قوات «حفتر» في ليبيا تستعد لتنفيذ عملية عسكرية كبرى ضد ثوار «فجر ليبيا»، وتدعو الأهالي إلى إخلاء أحد الأحياء في مدينة بنغازي، والذي يحتوي على ميناء بحري يستقبل واردات الدولة من القمح والبنزين.
أعلنت قوات اللواء «خليفة حفتر» أمس الأحد، أنها دعت سكان أحد الأحياء الرئيسية في بنغازي لإخلائه قبل ظهر اليوم الإثنين، وذلك استعدادا لشن عملية عسكرية ضد الثوار في ثاني أكبر مدن ليبيا.
وقال «أحمد المسماري» المتحدث باسم هيئة أركان القوات المسلحة التابعة لحكومة طبرق: «رئيس الأركان يطلب من جميع سكان حي الصابري مغادرته بحلول الساعة 12.00 ظهرا، يوم الإثنين».
ويعتبر «حي الصباري» أهم منطقة تجارية في بنغازي ويوجد به الميناء البحري الذي تصل إليه واردات القمح والبنزين، غير «المسماري» لم يذكر مزيدا من التفاصيل، لكن قوات «حفتر» قالت في السابق إن أعضاء جماعة «أنصار الشريعة» قد أخلت المنطقة هناك بعد أن استولى الجيش النظامي على أحياء أخرى.
وكانت القوات قد أعلنت أنها استعادت بضع ثكنات في بنغازي كان الثوار قد سيطروا عليها في أغسطس/آب رغم أن القتال مستمر في أجزاء أخرى من المدينة.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن جمعية الهلال الأحمر في ليبيا قد أخلت المستشفى الرئيسي للولادة في بنغازي، لأن الأطباء والممرضات يجدون صعوبة في الوصول إليه للعمل بسبب القتال في محيط المستشفى.
يأتي ذلك بعدما واصلت قوات «حفتر» عملياتها الانتقامية ضد رموز وقيادات مجلس ثوار بنغازي، وتبنى آمر قوات «حفتر» في المنطقة الشرقية العقيد «فرج البرعصي» عمليات الهدم والحرق والمداهمة التي استهدفت عددا من بيوت المدنيين في بنغازي بعضها لرموز ثورة 17 فبراير.
وبررت قوات «حفتر» هدم بيوت قياديين في الثورة التي أسقطت نظام العقيد الراحل «معمر القذافي» وحرقها بأنه يأتي في سياق الإنصاف لمن وصفهم بـ«أولياء الدم».
حيث اقتحمت قوات موالية لحفتر منزل عضو المجلس الوطني الانتقالي السابق «فتحي تربل» الذي يوصف بأنه «شرارة الثورة الليبية ضد نظام القذافي»، كما تم اقتحام منزل القيادي في ثورة 17 فبراير «إسماعيل الصلابي» وتحطيم بعض محتوياته، وكانت عائلته قد غادرت المنزل بالفعل منذ أيام بعد تلقي عدة تهديدات.
وفي ظل المعارك الدائرة في المدينة، توقع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا «برنادينو ليون» الوصول إلى اتفاق بين الفرقاء في ليبيا خلال أسابيع، وأكد في تصريحات للصحفيين عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي» بالقاهرة إنه يسعى إلى اتفاق سياسي يؤدي إلى حل الأزمة الليبية، وليس مجرد إقامة «حوار بين الفرقاء».