براءة المخلوع ترضية مدفوعة من «السيسي» لرعاته الخليجيين

الاثنين 1 ديسمبر 2014 01:12 ص

صدرت الوكالات الغربية «رويترز العربية»، و«سي إن إن العربية»، خبر قيام العاهل البحريني، «حمد بن عيسى آل خليفة»، بتهنئة المخلوع «حسني مبارك»، خلال اتصال هاتفي اطمئن فيه على صحته، وذلك بعد أن برأته محكمة مصرية أمس الأول السبت 29 نوفمبر/تشرين الثاني.

في حين تجاهلت أغلب العناوين احتمالية مؤكدة للقاء تم بين «عبدالله بن زايد» وزير الخارجية الإماراتي والمخلوع «مبارك»، حيث تزامن الحكم مع تواجده بالقاهرة لحضور اجتماع لوزارء الجامعة العربية.

وحمل عدد من النشطاء عبر فضاء «تويتر» الإشارة واللمز في اتجاه تواجد كل من ملك الأردن «عبدالله بن الحسين» و«محمود عباس» رئيس السلطة و«عبدالله بن زايد»، ولماذا يتخوف هذا الأخير وغيره وغيرهم من الإعلان عن لقاء مؤكد رغم تواجدهم وفق عدة مواقع إلكترونية يشار إليها في نهاية التقرير.

الحديث إذن عن مشاركة وزير خارجية الإمارات بشخصه في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية السبت بمقر الأمانة العامة لـ«جامعة الدول العربية» لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية وسبل التصدي لتمادي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومخططها الاستيطاني في مدينة القدس.

وهي الزيارة التي جاءت بحسب الناشط «زايد @»:«هل هي مصادفة وجود عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي في القاهرة يوم حكم #براءة_حسني_مبارك ؟».

وأعتبر «زايد@» أن ترضية مادية ومعنوية مدفوعة بما في ذلك للقاضي محاكمة «القرن» حيث قال «زايد @»: «القاضي محمود الرشيدي الذي حكم ببراءة مبارك والعادلي تذكروا هذا الاسم قريبا سيعمل في #الإمارات».

أما المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط «محمد راجح عويص ‏@» فقال: «مبارك وغلمانه لم يتركوا في #مصر ما يباع؛ لذلك #السيسي يحاول بيع خدماته لإسرائيل وغلام زايد».

فرحة «خليجية»

العرب يجتمعون للتعاون من أجل مناقشة وضع القدس تحت الاحتلال، ويتفقون والاحتلال في السعادة ببراءة «مبارك»، حيث عبر الوزير الصهيوني «بنيامين بن أليعازر» عن سعادته بـ(البراءة للكنز الاستراتيجي) كما سبق ووصفه في أعقاب ثورة 25 يناير. 

ولم تخف الصحف الخليجية -عبر مواقعها الرسمية أو مواقعها على شبكات التواصل الاجتماعي- بعناوينها الفرحة بالأحكام.

ومن جانبه، هنأ «ضاحي خلفان»، قائد شرطة دبي السابق، «مبارك» بالبراءة، حيث قال في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»: «يكفي مصر فخراً أن رئيسها الأسبق حسني مبارك كان بإمكانه مغادرتها، وعدم العودة إليها، إلا أنه آثر الامتثال للعدالة، في حين رأينا هروب الإخوان».

وفي سياقه، اعتبر رئيس فريق الدفاع الكويتي عن «مبارك»، «فيصل العتيبي»، أن حكم براءة موكله كان متوقعا.. الحكم لم يأتي سريعا ولكن «وبشر الصابرين»!

بينما أكدت مصادر صحفية خليجية أن عددا من المسؤولين الإماراتيين والخليجيين كانوا من أوائل المهنئين للمخلوع بحكم البراءة الذي حصل عليه اليوم.

