محللون: اندلاع الانتفاضة الثالثة أمر حتمي

الأربعاء 12 نوفمبر 2014 06:11 ص

توقع محللون ومتابعون اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية من خلال العمليات الفردية والجماعية التي يقوم المقاومون بالتخطيط لها وتنفيذها بكل جرأة في عمق الأراضي المحتلة، خاصة مع سيطرة أجواء التوتر على كافة المدن والقرى وبوجود بيئة خصبة للانتفاض. 

فمع استمرار أعمال المقاومة الفردية من طعن ودهس ورشق للحجارة في الضفة الغربية و«القدس» والداخل المحتل في الآونة الأخيرة، فإن ذلك انعكس بشكل ملفت على الشارع الفلسطيني الذي بعد أن بات ساخطا وثائراً، صب جام غضبه على الاحتلال رغم كل المحاولات من بعض الجهات لتوجيه هذه الطاقة الغاضبة وتحويلها عن طريق افتعال مشاكل داخلية بين أبناء «فتح» و«حماس».

أسباب ودوافع

وأرجع المحللون في أحاديث منفصلة مع «المركز الفلسطيني للإعلام» عودة مظاهر المقاومة واشتعال روح الحمية للدفاع عن الأرض والمقدسات في الشباب الفلسطيني، إلى عدة أسباب أهمها هو ما يتعرض له «المسجد الأقصى المبارك» من هجمات ومؤامرات تحاك ضده من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة من الحكومة الصهيونية.

وأرجع المحللون أيضا تأجج وتيرة الأحداث بعد حالة الركود التي عمت الأراضي الفلسطينية إلى القمع الصهيوني غير المسبوق، وغياب أي أفق سياسي حقيقي لتحقيق استراتيجية  قيام دولة فلسطينية عاصمتها «القدس الشريف»، والذي ذبحته «إسرائيل» من الوريد إلى الوريد بسبب الانتشار السرطاني في عموم مناطق الضفة و«القدس المحتلة».

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي «خالد عمايرة» أن الأراضي الفلسطينية تشهد بداية انتفاضة ثالثة، وهذا ما يؤكده محللون عسكريون وكتاب صهاينة والذين وضعوا جانباً كبيراً من اللوم على حكومة «نتنياهو».

ويقول «عمايرة» خلال حديث خاص مع مراسل «المركز الفلسطيني للإعلام»: لا يوجد قضية يمكن أن تحشد الشارع الفلسطيني كما هي قضية «القدس» و«المسجد الأقصى»، فاستمرار هذه الانتفاضة يعتمد بشكل كبير على استمرار الاحتلال في استفزاز الفلسطينيين عن طريق إجراءاتها القمعية في «القدس» و«المسجد الأقصى» من جهة، وعدم سيطرتها على أفعال المستوطنين توفير المزيد من الحماية والتمويل لهم من جهة أخرى.

ويتابع: «الأجواء التي تسود الضفة محبطة للغاية، وهذا استدعى الفلسطينيون إلى اللجوء إلى ما يتوفر لهم من طرق تقليدية فردية لمجابهة الاحتلال منها الطعن والدهس ورجم الصهاينة بالحجارة، وهذا نتيجة مباشرة لتغول الاحتلال، وعجز السلطة بشكل صارخ على تحقيق الأهداف الوطنية وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية».

ومن منطلق تحليله للأحداث الجارية، يرى الكاتب والمحلل السياسي «علاء الريماوي» أن ما يمكن البناء عليه في هذه الفترة هي المقاومة بشكل حقيقي وليس الحديث عن حالة مراوحة أمام الذات، وهي ما يتعلق بالخيار السياسي الذي تمثله السلطة الفلسطينية.

المقاومة الخيار الوحيد

ويقول «الريماوي» خلال حديثه لـ«المركز الفلسطيني للإعلام»: «ما بعد الحرب عل غزة أصبح قناعة لدى المجتمع الفلسطيني بأكمله وكل أطيافه أن بالمقاومة فقط يمكن أن توقف المخطط الصهيوني، وبهذه القناعة تحوَّل حماس الشاب الفلسطيني إلى مكنة مواجهة حقيقة في الميدان».

