«اجتياز خط احمر»، «شرخ أخلاقي ومهني»، «عرض عابث» و«فضيحة» – هذه هي فقط بعض من التعابير الخطيرة التي ظهرت في الرسالة التي بعث بها رئيس الأركان الفريق «بني غانتس» لرئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، واتهم فيها جهاز الأمن العام «الشاباك» – المخابرات ورئيسه «يورام كوهين» بسلوك يفتقر إلى الزمالة في جدال حول مسألة أخطار (احتمالات) قيام الحرب ضد «حماس» في الصيف، وأدى هذا الهجوم الخطير من رئيس الجيش ضد رئيس جهاز المخابرات أمس إلى لقاء استيضاح لدى رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» – وكشف الشرخ الخطير بين الجهازين المسؤولين عن أمن دولة «إسرائيل».
الرسالة الحادة التي وصلت إلى «يديعوت أحرونوت» أرسلها رئيس الأركان إلى رئيس الوزراء في أعقاب سلسلة حالات أطلق فيها مسؤولون كبار في جهاز المخابرات ادعاءات بأن الجهاز حذر الجيش وشعبة الاستخبارات العسكرية منذ شهر يناير/كانون الثاني 2014 من نية «حماس» الشروع في حرب في يوليو/تموز، ولكن الإخطار لم يعالج كما ينبغي وهكذا تضرر الاستعداد للقتال الذي نشب بالفعل، ومنذ جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني في 28 أغسطس/آب، والتي أُجملت فيها حملة الجرف الصامد، ادعى رئيس «الشباك» «كوهين» بأن جهازه أطلق إخطارا في يناير/كانون الثاني عن الحرب المتوقعة، وسمع من رئيس الوزراء «نتنياهو» ومن الوزراء بأنهم لم يتلقوا بأي إخطار كهذا في التقارير الاستخبارية.
بعد نحو ثلاثة أسابيع من ذلك، في 18 سبتمبر/أيلول، نشر في «يديعوت احرونوت» نبأ عن النزاع بين الجيش والمخابرات حول مسألة الإخطار من الحرب، وفي إطاره كررت محافل في جهاز المخابرات الادعاء بأنهم أطلقوا الإخطار، ومقابلهم ادعى ضابط كبير في شعبة الاستخبارات بأن «هذه القصة هاذية ولا أساس لها من الصحة».
وهذا الأسبوع انطلق هذا الادعاء مرة أخرى على لسان مسؤولين كبار في جهاز المخابرات في إطار تحقيق بثه برنامج «عوفده» (دليل) في القناة 2 – وشعر رئيس الأركان «غانتس» بأنه لا يمكنه أن يتجلد أكثر من ذلك، وبجانب النفي القاطع من «غانتس»، كررت أمس أوساط شعبة الاستخبارات العسكرية موقف الجهاز ورئيسه اللواء «افيفكوخافي» – في أن حماس» لم تخطط للحرب بل جُرت إليها.
أما في جهاز المخابرات فأصروا على أن الإخطار نقل الفعل، ويستعينون بحجتين: الأولى هي أن رئيس الأركان حدد مسبقا تموز 2014 كموعد للاستعداد للحرب، والثانية هي أن ضابط كبير في فرقة غزة أطلع في أثناء حملة «الجرف الصامد» المراسلين العسكريين فقال لهم إن الفرقة استعدت لحرب في يوليو/تموز.
وجاء من محافل في جهاز المخابرات التعقيب التالي: «لم يُزعم في أي مرحلة بأنه نقل إخطار عن حرب مع حماس بل جرى الحديث عن أنباء أشارت إلى بداية استعداد من «حماس»، في نيسان نشر إخطار بأن «حماس» تستعد لعملية كبيرة واسعة النطاق تنفيذها من شأنه أن يؤدي إلى معركة مع «إسرائيل».