ليبيا ساحة لمواجهة إقليمية بين الثورة والثورة المضادة

السبت 25 أكتوبر 2014 02:10 ص

بينما كانت باخرة مصرية محملة بشحنة من الأسلحة والذخائر موجهة لقوات اللواء «حفتر» ترسو في ميناء طبرق الليبي، كان المبعوث التركي «أمر الله إيشلر» يجرى مباحثات في ليبيا في محاولة لحل الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا.

وفيما تعتبر هذه الزيارة  أول زيارة يلتقي فيها رئيس الوزراء الليبي «عمر الحاسي» بمبعوث دبلوماسي  لدولة أخرى، حيث أعلنت تركيا أنها تدعم عملية الحوار التي أطلقتها «الأمم المتحدة»، كما أعلنت استعدادها الدائم للمساهمة بأي شكل من أجل حل الأزمة. (في الصورة: الحاسي يؤدي اليمين الدستورية أمام رئيس المجلس الوطن الليبي)

وتعتبر تركيا في إشارة غير مباشرة للدور المصري والإماراتي أن التدخلات العسكرية التي تتم من خارج حدود ليبيا تضر بشكل كبير بعملية الحوار. 

وفي خطوة سابقة قامت الحكومة المصرية بدعوة رئيس الوزراء المعين من برلمان طبرق «عبدالله الثني» لزيارة القاهرة أكثر من مرة، وكان «الثني» قد طلب من مصر دعم وتسليح حكومة طبرق والمساهمة في تدريب قواتها.

يشار إلى أن قوات اللواء «حفتر» التي تحظى بتأييد حكومة طبرق تعاني من عدم إمكانية تحقيق انجازات ميدانية وقد فشلت في أكثر من مرة من التقدم نحو طرابلس وبنغازي.

وتسعى «الأمم المتحدة» إلى التوصل إلى حل سياسي بين الطرفين وتهدد في نفس الوقت بفرض عقوبات على الطرف الذي لن يحترم الاتفاقات، وتشير التطورات أن الجزائر سيكون لها دور مهم ربما من خلال استضافة مؤتمر يضف كافة الفرقاء الليبيين.

وفي هذا الإطار استقبلت الجزائر كلا من الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي نائب وزير الدفاع الإماراتي. وبعد يومين استقبلت وزير الدفاع القطري «حمد العطية». فضلا عن وزيرة دفاع إيطاليا «روبيرتا بينوتي».

ووفق بعض التقارير فان الإمارات تمارس ضغوطا كبيرة على الجزائر من أجل اخذ موافقتها على المشاركة مع قوات مصرية وإماراتية لمحاربة الجماعات الإسلامية في ليبيا، غير أن الجزائر ما زالت ترفض هذا العرض كذلك ترفض تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

أما قطر التي تعد المساند الأكبر للجماعات الإسلامية في طرابلس فإن زيارة وزير دفاعها للجزائر هي للمساعدة في إنجاح المبادرة الجزائرية وللاطلاع على الموقف الجزائري وللضغط لتحقيق أكبر فائدة لصالح الجهات التي تدعمها، ويشار هنا أن هناك تعاون عسكري وعلاقات اقتصادية جيدة بين قطر والجزائر كان آخرها الاستثمار في قطاع الحديد والصلب بعد زيارة الأمير «تميم» في يونيو/حزيران الماضي. 

وفي سياق متصل كشفت مصادر مقربة من حكومة الانقاذ الوطني في طرابلس، التي يقودها عمر الحاسي، كشقت عن القبض على جنود مصريين وآخرين تابعين لحركة العدل والمساواة المسلحة السودانية في المنطقة الغربية. وهو ما يشير إلى تزايد احتمالات توسيع مساحة المواجهة المسلحة مع الإصرار المصري والإماراتي على القضاء على أي نفوذ لوقى الثورة خاصة الإسلامية منها. (في الصورة: وزير الخارجية المصري - يمين - في مؤتمر صحفي مشترك مع الثني بالقاهرة في حضور رئيس الوزراء المصري)

وعلى الصعيد الغربي فإن كل من فرنسا وايطاليا غير راغبتين بوجود الجماعات الإسلامية في ليبيا وتميلان لدعم قوات «حفتر» للتقدم نحو السيطرة على بنغازي وطرابلس.

يتضح مما سبق أن المعركة على  الربيع العربي ما زالت تدور رحاها في ليبيا وتقف كل من تركيا وقطر في صف الداعمين للثورة فيما تقف الإمارات وحكومة الانقلاب في مصر في موقف معاد وتسعيان لتوسيع هذا الصف من خلال الضغط على إطراف أخرى مثل الجزائر والسودان غير أنه ليس متوقعا أن تنخرط الجزائر في هذا الصراع بالطريقة التي تريدها الإمارات.

لا يتوقع أن تنجح المبادرة الجزائرية في التوصل لاتفاق خاصة مع ثبات القوات التابعة لحكومة طرابلس واعتبارها للقوات الأخرى قوات انقلابية، فيما تعتبر هذه القوات في طبرق وحلفائها في القاهرة وأبوظبي قوات طرابلس عصابات إرهابية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ليبيا طبرق الثني الإمارات مصر الجزائر قطر حفتر

المراقب العام لإخوان ليبيا: مصر والإمارات والسعودية تدعم الثورة المضادة بالمال والسلاح

مفتي الديار الليبية: مصر والإمارات ستندمان إن ثبت تورطهما فى قصف ليبيا

قطر والجزائر تبحثان التعاون العسكري .. والدوحة ستدعم المبادرة الجزائرية في ليبيا

محمد بن زايد يجري مباحثات مع الرئيس الجزائري وغموض حول تفاهمات بخصوص ليبيا

الأسوشيتدبرس: مصر تقصف مواقع في ليبيا .. ومتحدث رئاسي مصري ينفي

بعد رفضها التدخل العسكري في ليبيا .. الإمارات توقف تأشيرات دخول الجزائريين إلى أراضيها

"فجر ليبيا": الإمارات ومصر متورطتان في الغارات على طرابلس

مجتهد: الإمارات دعمت حفتر بطائرات مقاتلة .. ومصر وفرت له دعما لوجيستيا

مظاهرات بعدة مدن ليبية للمطالبة بإسقاط برلمان طبرق

«وول ستريت جورنال»: إمارات الخليج الناجية من اضطرابات الشرق الأوسط تسعى لقيادة العالم العربي

مغالطة الشعب الذي فقد كرامته

«أحمد السوقي» مراقبا عاما جديدا لـ«إخوان ليبيا»