وعن إمكانية الاستمرارية في العمليات الفردية المقاومة، فيتوقع «الريماوي» أن المجرى الثورية ستكون ممتدة لزمن بوجود كل المقومات المؤهلة لها، حتى لو خبت ما بين مرحلة وأخرى.

وأضاف «الموجة الثورية ستأخذ أشكال عدة منها: عمليات فردية وعمليات تنظيمية وعمليات شبه تنظيمية، خاصة أن الأجواء المتوفرة تتيح للحركات الإسلامية أن تمدد ببعد منظم لأداء عمل كما كان واضحاً أثناء الحرب على غزة».

معوقات

ونوه «الريماوي» إلى أهم المعوقات التي يمكن أن تحول دون تحوُّل هذه الموجة الثورية إلى حالة انتفاض شامل، والتي تعتبر أشد تأثيرا وفتكاً على حالة الانتفاضة، ألا وهي وجود حركة فتح والتي لا تؤمن حتى الآن بضرورة الانخراط بعمل جماعي كبير تتبناه قيادتها يمضي بعمل انتفاض.

ويتابع: «حركة فتح من أحد العناوين الكبيرة المؤثرة في هذه المرحلة، ودور السلطة الفلسطينية يأتي بتوفير غطاء لرؤيتها، حيث ترى أن حالة الانتفاض في الضفة الغربية يعني أنها نقيض لرأيها وسياستها، وبناء على ذلك، هذا المنحنى يمكن أن يضر باستقرار السلطة الفلسطينية».

وفيما إذا كانت العمليات الفردية المقاومة مجدية ومؤثرة في محاربة الاستيطان والقضاء على غطرسة المستوطنين، يدعو «الريماوي» إلى تبني موقف مقاوم يتبعه أخر سياسي يتبعه حراك جماعي حتى تؤتي تلك العمليات أُكلها بالتأثير على استراتيجية الاستيطان لدى الاحتلال.

ويؤكد «الريماوي» أن ما تم تنفيذه من عمليات الطعن والدهس ستحقق إنجازات كبيرة  طالما أنها مستمرة وتأخذ بعدا جماعيا، خاصة أن الاستراتيجية الصهيونية بالاستيطان تأخذ بُعدا يحتاج إلى مقاومة شاملة وإلى حضور وخطط وبرامج جادة.

ويتابع: «يختلف الأمر تماماً إذا كانت تلك العمليات عبارة عن موجات متقطعة، فإن أثرها ربما سيقتصر فقط على بعض الإعلانات ببناء استيطاني جديد  لكنها لن تغير كثيرا في البعد الاستراتيجي، خاصة بمضي «إسرائيل» في مسألة السيطرة على مناطق ج».

المصدر | المركز الفلسطيني للإعلام

  كلمات مفتاحية

انتفاضة ثالثة السلطة الفلسطينية فتح حماس فلسطين الاحتلال غزة الضفة القدس

الإمارات تفتتح مسجدا على أراض صادرها الاحتلال في القدس ينافس ”الأقصى“

اقتحام الأقصى.. حلقة جديدة من الانحطاط العربي!

داود أوغلو: المسجد الأقصى شرف للمسلمين وهذا الشرف سنحميه وندافع عنه

المساعي الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن النفير العام لحماية الأقصى

نساء الأقصى يقاومن

الاحتلال يمعن في تقسيمه الزماني للأقصى ويمنع دخول المصلين ويفتحه للمستوطنين

«نتنياهو» يعول على الإمارات ودول عربية لإجهاض «انتفاضة» محتملة بالقدس

أصعب الانتفاضات الفلسطينية

المواجهة الجذرية: تطور نوعي في عمليات المقاومة انطلاقاً من القدس

تعليمات في رام الله بوقف الأغاني الوطنية التي تمجد الانتفاضة