى مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وكانت قناة «روسيا - 24» ذكرت أن نشر الطائرات الحربية الروسية في الأراضي الإيرانية يتيح الفرصة لتقليص زمن التحليقات بنسبة 60 في المئة، مشيرة إلى أن القاذفات «تو-22 إم 3» كانت تستخدم مطارا عسكريا يقع في جمهورية أوسيتيا الشمالية جنوب روسيا، وأن قاعدة حميميم السورية ليست مناسبة لاستقبال هذا النوع من القاذفات التي تعد من الأضخم في العالم.

تأتي هذه الخطوة العسكرية غداة زيارة لمعاون وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي في الملف السوري «ميخائيل بوغدانوف» لطهران، والتي أجرى فيها محادثات مع وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» ونظيره «حسين جابري أنصاري» معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية

إلى ذلك، قال مسؤول عسكري أمريكي اليوم إن السلطات الروسية أبلغت مسبقاً التحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بقيادة الولايات المتحدة أن قاذفاتها ستقلع من قاعدة في إيران لضرب من وصفتهم بالمتطرفين.

ويحاول التحالف الدولي وروسيا التفاهم لتجنب أي حادث أو مواجهة لا طائل منها في الأجواء السورية، ويحرصان على تبادل المعلومات في شأن العمليات.

وقال الناطق باسم التحالف الكولونيل «كريس غارفر» في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من بغداد، إن «روسيا أبلغت التحالف».

وأضاف «أبلغونا أنهم سيعبرون (منطقة يسيطر عليها التحالف) وسعينا إلى التأكد من أمن الطلعات حين عبرت قاذفاتهم المنطقة متجهة إلى أهدافها وحين عادت. هذا الأمر لم يؤثر على العمليات التي يقوم بها التحالف في الوقت نفسه لا في العراق ولا في سوريا».

وتابع «غارفر» أن وجود المتطرفين يتركز خصوصاً في دير الزور وليس في حلب أو إدلب، ولفت إلى أن عملية الإبلاغ لم تسبق توجيه الضربات بوقت طويل، لكن «ذلك أفسح لنا وقتاً كافياً للتأكد من أمن الطلعات».

وكان «معهد البحوث العسكرية» الروسي ذكر في تقرير سابق أن قيمة كل طلعة جوية لقاذفات «توبوليف» تبلغ 5.5 مليون روبل روسي. 

يُذكر أن العملية العسكرية الروسية في سوريا التي شارفت على نهاية عامها الأول، تكلّف 3.3 مليون دولار يومياً.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا إيران أمريكاـ سوريا

‏⁧‫طهران‬⁩: سمحنا لسلاح الجو الروسي باستخدام منشآتنا في الحرب ضد «الإرهاب» بسوريا

بالصور .. لأول مرة روسيا تضرب المعارضة السورية انطلاقا من مطار همدان الإيراني

محللون: روسيا توطد أقدامها في المنطقة وتنتهك الأمن القومي العربي بموافقة أمريكية

روسيا ترفض الاتهامات الأمريكية: لم نخرق قرارات مجلس الأمن

«الخطيب»: روسيا تطرح أمورا مرفوضة لحل الأزمة السورية والفوضى عنوان المرحلة

روسيا تواصل ضرب سوريا من قاعدة جوية إيرانية

‏«يلدريم»: سيكون لنا دور فعال بسوريا خلال الأشهر الستة المقبلة ولا مكان لـ«الأسد»