كشف مسؤولون أمريكيون إن الكويتي «فوزي العودة»، أحد أقدم سجناء معتقل غوانتانامو في كوبا، غادر المعتقل بعد الإفراج عنه وأرسل إلى بلاده.

وقد أطلق سراح «العودة» بعد أن توصلت لجنة تقييم أمريكية إلى أنه لم يعد يشكِّل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، بعدما قضى في المعسكر الأمريكي قرابة 12 عاما منذ اعتقاله في باكستان، وتم ذلك بناءا على الاشتباه في وجود صلة له بتنظيم القاعدة.

واستأنف «العودة» في المحكمة الأمريكية العليا ضد «حق الولايات المتحدة في احتجازه». وأفاد محامي العودة بقوله «موكلي لا يشعر بالمرارة أو الغضب، بل بالفرحة لأنه سيعود إلى وطنه».

من ناحية أخري، كانت الحكومة الكويتية قد مارست ضغوطا كبيرة من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين الكويتيين في غوانتانامو. وكان «العودة» قد برر سفره إلى باكستان وأفغانستان برغبته في تعليم القرآن والمساعدة في أعمال الإغاثة.

ويعتبر «العودة» أول شخص يفرج عنه من غوانتانامو، وذلك منذ شهر مايو/أيار الماضي حين تم الإفراج عن خمسة من عناصر طالبان مقابل إطلاق سراح جندي أمريكي كان محتجزا لدى الحركة، في صفقة تمت بين الطرفين بوساطة قطرية.

وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد أعلنت في 26 يوليو/تموز الماضي أن مجلس المراجعات، التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، أصدر توصية بتسليم المعتقل في «جوانتانامو»، الكويتي «فوزي العودة»، إلى السلطات الكويتية، والعمل مع واشنطن لضمان عودة المعتقل الثاني، «فايز الكندري»، بأسرع وقت ممكن بعد رفض المجلس طلب إطلاق سراحه أثناء فحصه ومراجعته لملفات المعتقلين في سجن «غوانتانامو».

وبحسب بيان عن وزارة الداخلية الكويتية، فقد شكلت قضية الإفراج عن المحتجزين الكويتيين في «جوانتانامو» حضورا دائما في أي لقاء بين مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية والكويت، وكانت أحد بنود جدول لقاءات أمير الكويت «صباح الأحمد الجابر الصباح» بالرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في زيارته الأخيرة في سبتمبر/أيلول 2013.

وكان والد «فوزي العودة» قال في تصريحات سابقة إن ابنه سيمنع من السفر لمدة 3 سنوات عقب عودته للبلاد، وسيقوم بمراجعة مركز تأهيل العائدين من «جوانتانامو» لمدة 6 أشهر، كما سيخضع لمراقبة أمنية لصيقة، مشيرا إلى أن هذه التعهدات اشترطتها السلطات الأمريكية على جميع معتقلي «جوانتانامو» المفرج عنهم.

و«فوزي العودة» و«فايز الكندري»، هما آخر محتجزين كويتيين في قاعدة «جوانتانامو»، الأمريكية بخليج كوبا، وكانت مساع كويتية نجحت في الإفراج عن عشرة كويتيين من المعتقل الأمريكي الشهير على مدى 12 عاما، لكن الجانب الأمريكي ظل متشددا في شأن «العودة» و«الكندري».

وكان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قد تعهد خلال حملته الانتخابية في العام 2008 بإغلاق معتقل «جوانتانامو» في غضون عام واحد من توليه منصبه، ثم كرر التعهد ذاته في أكتوبر/تشرين الأول 2013 إلا أنه لم ينفذه رغم مطالبات منظمات حقوقية دولية عدة.

ويضم المعتقل، الذي أقامه الرئيس الأمريكي السابق «جورج دبليو بوش»، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 حاليا حوالي 170 معتقلا من جنسيات مختلفة، أمضى معظمهم سنوات طويلة دون أن توجه إليهم تهم.