قال رئيس الوزراء الأردني «عبدالله النسور»، أمس الثلاثاء، «إن بلاده لن تسمح لأي شخص بأن يسيء إلى علاقاتها مع دولة الإمارات، التي تأتينا منها مساعدات كل طالع شمس، وتربطنا بها علاقات أخوية مميزة، ويعمل فيها 225 ألف أردني».

وفي إشارة منه إلى أسباب اعتقال نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين»، «زكي بني أرشيد»، أضاف «النسور» أن من تم إيقافهم مؤخرا كان بناء على اقترافات قد تضر بقوت الشعب الأردني، وعلاقاته، وأمن المجتمع وحياة الناس فيه، على حد تعبيره.

جاء ذلك في تصريحات له خلال مشاركته في ورشة عمل نظمتها وزارة تطوير القطاع العام، لمناقشة مضامين الأوراق النقاشية للعاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، بشأن تعزيز حرية التعبير، دعا فيها مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والشعب الأردني إلى الاطلاع على القانون، منعا للإساءة إلى الاقتصاد الوطني، بحسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا».

كما دعا «النسور» كل العقلاء أن يحترموا مصالح الشعب الأردني، مؤكدا على عمق العلاقات الأردنية – الإماراتية، مضيفا إن «نظام الحكم في الأردن لم يكن في يوم من الأيام جلادا لشعبه»، لافتا إلى أنه «ومع قرب العام الرابع للربيع العربي لم تسل أي نقطة دماء في الأردن، ولم يسجن أي مواطن على رأيه»، على حد قوله.

وتابع «النسور» قائلا: «من يريد أن يبدي رأيه في الفضاء الأردني الفسيح، ويسيء لعلاقتنا بدولة شقيقة (في إشارة للإمارات) ويجرّدنا من كل الدول التي تدعمنا، فالقانون هو الفيصل»، مضيفا أنه «إذا أراد أي شخص أن يغرد ويخرب بيوت هؤلاء الناس فشعب الأردن لن يقبل هذا الأمر».

وشدد «النسور» على أن الحزب الأردني يجب أن يتقيد بالقانون الأردني، ومن لا يتقيد بالقانون فليس حزبا أردنيا.

يُذكر أن مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية قرر الخميس الماضي، توقيف «بني أرشيد» 15 يوما قابلة للتجديد بعد انتقاده الإمارات لنشرها قائمة تضم 83 مجموعة صنفتها على أنها إرهابية، ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين. ووجه مدعي عام محكمة أمن الدولة لـ«بني أرشيد» تهمة «القيام بأعمال من شأنها تعكير صفو علاقات المملكة بدولة شقيقة».

ووصف «بني أرشيد» في تعليق نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حكومة الإمارات بأنها «الراعي الأول للإرهاب»، وقال إن «الإمارات تقوم بدور شرطي أمريكي في المنطقة وبأقذر الأدوار الوظيفية خدمة للمشروع الصهيوني الماسوني وتقف خلف كل أعمال التخريب والتدمير لمشروع الأمة وتتآمر على قضايا الأمة وضد حركات التحرر الوطني وتدعم الانقلابات وتتبنى تمويل حركات التجسس والاغتراب فهذه القيادة هي الخلايا السرطانية في جسم الأمة العربية».

وكان مجلس الوزراء الإماراتي قد اعتمد مؤخرا قائمة التنظيمات الإرهابية، وضمت القائمة العديد من الجماعات أبرزها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ودعوة الإصلاح بالإمارات، وأحزاب الأمة في الخليج وأنصار الشريعة فى ليبيا وتنظيم الدولة الإسلامية وهيئة الإغاثة الإسلامية، وعدة جمعيات وتنظيمات محسوبة علي جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والخليج وأوروبا، بالإضافة إلى أغلب الحركات السنية المسلحة التي تقاتل في سوريا، والميليشيات الشيعية التي تقاتل في العراق وسوريا. غير أنها استثنت حزب الله اللبناني.