أكد مصدر جزائري أن «الجزائر والمغرب، قادرتان على وقف النزاع بينهما، دون تدخل أطراف خارجية، ولكن الطرف المغربي يتمادى في تهجمه على الجزائر، لأسباب غير موضوعية».
يأتي ذلك بعد اتصال هاتفي من ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، بمسؤولين جزائريين الخميس الماضي، وعرضه التوسط لحل الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية المتنازع عليها والتي لم يتم التوصل إلي حل لها منذ عقود، خاصة بعد زيادة التوتر مؤخرا عقب حادثة تعرض مواطن مغربي لإطلاق نار عبر الحدود، منتصف الشهر الماضي.
وكانت وكالة الأناضول قد أوضحت أن المبادرة الإماراتية، تهدف لـ«تخفيف من شدة الأزمة بين الجزائر والمغرب، وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها من الاستقرار، ونقل رسائل طمأنة بين الجانبين».
بينما أكد مسؤول سياسي جزائري نفيه حول تلقّي بلاده لأي مبادرة أو عرض للوساطة من طرف مسؤولين إماراتيين، ونقلت صحيفة «الوطن» الجزائرية، عن دبلوماسي جزائري، أنّ الجزائر «ليست بحاجة إلى وساطة إماراتية، ولا أي وساطة من أي دولة كانت، من أجل التوسط وإيجاد حلول للإشكالات العالقة مع المملكة المغربية».
وشدد الدبلوماسي الجزائري «على وجود مشاكل حقيقية مزمنة بين الجزائر و المغرب»، وأكد على صعوبة المهمة؛ بل حتى استحالتها، موضحا: «لا يمكن لدولة الإمارات، أن تعرض وساطة من أجل حلها، في أيام وهي المشكلة المزمنة»، مشيرا إلى أنه «حتى في حال قدمت الإمارات عرضًا للوساطة، فإن الجزائر سترفضها، وذلك لوجود تقاليد دبلوماسية، فلا نقبل وساطات لحل مشاكل بين الأشقاء».
من جانبها، لم تعلق المغرب على ما يروج من أخبار حول تقديم الإمارات لعرض للوساطة بين الجزائر و المغرب، التي شهدت علاقتها في الأسابيع الأخيرة توترًا واضحا، بعد حادثة إطلاق حرس الحدود الجزائري النار علي مواطن مغربي قبل قرابة شهر.
يأتي ذلك فيما سبق أن حاولت كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، التوسط بين الجزائر والمغرب، لكنها تراجعت عن ذلك، بسبب رفض التدخل في النزاع حول الصحراء الغربية. وكثيرا، ما شددت الأمم المتحدة على ضرورة المصالحة، وإيجاد حلّ لهذا النزاع الذي لا ينتهي.
المغرب تتمسك بالحكم الذاتي للصحراء
وأكد العاهل المغربي، الملك «محمد السادس»، مساء أول أمس الخميس، على أنّ الصحراء المغربية ستبقى تحت السيطرة المغربية «إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها»، مبينًا أنّ «مبادرة الحكم الذاتي، هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب، لحل هذا النزاع».
وأشار الملك المغربي، في خطابه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء إلى الصحراء الغربية، إلى أنّ «المغرب، سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».
وشدد الملك المغربي في خطابه، على ضرورة تحميل الجزائر المسؤولية، بوصفها «الطرف الرئيس في النزاع»، قائلا: «بدون تحميل المسؤولية للجزائر، الطرف الرئيس في هذا النزاع، لن يكون هناك حل. وبدون منظور مسؤول للواقع الأمني المتوتر بالمنطقة، لن يكون هناك استقرار».
وتقع الصحراء الغربية، شمال غرب أفريقيا. تحدّها الجزائر من الشرق، وموريتانيا من الجنوب، والمغرب من الشمال. وهي، بحسب الأمم المتحدة، أرض متنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، يسيطر المغرب على 80% منها، ويقوم بإدارتها بصفتها الأقاليم الجنوبية، بينما تشكل المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا 20% من مساحة الصحراء.
وتأسست جبهة البوليساريو، بدعم جزائري، سنة 1973، أثناء استعداد إسبانيا للجلاء من الصحراء، لترفض السيادة المغربية على الصحراء، وتعلن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المعلنة من طرف واحد. وتطالب جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، باستفتاء لتقرير مصيرها، بينما تؤكد المغرب على منح الصحراء حكما ذاتيا، تحت السيادة المغربية.