لماذا تتكرر المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران في مياه الخليج؟

الجمعة 9 سبتمبر 2016 12:09 م

اتهمت البحرية الأمريكية مرة أخرى زوارق إيرانية بمضايقة سفينة بحرية أمريكية في الخليج العربي، وهذه المرة كانت سفينة للحرس الثوري أن تصطدم بالسفينة الأمريكية «يو إس إس فايربولت». فلماذا يستمر هذا في الحدوث؟

التواجد الكثيف للجيش الأمريكي

تتواجد البحرية الأمريكية بشكل معتاد في الخليج العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولقد زادت من مشاركتها في المنطقة منذ الثورة الإيرانية عام 1979 والتي أطاحت بالشاه حليف أمريكا ودقت جرس الإنذار لدى دول الخليج العربي حلفاء واشنطن. وجلبت حرب الخليج عام 1991 والغزو الأمريكي للعراق عام 2003 المزيد من القوات الأمريكية للمنطقة. وتقوم اليوم السفن الأمريكية بدوريات في الخليج ومضيق هرمز، الذي يمر من خلاله ثلث تجارة النفط عبر البحار. وتعتبر إيران تواجد الجيش الأمريكي في هذه المنطقة استفزازًا.

مواجهات سابقة

قامت إيران أثناء حربها مع العراق في الثمانينات، بزراعة الألغام في الخليج العربي وأغرقت عدة سفن تجارية. وفي عام 1988، اصطدمت المدمرة الأمريكية «يو إس إس صامويل بي روبرتس» بأحد الألغام وغرقت تقريبًا. وأشعل ذلك الحادث معركة بحرية بين إيران والولايات المتحدة، وفيها هاجمت القوات الأمريكية منصتين إيرانيتين للنفط، وأغرقت أو دمرت 6 سفن إيرانية. وبعد أشهر قليلة، أخطأت سفينة «فينسينيس» الأمريكية أثناء مرورها بمضيق هرمز وأسقطت طائرة ركاب إيرانية متجهة إلى دبي، وقتلت 290 شخصًا كانوا على متنها، حيث ظنت أنها طائرة مقاتلة تتأهب للهجوم.

ما بعد الاتفاق النووي

عارض المتشددون المسيطرون على القوات الأمنية الإيرانية بشدة الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمه الرئيس المعتدل «حسن روحاني» مع الولايات المتحدة وباقي قوى العالم العام الماضي. واعتقلت الشرطة مواطنين مزدوجي الجنسية (إيرانيين أمريكيين) على خلفية مزاعم تتعلق بالأمن القومي منذ إبرام الاتفاق، كما ظهرت بعض الاستفزازات في البحر. فقد سجلت البحرية الأمريكية 31 حالة وصفتها بـ «التحركات غير الآمنة وغير المحترفة» للقوات الإيرانية هذا العام فقط، مقارنةً بـ 23 حالة إجمالية عام 2015.

إطلاق الصواريخ واحتجاز البحارين

يلقى اللوم في الاستفزازات التي سجلتها البحرية الأمريكية على قوات الحرس الثوري، وهي قوات شبه عسكرية مسؤولة عن حماية الحكم الديني. وقد أطلقت الزوارق الإيرانية صواريخ قريبة من سفن حربية أمريكية وسفن تجارية في ديسمبر/ كانون الأول، وحلقت طائرة استطلاع إيرانية فوق حاملة طائرات أمريكية في يناير/ كانون الثاني. كما احتجزت إيران لفترة وجيزة 10 من البحارة الأمريكيين تحت تهديد السلاح بعد دخول قواربهم للمياه الإقليمية الإيرانية.

وفي حادث يوم الأحد، اقتربت بعض الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري بمسافة 450 مترًا (500 ياردة) من السفينة الأمريكية «يو إس إس فايربولت»، والتي كادت أن تصطدم مباشرة مع زورق الدورية الساحلي. وجاء ذلك على لسان القائد «بيل يوربان»، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية المتمركز في البحرين، أن الفايربولت قد تحركت وتفادت القارب بمسافة 90 متر فقط (100 ياردة).

لا تزال المخاطر بين الأمواج

وبالنسبة للبحرية الأمريكية، فإنّ كل إجراءٍ «غير آمن» كما صرح يوربان يوم الأربعاء، «يخلق خطرًا كبيرًا لقادة سفننا، الذين لا يملكون إلا ثوانٍ معدودة لاتخاذ قرارات من شأنها الدفاع عن أمن السفن وطواقمها». وتعهدت إيران بمواصلة دورياتها، وقامت أيضًا بتفجير نسخ طبق الأصل من السفن الأمريكية أثناء التدريبات، وتقول إنها قادرة على إغلاق مضيق هرمز إذا أرادت ذلك.

  كلمات مفتاحية

إيران البحرية الإيرانية البحرية الأمريكية مناوشات بحرية الخليج العربي العلاقات الأمريكية الإيرانية

البنتاغون: 7 زوارق إيرانية تعترض سفينة أمريكية

البحرية الأمريكية تقيل قائد بحارة احتجزتهم إيران في يناير الماضي

«ديلي تليغراف»: إيران تبني تمثالا للبحارة الأمريكيين الذين اعتقلتهم

طهران تفرج عن 10 بحارة أمريكيين والجيش الإيراني يعتبره درسا لـ«الكونغرس»

مسؤول أمريكي: زوارق إيرانية تطلق النار على سفينة سنغافورية بمياه الخليج

البحرية الإيرانية تحذر القوات الأمريكية بعدم الاقتراب منها في خليج عدن

«ديفينس وان»: ما هو الفرق بين «مرافقة» و«حراسة» سفينة؟

«ظريف» يهاجم السعودية ويتهمها باستغلال المقدسات لتحقيق «سياستها الطائفية»