علامة استفهام؟

وقبل الدخول إلى تغريدات المؤيدين والمعارضين، لوحظت حالة من الترقب والصمت من جانب الميليشيات الالكترونية الإماراتية لتضع علامة استفهام كبيرة يعززها تغريدات من نوعية ما كتبه «البحر ‏@»: «هل لزيارة محمد بن زايد لقطر قبل #براءة_حسني_مبارك هي لتوحيد الصف لاسقاط #السيسي».

وقال «الصاعقة ‏@»: «بالأمس زيارة الشيخ محمد بن زايد لأمير قطر الأمير تميم بن حمد واليوم براءة حسني مبارك تحسس راسك يمكن طلع لك قرون #محاكمه_القرن».

وهو ما لاحظه «khalaf alsuliman ‏@» حيث قال: «#براءة_حسني_مبارك وانا أستغرب ان المزروعيان قتلا وان تويتر هدء وطار محمد بن زايد للدوحة"، ورأى خلف أن الموضوع "طبخة" في "أن يعود حسني ويخرج الاخوان ويعطوهم كم وزارة».

ومن سحابية الطرح إلا مرارة الواقع حيث هنأ «نايف عقاب ‏@» الممولين وقال: «#محاكمة_مبارك مبروك ضاحي خلفان مبروك محمد بن زايد».

في حين أقر «Fahad alhussaini ‏@»: «أن #براءة_الطاغية_مبارك وعودة النظام في تونس وزيارة محمد بن زايد لقطر اجهزت على الربيع العربي».

وفي ردود أشبه بمقدمات للإجابات، قال «سهم الليل ‏@»: «#مصر ترد وديعة لـ #قطر بـ 2.5 مليار دولار، الآن عرفت سر الزيارة #محمد_بن_زايد_في_ضيافة_تميم التوقيت ليس صدفة و #براءة_مبارك كلها امور مرتبة».

وقال «متى تعود ياوطن؟ ‏@»: «#محمد_بن_زايد هدد العرص وزبانيته اما الافراج عن مبارك واما قطع الدعم».

المصادرة «ليبرالية»!

الليبراليون الخليجيون يصادرون الآراء المخالفة - التي يشتبه في اعتدالها - بفزاعة «الإخوان»، فممثل المملكة العربية السعودية في اليونسكو «زياد الدريس ‏@» كتب من خلال حسابه: «إذا فاز السبسي برئاسة تونس الأسبوع القادم، سنبقى فقط بانتظار عودة القذافي للحياة حتى يكتمل القضاء على أعراض الربيع العربي ! #براءة_مبارك».

فقام الليبراليون ومنهم الكاتب السعودي «عبد العزيز الخميس @» يناقض نفسه فتارة يطالب بالديمقراطية وأخرى يصادر على الآراء فيقول: «ماذا عن احترام استقلالية وقرارات القضاء وهذه من قواعد الدمقرطة، أو أن تأخذ ما تريده ويناسب هواك؟»، ثم يعود فيقول: «الوطنية أيها الإخونجي ليست كلام بل مواقف، هي تنبلج في مواقفك مع مصالح وطنك،مع أمنه واستقراره لا بالوقوف مع أعداءه وضد مواقفه العربية الواضحة».

الطريف أن «الدريس» استدار يدافع عن نفسه من تهم الصقها به الملاحقون الأمنيون والليبراليون ومنها؛ «الإخوان» أو «الإخونج» أو «الإرهاب».

وفي الإمارات لم يجد الكاتب الصحفي بصحيفة «الإمارات اليوم» بداً من التعليق على الحدث بتغريدتين تكشفان خوفه من التصنيف في الأولى وحجم الملاحقة له قائلا: «لماذا يصر البعض بأن رأيك في الحكم الصادر على الريّس هو مقياس ولائك ؟!؟» وذلك في إشارة للرئيس «الحدث» مبارك، وفي تغريدته الثانية يرفق هاشتاج «الولاء» مع مقاله «#احنه_اسفين_يا_ريس» وهي الحركة الشهيرة التي أطلقها مؤيدو مبارك بعد 25 يناير.

