كشفت مصادر خاصة لموقع «شؤون خليجية» الإخباري عن أن البحرين قد أخذت الإذن من المملكة العربية السعودية في البداية قبل الموافقة على إنشاء قاعدة بحرية بريطانية على سواحلها، وذلك في وقت تستضيف فيه العاصمة البحرينية المنامة الأسطول الخامس للقوات البحرية الأمريكية في المنطقة.
وكانت البحرين قد وافقت مؤخرا على أن تقوم بريطانيا بفتح قاعدة بحرية جديدة بعد توقيع اتفاقية مع الحكومة البحرينية في 5 ديسمبر/كانون الأول، وستقام القاعدة البحرية البريطانية في قاعدة سلمان التي سميت نسبة إلى ولي العهد الأمير «سلمان بن حمد آل خليفة» الذي يشغل كذلك منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة البحرينية.
وكان نشطاء بحرينيين قد انتقدوا بشدة تلك الخطوة واعتبروها مكافأة لبريطانيا عن صمتها تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في المنامة ومدافعتها أمام المحافل الدولية عن القمع الذي تمارسه الحكومة البحرينية ضد المعارضين.
وبحسب محللين ومتابعين للمشهد عن كثب، فإن الإعلان عن توقيع بريطانيا الاتفاق مع البحرين لإقامة قاعدة بحرية لها في المملكة الخليجية، التي ستصبح أول قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1971، جاء في الوقت الذي تشهد فيه المنامة حالة من الاحتقان والتوتر، بين السلطات البحرينية والمعارضة الشيعية في البلاد المتمثلة في «حركة الوفاق الوطني» وحركات أخرى، التي قاطعت الانتخابات البرلمانية وشككت في نسبة المشاركة فيها، وقالت إنها لم تتجاوز الـ30%، في حين قالت الحكومة إن المشاركة تجاوزت الـ52%.
وهنا يطرح المحللون سؤلا حول إذا ما كان الاتفاق البريطاني-البحريني يأتي في سياق رغبة من المنامة في استضافة قوة دولية ثانية -إضافة للأسطول الأمريكي- بهدف تأمين ظهرها ضد أي تطورات أو تقلبات - كما حدث في تظاهرات ميدان اللؤلؤة حيث تدخلت قوات سعودية تحت ستار «درع الجزيرة»- لمواجهة المطالب والتظاهرات الشعبية، أو بهدف تأمين مركزها الإقليمي في ظل التوترات وتبادل الاتهامات بين المنامة وطهران.
وعن الاتفاق البريطاني-البحريني، قال وزير الدفاع البريطاني «مايكل فالون» في وقت سابق، إن «هذه الخطوة ستساعد أسطول بلاده على تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج»، معقباً بقوله «سيعود الآن تمركزنا من جديد في الخليج على المدى البعيد».
فيما قالت مصادر إعلامية إن «التوصل إلى هذا الاتفاق يأتي في وقت تواجه فيه الأنظمة الملكية في الخليج خطرًا متزايدًا من قبل التنظيمات المتشددة»، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه «بموجب هذه الاتفاقية سيتم تحسين المنشآت الموجودة في ميناء سلمان في البحرين؛ حيث توجد أربع سفن حربية بريطانية صائدة للألغام بشكل دائم».
وتستخدم هذه القاعدة أيضًا لدعم المدمرات والفرقاطات البريطانية في الخليج، وسيتم توسيع تلك القاعدة كي تشمل قاعدة عمليات جديدة متقدمة ومكانًا لتخزين المعدات للعمليات البحرية وإيواء أفراد البحرية الملكية البريطانية.