انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «جينفر ساكي» رد فعل بلادها على الحكم ببراءة الرئيس المصري الأسبق «محمد حسني مبارك» من تهمة قتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011، ووصفته بـ«السخيف»، وذلك في تعليق لها في نهاية مؤتمر صحفي رسمي لها حول موقف واشنطن من الحكم، دون أن تعلم أن صوتها كان مسموعاً للصحفيين.
وأظهر شريط فيديو للمؤتمر بثته شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأمريكية الجمعة، أن تصريحات «ساكي» جاءت يوم الاثنين الماضي في أعقاب المؤتمر الصحفي اليومي للوزارة، حيث كانت تدلي بتعليق واشنطن على تبرئة «مبارك»، وبعد إلحاح الصحفيين وشعورها بالإحراج لعدم قولها تصريح مفيد، قالت بصوت مسموع وهي غير متنبهه إلي أن الميكروفون لا يزال يعمل وأن صوتها لا يزال مسوعاً: «ردنا كان سخيفا».
وقالت «ساكي»، خلال المؤتمر، إن الولايات المتحدة «لا تزال تعتقد أن التمسك بالمعايير المحايدة للمساءلة، وتعزيز التوافق السياسي أمور مهمة لاستقرار مصر على المدى الطويل، ونمو اقتصادها، ويمكنكم الرجوع للمسئولين المصريين إذا رغبتم الحصول على أي تعليقات أخرى حول حكم البراءة».
وقد أغضب هذا الرد الصحفيين وطالبوا بالمزيد، واعتبروا أنه «رد فاتر» تجاه «حكم قوي»، إلا أنه بعد انتهاء المؤتمر ونزول «ساكي» من على المنصة، سمعها الصحفيون المتواجدون في الغرفة، وبعد إطفاء الأنوار عنها، وهي تقول لأحد المراسلين، إن الرد الأمريكي على الشأن المصري بات «سخيفاً»، ولكنها اكتشفت أن ما قالته أذيع بصوت مرتفع في الميكروفون على الحضور فسارعت بتدارك الأمر من خلال مزحة ألقتها عليهم.
وقالت «إيه بي سي نيوز» أن الإحباط الذي بدا على «ساكي» وعدم قدرتها على قول ما تريده بشكل علني، يعكس العلاقة المعقدة بين واشنطن والقاهرة، التي تعتبر شريكاً أساسياً في الحفاظ على السلام بالمنطقة.
ولفتت الشبكة إلى الانتقادات التي تم توجيهها للإدارة الأمريكية إبان ثورة 25 يناير لعدم تأييدها الإطاحة بـ«مبارك» علناً، وذلك في الوقت الذي كان فيه أعضاء فريق الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، يشجعونه خلف الكواليس على التنحي، الأمر الذي فعله في النهاية.