الثورة أم «الإخوان»

ورغم أن حكم محكمة الجنايات المصرية ببراءة وزير الداخلية الأسبق «حبيب العادلي» ومساعديه، من تهم قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، إلا أن «محمد الباهلي ‏@» قال: «إن #مصر تسير نحو مستقبلها من حسن إلى أحسن ولا يغتاظ إلا #الإخوان وأذنابهم يريدونها لهم فقط ولو خربت على أهلها وجيرانهم».

وقال «جليل الطباخ ‏@»: «حكم البراءة لحسنى مبارك بدايه سقوط للاخوان والتكفيريون وبدايه للاستقرار السياسي فى الشرق الاوسط ! وهذا مالايريده العدو الصهيونى!».

وقال «جلال الشريف ‏@»: «" قضاء " و" قطر " !! ضربتين في الراس توجع :) #محاكمة_مبارك #محمد_بن_زايد_في_ضيافة_تميم».

وأوضح «أنور مساعد الطبطبائي @»: «أن المحكمة حكمت بإعدام #ثورة_25_يناير !».

وقال «د.اسماعيل الزرعوني @»: «بعد براءة مبارك والعادلي ، الشعب هو المتهم بالفساد والقتل».

البقاء للأقوى

كثير من المحللين والسياسيين الخليجيين ألمحوا في تغريداتهم إلى مآلات الحكم القضائي أكثر من عواره في ذاته، فطرح بعضهم قوة طرفين في السلطة وتأثيرهما «السيسي» أم «مبارك»، حيث قال عضو «مجلس الأمة الكويتي الأسبق «وليد الطبطبائي @»: «عودة رسمية لنظام #مبارك بعد عودته فعليا بانقلاب #السيسي #تبرئة_القتلة_وتجريم_الثورة».

في حين اتفق المحلل السعودي «مهنا الحبيل @» في تغريدات عبر حسابه قائلا: «أسهم مبارك في الخليج أكثر بكثير من السيسي خاصة بعد تكلفة ضخمة لعسكرة الصراع مع المعارضة السياسية ووضع الاقتصاد لكن الدخول ليس كالخروج #مصر»، وأضاف «الحبيل»: «اسقاط ربيع #مصر رسميا ليس نهاية المشهد الأسئلة لاتزال تتشكل عن مستقبل غامض لأطرافه لكن المؤكد ان فريق مبارك هو من يمسك الزمام لا من خلفه».

ولكن إجابة المحلل السياسي الأردني «ياسر الزعاترة ‏@»: «أن زمن آل مبارك ولى، هذا زمن السيسي. سيكون له مليارديراته، وتكون هناك سوزان أخرى، وأبناء آخرين، وأنسباء أيضا. هذا هو منطق حكم الطغاة».

ويرى المذيع بـ«الجزيرة» الفضائية «عثمان آي فرح ‏@»: «أن ثورة ٢٥ يناير وضعت #مبارك و العادلي في السجن و"ثورة" ٣٠ يونيو أخرجتهم و يتبقى تكريمهم، خلص الكلام».

ويتفق معهما الصحفي «محمد المختارالشنقيطي ‏@» قائلا: «لم يكن من الوارد أن يحكم #السيسي الذي قتل الآلاف بمعاقبة #مبارك على قتل المئات..».

وقال الناشط «ناصر بن غيث ‏@» عبر حسابه «درست في كلية القانون أن الحكم عنوان الحقيقة .. وفي الواقع العربي تبين لي أن الحكم عنوان الدولة العميقة».

وقال المحدث الكويتي الدكتور «عبدالرزاق الشايجي» في تغريدة على حسابه ساخرا: «اهم انجازات الزعيم حسني #مبارك الطلعة الجوية في حرب أكتوبر 1973 الطلعة زي الشعرة من العجين 2014».

حكم متوقع

المحامي الكويتي ونائب وزير الدفاع الأسبق «ناصر الدويلة ‏@» قال: «إن حكم براءة مبارك متوقعا، والحكم باعدام مرسي حكما متوقعا، ايضا فالداعم للانقلابات في الوطن العربي تيار يؤمن بالتصفيه و خيار الصفر».

