دوافع الإمارات لتطوير قوتها العسكرية باستمرار

السبت 8 نوفمبر 2014 10:11 ص

الإمارات العربية المتحدة تستعرض عضلاتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط التي تعمها الفوضى منذ إندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011م.

دولة – الإمارات العربية المتحدة - ذات تواجدٍ محدود على الساحة العالمية تحرص على اقتناء أحدث الأسلحة تطورًا، وتؤسس لخدمة عسكرية عالمية، وتُوسّع من أسطول طائراتها المقاتلاتة ومركباتها الثقيلة. دولة لا يصل سكانها إلى عشرة ملايين نسمة أثبتت في كثير من المواقف أنها على استعداد لاستخدام القوة العسكرية في جميع المنطقة.  

وأكبر دليل على ذلك – بحسب بيزنس إنسايدر – تعاونها في شهر أغسطس/آب الماضي مع مصر في قصف المسلحين الإسلاميين المتنافسين من أجل السيطرة على العاصمة الليبية، ومساهمتها بــ12 طائرة في الحملة الدولية التي ساعدت في الاطاحة بالديكتاتور الليبي «معمر القذافي» عام 2011م، ومشاركتها في عام 2011م أيضًا بقوات ضمن القوة متعددة الجنسيات التي سحقت الانتفاضة السلمية في البحرين، وأخيرًا – وبالطبع ليس آخرًا - تشارك في العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

واحتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة الخامسة عشر عالميا في الإنفاق على التسليح والتجهيز العسكري عام 2013 وفقا لإحصائيات «معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام». وضاعفت أبوظبي من حجم إنفاقها العسكري تقريبا في السنوات العشر الأخيرة؛ الأمر الذي جعلها خلف المملكة العربية السعودية التي تمتلك ثاني أكبر ميزانية دفاع في دول الخليج الغنية بقيمة تزيد على 14 مليار دولار أمريكي. (الشيخ محمد بن زايد، وإلى جواره الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة)

وفي الوقت ذاته فإنها – أي الإمارات العربية المتحدة – في طريقها لتُصبح ثالث أكبر مستورد للأنظمة الدفاعية في العالم خلال العام المقبل. تلك الشبكة المُكوّنة من سبع إمارات – وعلى رأسهم أبي ظبي ودبي – دخلت مرحلة التسليح بكل ما هو حديث في مجال القوة العسكرية، وعززت توسعها العسكري باتباع سياسة خارجية حازمة ومستقلة في التفكير.

وبحسب «بيزنس إنسايدر» فإن كلاً من مصر والإمارات لم يُخبرا الولايات المتحدة بالغارات الجوّية ضد المسلحين في ليبيا، وأن الهجمات التي كشفت عنها «وكالة الأنباء الفرنسية» كشفت عن خطوة من العمل المباشر قامت دول عربية إقليمية سبق وخاضت حروبًا بالوكالة في ليبيا وسوريا والعراق ضمن دائرة الصراع من أجل السلطة والنفوذ.

وفي الوقت ذاته؛ تعمل الولايات المتحدة مع الإمارات باعتبارها حليفا في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ حيث تشارك مع أربع دول عربية أخرى في الجهود المبذولة ضد التنظيم المسلح في سوريا والعراق، كما تستضيف المقاتلات الأسترالية على أراضيها، فضلاً عن تمركز الطائرات الأمريكية في قاعدة «الظفرة الجوية» خارج أبوظبي. 

وتُشارك دولة الإمارات في الجهود الاستخباراتية الرامية لوقف تمدد «الدولة الإسلامية» وعرقلة بسط نفوذها. وفي الأسبوع الماضي؛ حذّر وزير الخارجية الإماراتي - الشيخ «عبد الله بن زايد آل نهيان» - من احتمال وجود صلة مُتنامية بين «الدولة الإسلامية» وما يُعرف باسم «تنظيم الشباب» الذي يعمل حاليًا لحساب تنظيم «القاعدة» في منطقة القرن الافريقي.

وخلال مؤتمر ضد القرصنة مؤخرًا في دبي أضاف وزير الخارجية: «هناك جماعات مثل (داعش) تطور علاقاتها مع شبكات إجرامية وشبكات تسليح مثل (الشباب)، من الضروري أن نعترض طريق تقدمهم نحو البحر لنمنعهم من تهديد قنوات حيوية مثل مضيق هرمز، والبحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن».

ودخلت الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والكويت حاليًا في محادثات بشأن تشكيل تحالف «لا يسعى للتدخل في العراق وسوريا لكن للعمل بشكلٍ منفصل في مناطق أخرى أكثر سخونة» بحسب ما نقلته وكالة الأسوشيتد برس. النزاعات الناشئة مثل ليبيا واليمن – بحسب مسئوليين عسكريين مصريين رفضوا الكشف عن هويتهم – هي المعنية من وراء التحالف؛ حيث سيطرت المليشيات الشيعية على عاصمة الأخيرة.

إيران – بكل تأكيد – أحد الأسباب الهامّة وراء توسع الإمارات في قدرتها العسكرية وبهذه السرعة الملحوظة؛ بحسب الصحيفة.

