4 أسباب وراء تخلي السعودية عن دور «المنتج المرجح»

الثلاثاء 9 ديسمبر 2014 12:12 ص

لاحظ خبراء نفطيون أن السعودية، ولأول مرة منذ ثمانينيات القرن العشرين، تخلت عن لعب دور «المنتج المرجح»، وتركت أسعار النفط تحددها قوى السوق التي يتصارع فيها العرض والطلب والمضاربات التي تنفّذها البنوك والتجار والوسطاء في أسواق العقود الآجلة ويشترون بموجبها «البراميل الوهمية» في «كازينو المراهنات» على حركة الأسعار صعوداً وهبوطاً.

وأكد خبراء في لندن وأكاديميون أن هناك عوامل عدة تسببت في تخلي السعودية فجأة عن دور«المنتج المرجح»، ويكمن ذلك في أن الفائض في السوق النفطي الذي يقدر بنحو مليوني برميل يوميا حدث بسبب زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة «أوبك».

وحسب خبراء نفط، فإن السعودية ليست لديها مصلحة في حماية مصالح هؤلاء المنتجين، وإذا واصلت المملكة لعب دور «المنتج المرجح» لدعم أسعار النفط في ظروف الفائض الحالية، فإنها ستتضرر من ناحيتين، فدعم الأسعار سيعني أن السعودية ستخفض إنتاجها، فيما سيواصل المنتجون من خارج "أوبك" زيادة الإنتاج وضخ براميل إضافية في الأسواق، وفي حال استمرار السعودية في لعب دور «المنتج المرجح» في ظل معادلات العرض والطلب الحالية، ربما تنتهي وباقي دول «أوبك» إلى فقدان جزء من حصتها في السوق لصالح آخرين وعدم تحقيق السعر المستهدف.

يذكر أن الطاقة الإنتاجية الكاملة للسعودية تصل إلى 12.6 مليون برميل يومياً، لكنها من الناحية الفعلية لم تنتج إلا 9.7 ملايين برميل يومياً خلال الأشهر الماضية. وسبق للسعودية أن ضخت في السوق أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً، وبالتالي فإن هذه الطاقة الفائضة هي التي تساعد المملكة في دعم الأسعار، وبالتالي فلدى السعودية طاقة فائضة تتراوح بين 2.4 وثلاثة ملايين برميل يومياً تحتفظ بها لوزن معادلة العرض والطلب.

أما العامل الثاني: فهو الكلفة المرتفعة التي تتكبدها السعودية في لعب دور «المنتج المرجح»، إذ تنفق شركة الزيت العربية «أرامكو» مبالغ طائلة للاحتفاظ بالطاقة الإنتاجية الفائضة التي تستخدمها في لعب هذا الدور.

 كما تدفع شركة «أرامكو» التي تدير صناعة النفط والغاز الطبيعي في السعودية مبالغ ضخمة لصيانة وإعداد وتجهيز الحقول المخصصة للطاقة الفائضة، حتى تتمكن من الإنتاج الفوري وفي أية لحظة، وبالتالي فإن المملكة ليست بحاجة للعب هذا الدور الذي يكبدها أموالا طائلة، ما لم تكن هنالك ضرورة فعلية تقتضي الاحتفاظ بهذه الطاقة الفائضة.

ويكمن العامل الثالث فى أن الظروف الحالية تشير إلى أن لعب السعودية دور «المنتج المرجح» لدعم أسعار النفط عالميا يخدم بعض منافسيها السياسيين في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأس هؤلاء المنافسين، إيران التي يقول بعض المحللين إنها تستخدم إيرادات النفط لتمويل بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة وتعبث بأمن الخليج وتدعم الحوثيين في اليمن، كما تدعم كذلك الحكومة العراقية الموالية لها.

وأخيرا العامل الرابع، هو أن لعب دور «المنتج المرجح» الذي يدعم عادة سعراً مرجعياً للنفط تظل تدافع عنه السعودية، ساهم في تشجيع المضاربين على نفخ «بالون السوق النفطية»، وتحويل السوق النفطية وأسعار الخامات بعيداً عن أسس العرض والطلب التي يجب أن تحدد السعر العادل للنفط، وفقاً لمعدلات الاستهلاك العالمي، وليس وفقاً للمضاربات على «البراميل الوهمية».

ويلاحظ أن حجم السوق النفطي الحقيقي يقدر بنحو 3.4 تريليونات دولار سنوياً، ولكن في الواقع فإن سوق المضاربات تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف السوق الحقيقية، أي أكثر من عشرة تريليونات دولار سنوياً.

 ووفقاً للتقرير الأخير للكونغرس الأميركي، فإن البنوك أصبحت تملك «إمبراطورية مضاربات نفطية»، تستخدم فيها أسطولا يتألف من مئات الحاويات العملاقة والمخازن الاستراتيجية القريبة من مناطق الاستهلاك الرئيسية في آسيا والسفن العائمة التي تبلغ طاقتها 30 مليون برميل. وبالتالي، فإن المراهنات أو المضاربات على أسعار النفط تضخمت لدرجة شوهت السوق النفطية ومعادلاتها التي تحكم الأسعار. 

المصدر | الخليج الجديد+ العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية أسعار النفط هبوط أسعار النفط النفط أوبك صادرات النفط السعودية الكونغرس الأميركي

أسعار النفط والتنمية السعودية

السعودية: سياستنا النفطية تنطلق من أسس اقتصادية

السعودية تشن حرب أسعار ”غير مُقنِعة“ على النفط الصخري الأمريكي في اجتماع «أوبك»

كيف يؤثر انخفاض أسعار النفط السعودي على مشروعات النفط الصخري فى أمريكا؟

مراجعة استراتيجية النفط السعودية

هل حان وقت معاقبة روسيا وإيران و«الدولة الإسلامية» بالنفط؟

ضد من تستخدم السعودية سلاح النفط ؟!

اقتصادي سعودي يدعو لتطبيق سياسة التقشف ووقف «الإعانات التى ليست فى محلها»