وعبر الإعلامي السعودي «أحمد بن راشد بن سعيد ‏@» عن تعجبه من مسمى المحاكمة وقال: «أحكام ببراءة #مبارك وابنيه ووزير داخليته ومساعديه الستة في كل القضايا المنظورة، وبهذا يُسدل الستار على "محكمة القرن"!».

في حين وصفها الكويتي «د. جمعان الحربش @» بما أرداه بن سعيد  قائلا: «قاضي يرتجف خوفا من الله والقبر يحكم بالبراءة من قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل وتلقي رشاوى لو كان شيوعي بماذا سيحكم #مهزلة_القرن».

وأشار «د. صنهات بدر العتيبي ‏@» إلى «أن بعض العرب قوم لاتفهم هل يتوقعون من حكومة إنقلابية قتلت المعتصمين أن تدين حكومة إستبدادية قتلت المتظاهرين!».

وقال «Dr. Abdallah AlFaris ‏@» مخاطبا حكام الخليج «تبرئة الفاسق مبارك وزمرته لن تنطبق عليكم إلا إذا كان الجيش شريك لكم في سرقاتكم وأنتم لكم رموز فيه لا شركاء!».

أما الصحفي «أنور مالك» المتخصص في الشأن الخليجي فقال: «لما شرع قاضي #مصر في اظهار نبرة إسلامية ووطنية كي يبرّر بها أحكامه أدركت أن ما سيجري هو مهرجان براءة وسيحكم على اغتيال ثورة يناير2011».

الله غالب

عميد كلية الشريعة بالكويت الدكتور «عجيل النشمي @» رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج قال: «إذا كان الحاكم فاسدا غطى فساده بإفساد القضاء واذا فسد القضاء أمن العسكر والظلمة فعاثوا في الأرض إفسادا وبغوا ظلما فأوشكت بلادهم على الانهيار».

وقال الداعية السعودي «عبدالعزيز الطريفي @»: «فرح فرعون بانفلاق البحر يظنه طريقاً للوصول إلى موسى، والله يستدرجه ليُهلكه فيه، يصوّر الله طريق الهلاك للظالم في صورة نجاة ليسير لحتفه بنفسه».

وقال الصحفي السعودي «محمد الرطيان @»: «الأهم من سقوط «المستبد» هو سقوط «ثقافة الاستبداد» التي أنتجته.. طالما هي موجودة، ستنتج غيره بأشكال وطرق وعناوين مختلفة!».

أما «د.محمد الحضيف @» فاعتبر أن المحاكمة بمثابة «البراءةُ ... للجَرِيمة: فاقضِ ما أنت قاضٍ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي مبارك براءة مبارك حمد بن عيسى محمد بن زايد عبدالله بن زايد الملك عبدالله الثاني

احتجاجات تبرئة «مبارك» وخلافات «الحراك» اليمني ونزيف بورصات الخليج تتصدر مانشيتات الصحف العربية الصادرة بلندن

براءة «مبارك» وأعوانه تعيد وهج الثورة وتسطر الحروف الأولى لشهادة وفاة الانقلاب

براءة مبارك إهانة للشعب المصري ودماء الشهداء ووأد للثورة المصرية وإعادة مصر لعصر الظلمات

تبرئة «مبارك» تحتل صدارة صحيفتا «الحياة» و«الشرق الأوسط» من لندن

تبرئة «مبارك» وأعوانه شرط خليجي رئيسي لدعم انقلاب «السيسي»

النائب العام المصري يقرر الطعن على حكم بعدم جواز محاكمة مبارك

حركة «تمرد» تنقلب على «السيسى» وتحشد المصريين للتظاهر لإسقاطه

وزير سابق في حكومة الانقلاب: مبارك ونظامه يسيطران على الحكومة في مصر

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تصف موقف بلادها من تبرئة «مبارك» بـ«السخيف»

الذكري الرابعة لثورة 25 يناير .. عادوا إلى «مقاعدهم» عودوا إلى «ميادينكم»