كشفت مصادر وصفت بـالمطلعة جدا على خفايا اعتقال ومحاكمة نائب المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» بالأردن الشيخ «زكي بني إرشيد»، قائلة إن «تلميحات» وردت على لسان سفير الإمارات في عمان عند الاستيضاح منه رسميا قد تكون السبب الذي دفع الحكومة الأردنية لاتخاذ المجازفة والقيام باعتقال ثم محاكمة «بني إرشيد».
ووفقا لمصدر وزاري فإنه عندما اتصل أحد مسئولي الحكومة بالسفير الإماراتي للاستفسار عن الموقف الرسمي من مقال شهير ضد الإمارات للشيخ «بن أرشيد» عشية زيارة مقررة للعاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» لأبوظبي، عبر السفير عن عدم وجود اهتمام لدى بلاده بلاده بمسألة «بني إرشيد» لكنه قال عبارة أقلقت الحكومة الأردنية عندما طرح سؤالا: ألا يعرف هذا الرجل أن الإمارات تحتضن ربع مليون أردني يعملون فيها فيما يسيء للجميع؟
وأفادت المصادر بأن الحكومة الأردنية قد قدرت على ما يبدو بأن تليمحات السفير «مقصودة» بعدما احتار الموقف السياسي في مجازفة اعتقال «بني إرشيد» من عدمه مما ساهم في اتخاذ خطوة التوقيف تمهيدا للمحاكمة.
وأشارت المصادر بأن ما حدث يصادق موقف رئيس الوزراء الأردني «عبدالله النسور» العلني اللاحق على هذه الرواية عندما قال إن الإساءة لمصالح ربع مليون أردني في دولة الإمارات الشقيقة يرسلون يوميا ثلاثة ملايين دولار بالمعدل العام لبلادهم وعائلاتهم «أمر لا يمكن السكوت عليه».
وقد استعمل «النسور» نفس العبارة الرقمية التي وردت على لسان سفير أبوظبي في سياق تبرير خطوات الحكومة في اعتقال «بني إرشيد» الذي يواجه الآن في سجن ماركا شمالي العاصمة عمان تهمة مخالفة قانون الإرهاب .
وقد صرح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور «محمد مومني» بأن الحكومة لن تتساهل في تطبيق القانون ولا يمكنها التغاضي عن المساس بمصالح الأردنيين ودولتهم في الخارج أو الداخل.
فيما أرسلت الحكومة لجماعة «الإخوان المسلمين» تطمينات بأنها لا تنوي التصعيد ضد الجماعة وأن حادثة الشيخ «بني إرشيد» فردية تماما ولها علاقة بمخالفة صريحة لقانون يضمن مصالح العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.
كما عبر الشيخ «مراد عضايلة» مسئول الإعلام في الجماعة عن رضاه عن الأجواء الودية التي شهدها اللقاء مع رئيس الوزراء الأسبوع الماضي بحضور ثلاثة من وزراء الحكومة قائلا «إن الوفد الإخواني لم يلمس رغبة بالتصعيد من جانب الحكومة» .
من جهته قال العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، في مقابلة أجراها مع الإعلامي الأمريكي «تشارلي روز»، في شبكة «بي بي إس» الأمريكية، وبثتها «وكالة الأنباء الأردنية الرسمية» (بترا) مطلع الأسبوع الجاري، قال إن جماعة «الإخوان المسلمين»، جمعية سياسية منظَّمة وهي «منظمة رسمية»، إلا أنه أضاف أن «الإخوان المسلمين»، قامت بـ«اختطاف الربيع العربي».
وقد اعتقلت السلطات الأردنية في نهاية الشهر الماضي نائب المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في البلاد «زكي بنى ارشيد»، وذلك لانتقاده تحرك الإمارات العربية المتحدة لإدراج «الإخوان» ومنظمات إسلامية أخرى حول العالم على لائحة المنظمات الإرهابية التي أصدرتها مؤخرا.
وتعد جماعة «الإخوان» في الأردن هي أكبر حزب للمعارضة السياسية في البلاد وتعمل بشكل قانوني منذ عشرات السنين وتحظى بتأييد شعبي كبير في المراكز الحضرية الكبرى.
ويعد «الإخوان» في الأردن أكثر المعارضين الأردنيين للسلام مع «إسرائيل» ، إضافة إلى معارضتهم لسياسات المملكة الموالية للغرب، كما يطالبون هناك بإجراء إصلاحات سياسية شاملة دون الدعوة للإطاحة بالنظام الملكي للبلاد.
