محللون: روسيا توطد أقدامها في المنطقة وتنتهك الأمن القومي العربي بموافقة أمريكية

الأربعاء 17 أغسطس 2016 08:08 ص

أثار استخدام قاذفات جوية روسية لقواعد جوية إيرانية، أمس الثلاثاء، لتوجيه ضربات على أهداف قالت إنها لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، ضجة كبيرة باعتبارها خطوة هي الأولى من نوعها تسمح فيها طهران لطائرات أجنبية مقاتلة باستخدام منشآتها العسكرية منذ ثورة العام 1979.

وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا قواعد عسكرية خارج سوريا لتنفيذ مهمات وطلعات جوية. وهو ما اعتبرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية تطورا استراتيجيا كبير لموسكو، ونقلت عن محللين للشبكة أن هذا التطور يوطد قدم موسكو في منطقة الشرق الأوسط.

من جهته، قال المؤرخ والأكاديمي «بشير موسى نافع» إن القاذفات الروسية ما كان لها أن تطير من إيران إلى سوريا، عبر الأجواء العراقية المتحكم بها أمريكيا، بدون موافقة أمريكية مسبقة.

وتساءل الإعلامي السعودي المعروف «جمال خاشقجي» قائلا: «هل بقي شيء من الأمن القومي العربي لم ينتهك بعد؟، قاذفات روسية تقلع من إيران، تطير فوق العراق العربي لتقصف أهدافا في سوريا العربية».

في المقابل، انتقدت الولايات المتحدة  استخدامروسيا  قاعدة جوية فيإيران  لتنفيذ ضربات في سوريا، في وقت أكد فيه مسؤول عسكري أمريكي أن واشنطن و«التحالف الدولي» علما سابقا بالضربات التي نفذتها قاذفات روسية.

ووصفت الخارجية الأمريكية استخدام قاذفات روسية قاعدة جوية في همدان (280 كيلومترا جنوب غرب طهران) بالمؤسف، وقالت إنه لم يكن مفاجئا.

وأضافت في بيان أن الخطوة الروسية تضعف فرض تحقيق وقف الأعمال القتالية بسوريا، وربما تعد انتهاكا للقرار الدولي 2231 الذي اعتمد الاتفاق النووي المبرم بين الغرب وإيران صيف العام الماضي، وقالت إنه ليس هناك بعد اتفاق مع الروس للتعاون عسكريا في سوريا.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» في مؤتمر صحفي أن العراق منح روسيا إذنا باستخدام مجاله الجوي شريطة أن تستخدم الطائرات الروسية ممرات على الحدود العراقية، وألا تحلق فوق المدن العراقية.

وسبق أن تحول العراق إلى ممر جوي وبري إلى دمشق لنقل ميليشيات ومقاتلين إيرانيين للقتال إلى جانب نظام «الأسد»، كما كان ممرا لنقل الأسلحة.

وتعد المسافة أيضا هي إحدى الميزات التي يضيفها استخدام المقاتلات والقاذفات الروسية للقواعد الإيرانية وخصوصا قاعدة همدان التي انطلقت منها القاذفات، أمس الثلاثاء، باعتبار أن القاذفات كانت تستغرق رحلة مدتها ساعتان للوصول من قواعدها في روسيا إلى الأهداف بسوريا ولكن الآن تستغرق الرحلة 30 دقيقة فقط.

ويعني قصر المسافة ومدة التحليق وقودا أقل وبالتالي إتاحة المجال لتحميل القاذفات بقنابل وأسلحة أكثر وما يعكسه ذلك من توفير قدرات أكبر على تنفيذ عمليات جوية أكثر كثافة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، أمس الثلاثاء، أن عددا لم تحدده من قاذفاتها من طراز «توبوليف-22» و«سوخوي-34» أقلعت من مطار عسكري في همدان بإيران وقصفت مواقع لكل من تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حاليا) في محافظات دير الزور (شرق) وحلب وإدلب (شمال).

وتحدثت الوزارة في بيان عن تدمير مخازن أسلحة وذخائر ومعسكرات في المناطق التي شملتها ضربات القاذفات، في حين أفاد مصدر صحفي في حلب أن تلك الطائرات ألقت مئات الصواريخ على مدينة حلب وريفها.

ونقلت وسائل إعلام عن وزارة الدفاع الروسية أن هذه القاذفات شنت بالفعل غارات على مواقع لتنظيم «الدولة» بسوريا، وأوردت وكالة «أسوشيتد برس» لاحقا نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي أن الطائرات الروسية عادت إلى روسيا، وإنه لا توجد حاليا قوات روسية في إيران.

وفي طهران أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني «علي شمخاني» فتح قواعد وأجواء بلاده أمام الروس في إطار ما وصفه محاربة الإرهاب في سوريا.

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» إن بلاده فتحت أجواءها للطائرات الروسية بشروط لم يوضحها، ونفى في المقابل أن تكون موسكو طلبت أيضا فتح الأجواء العراقية أمام صواريخها العابرة.

وكان مصدر عسكري روسي قال إن الجيش الروسي أرسل طلبات لإيران والعراق لإطلاق صواريخ باليستية طويلة المدى عبر أجواء البلدين باتجاه سوريا.

  كلمات مفتاحية

سوريا العراق إيران روسيا الولايات المتحدة الدولة الإسلامية

واشنطن: استخدام روسيا قواعد إيرانية لشن غارات بسوريا قد يكون خرقا لقرار مجلس الأمن

‏⁧‫طهران‬⁩: سمحنا لسلاح الجو الروسي باستخدام منشآتنا في الحرب ضد «الإرهاب» بسوريا

المعارضة السورية تطالب نائب وزير الخارجية الروسي بإيقاف قصف حلب

«رايتس ووتش»: القوات السورية والروسية استخدمت أسلحة حارقة 18 مرة ضد المعارضة

بالصور .. لأول مرة روسيا تضرب المعارضة السورية انطلاقا من مطار همدان الإيراني

مباحثات قطرية روسية بالدوحة للقضايا الإقليمية

«الخطيب»: روسيا تطرح أمورا مرفوضة لحل الأزمة السورية والفوضى عنوان المرحلة

«محمد بن سلمان» يبحث مع «بوغدانوف» في السعودية قضايا المنطقة

«صالح» يعلن استعداده لمنح روسيا تسهيلات في القواعد العسكرية اليمنية