وكما هو معروف فإن الإمارات قوة اقتصادية - دبي تُعدّ مركزًا للتمويل العالمي، وتمتلك الإمارات احتياطيات النفط والغاز جنبًا إلى جنب مع بعض الموانيء النشطة في الشرق الأوسط.ولكن هذا فقط عبر الخليج من إيران؛ التي تربطها بها بالفعل عدد من النزاعات الحدودية التي لم تجد لطاولة المفاوضات سبيلاً حتى الآن.  

عمليات شراء الإمارات لسفن جديدة وطائرات من الولايات المتحدة، وتطوير مقاتلاتها من طراز (إف16) - والتي تضم أحدث أنواعها المُستخدمة في العالم - واهتمامها بإضافة مقاتلات (إف35) بجيلها الخامس لترسانتها العسكرية قد يمنحها التفوق العسكري النوعي على جارتها إيران. 

وفي الوقت ذاته؛ فإن الإمارات بإمكانها استخدام تراكم قوتها العسكرية لوضع خطة تدفعها للمنافسة على مزيد من الهيبة في المجتمع العالمي المُتشعّب. وهذا يعطينا تفسيرًا لطموح أبوظبي في الدخول أيضا إلى عالم استكشاف الفضاء. وفي يوليو الماضي أعلنت الإمارات أنها ستنشيء وكالة فضاء بحلول عام 2021م، كما تخطط لإرسال مِسبار إلى المريخ. (ضابطات إماراتيات في احتفال الذكرى الـ34 لتوحيد الإمارات)

لكن تبقى الإمارات في وجل بعدما أثبتت ثورات الربيع العربي أنه لا يُوجد قائد في المنطقة آمن تمامًا من فوضى داخلية، كما أظهرت تلك الثورات أن المناخ الأمني والسياسي في دول الشرق الأوسط قد يتحول في اتجاهات لا يمكن لأحد التنبؤ بها.

ولجأت الإمارات لمقدار من القمع الداخلي لتعزيز موقفها في منطقة تعجّ بالاضطرابات؛ حيث زجّت بعشرات الناشطين الإسلاميين في السجون، ونفت الأصوات العلمانية المعارضة كما حدث مع ناشط الربيع العربي «إياد البغدادي» الفلسطيني الأصل. 

وينظر حكام البلاد المحافظين إلى الإسلاميين كتهديد لنظام الدولة القائم في الشرق الأوسط؛ وهذا ما يفسر رغبة الإمارات في القيام بضربات جوية ضد المتشددين في ليبيا وسوريا، بالإضافة إلى العداء تجاه الأحزاب الإسلامية في الداخل. وعلى الجبهة الداخلية؛ أدخلت الإمارات التجنيد الإلزامي في شهر يونيو/حزيران الماضي للذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18-30، وبالنسبة لخريجي الجامعات يؤدون خدمة عسكرية تمتد لتسعة أشهر، أما من هم دون منهم فتمتد خدمتهم سنتين كاملتين.

وتحرص الإمارات على السير في طريقة الحكم الأوتوقراطي في الوقت الذي لا توجد فيه حكومة في المنطقة آمنة على مواقعها. وفي الوقت ذاته هي دولة تتمتع بالرفاهية في منطقة يخرج فيها أي تهديد دون سابق إنذار. (الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتحدث إلى أفراد القوات المسلحة في معسكر ثوبان، خلال حفل غداء بذكرى توحيد القوات المسلحة في الإمارات مايو 2013- وام)

عمليات التسيلح المتسارعة في الإمارات العربية المتحدة والسياسة الأمنية الحازمة ما هي إلا وسائل للمحافظة على التفوق في بيئة لا يمكن لأحد التنبؤ بظروفها التي تتغير بين الحين والآخر.

المصدر | أرمن روزن، وبيير بنيامي، بيزنس إنسايدر

  كلمات مفتاحية

الإمارات تسليح أسلحة الربيع العربي محمد بن زايد

الإمارات: طائرات بدون طيار لضبط مخالفات سكن العمال ومواقع العمل

انتباه .. «الربيع العربي» "يسوق" الشباب الإماراتي إلى التجنيد الإجباري

روسيا تسعي لشراء طائرات إماراتية بدون طيار

الإمارات: الأحد المقبل .. استئناف التسجيل في الخدمة الوطنية

الإمارات تنشئ وكالة فضاء وترسل أول مسبار عربى للمريخ

«أسبرطة الصغيرة» .. الإمارات تسوق نفسها كأفضل أصدقاء الولايات المتحدة

الإمارات تستقبل قوات مصرية في ثالث تدريب مشترك

مساعٍ إماراتية لإزاحة السعودية واستبدال أبوظبي في زعامة المنطقة

الإمارات تدمج شركات صناعات عسكرية حكومية

«محمد بن راشد» يشيد بالقوات المسلحة الإماراتية ويصفها بـ«أحد أقوى جيوش المنطقة»

الشرق الأوسط أنفق 150 مليار دولار على التسلح عام 2013 .. الإمارات والسعودية تتصدران عربيا

«ستراتفور»: الإمارات تزيد من خطط تدعيم سلاح الجو لمواجهة التهديدات المتطورة بالمنطقة

أسعار النفط المنخفضة ربما تؤثر على مبيعات «لوكهيد» الدفاعية للشرق الأوسط

سباق التسلح بين دول الشرق الأوسط يهدد بتكريس مشاكله الأمنية