تسبب تياران سياسيان في فشل خطوات التصعيد التي توعد بها الجنوبيون المطالبون بالانفصال في يوم عيد الاستقلال من الاستعمار البريطاني في 30 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أحدهما مُفرّخ من قبل الرئاسة اليمنية والآخر مقرب من المملكة العربية السعودية حسبما كشفت مصادر سياسية مطلعة.
وقالت المصادر، إن «تيار الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» نجح في التوغّل إلى اللجنة التحضيرية للفعالية السابقة التي أحياها الجنوبيون بمناسبة ذكرى ثورة 14 من أكتوبر، وأسهم بشكل كبيرة في صياغة البيان السياسي الصادر عن الفعالية الذي حدد يوم 30 من الشهر المنصرم كيوم أخير للسلطات اليمنية لإجلاء موظفيها المنحدرين من المحافظات الشمالية، ودفع عدد من المعتصمين إلى إحراق صور زعيم ميليشيات الحوثيين في ساحة الاعتصام أكثر من مرة».
وأشارت إلى أن ذلك كان «ضغطاً من قبل الرئيس «هادي» ونجله «جلال» على القوى السياسية والقبلية في المحافظات الشمالية التي سيطر عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية، بأن الجنوبيين ماضون نحو الانفصال وإعلان دولتهم المستقلة، بسبب سيطرة الحوثيين على عاصمة البلاد صنعاء وتمددهم إلى العديد من المناطق الشمالية بقوة السلاح»؛ لكن ذلك لم يؤت ثماره، وتسبب بإحراج للهيئة الإشرافية التي تقود الاعتصام في عدن بعد أن تحمّس الجنوبيون المعتصمون وظلوا متلهفين لهذا الوعد.
وفيما يخصّ التيار السياسي المحسوب على المملكة العربية السعودية، وبحسب المصادر، فقد «تسبب في نشوب خلافات حادة في ساحة الاعتصام قبل تدشين البرنامج التصعيدي، وأسهم بشكل كبير في تحجيم الحماس الثوري لدى المعتصمين عبر تأجيل برنامج التصعيد الفعلية إلى ما بعد انعقاد المؤتمر الجنوبي الجامع – يجري التحضير له من أكثر من عام ونصف – الذي يضم جميع المكونات المختلفة والمتباينة بغرض توحيد رؤيتها وانتاج قيادة موحدة».
وأفادت المصادر بأن تيار الرياض الذي استغلّ الغياب التام للتيار الذي يتزعمه رئيس الجنوب السابق «علي سالم البيض» ليشارك بصورة فاعلة في صياغة بيان فعالية نوفمبر التي أقيمت يوم أمس الأول (الأحد) في مدينة عدن، وشهدت إقبالاً جنوبياً متوسط المستوى مقارنة بمئات الآلاف التي حضرت الفعاليات السابقة رغم الحشد الإعلامي والثوري، وأصرّ – في البيان - على «دعوة الجنوبيين إلى الالتفاف نحو المؤتمر الجامع، كما أدرج فيه مصطلحات جديدة اختلف عليها الجنوبيون سابقا»ً.
كما أكدت المصادر إن منصّة ساحة الاعتصام الذي تشهده عدن منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد شهدت تدافعاً يوم أمس، بين قيادات وناشطي الحراك الجنوبي بسبب فقرات لم يُتفق بشأنها في البيان الختامي، فيما منع بعض أفراد اللجان الأمنية للاعتصام قيادات أخرى من الصعود وإلقاء خطابات إلى الجنوبيين.
وتتقاسم ساحة الاعتصام في عدن تيارات ومكونات سياسية مختلفة بعضها يتلقى تمويلاً من جهات دولية خارجية، تسببت في تعمّق الخلافات بين قياداتها، وأصابت الشارع الجنوبي بالإحباط، بحسب المصادر.