النائب الكويتي «مبارك الدويلة» يواجه حملة شرسة بسبب انتقاده لـ«محمد بن زايد»

السبت 27 ديسمبر 2014 10:12 ص

ربما تكون هي الأزمة الأعنف من نوعها بين الكويت والإمارات بعد أزمة عابرة سابقة في نوفمبر الماضي، عندما هاجم الكاتب الصحفي السعودي رئيس تحرير جريدة «العرب» اللندنية التي تمولها أبو ظبي «عبد العزيز الخميس» أمير الكويت بسبب وساطته بين قطر والإمارات ووجه له نقدا لاذعا.

 ترجع الأزمة إلى قيام «مبارك الدويلة»، عضو مجلس الأمة الكويتي السابق، والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، باتهام «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبو ظبي بالقيام بــ«استهداف الإسلام السني، وتلفيق التهم للإخوان المسلمين في الإمارات وباتخاذ مواقف شخصانية عدائية».

خطورة الأزمة تكمن في أن اتهامات «الدويلة» جاءت في لقاء على «قناة المجلس» التي تصدر عن مجلس الأمة الكويتي وعبر مبنى رسمي للدولة تابع لوزارة الإعلام وعبر أجهزة بث خاصة بوزارة الإعلام الكويتية، ما أعتبر «إساءات في حق دولة الإمارات وفي حق الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي»، واعتبرته صحيفة «الوطن» الكويتية «إشكالية» لكون وزارة الإعلام ومجلس الأمة الكويتي اشتركا في الإساءة لدولة شقيقة .

والأخطر أنه وفي أعقاب تصريحات «الدويلة»، انطلقت حملة هجوم مكثفة بحق النائب الكويتي وأمير الكويت من جانب إعلام الإمارات وكبار مسئوليها، وأبواق إعلامية مساندة لها، وصلت لحد السب والقذف في حق الدويلة، ما أضطره لإصدار بيان يوضح فيه موقفه .

نص تصريحات الدويلة

فقد تساءل النائب السابق في البرلمان الكويتي، «مبارك الدويلة»، عن سبب كره ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان» للإسلام السني، ومحاربته بشدة في السنوات الأخيرة، لافتا إلى أنه «لا أحد من إخوان الكويت يعرف ما سر هذا الموقف العدائي الشخصاني ضد الإخوان».

وأضاف «الدويلة» - في رده علي سؤال من مذيع قناة المجلس الكويتية الرسمية الأربعاء 24 ديسمبر الجاري – أن: «بن زايد وحده هو من خلق هذه الروح من الكراهية والبغض تجاه الإخوان المسلمين، وكل ما هو سني»، بحسب قوله.

وحول قضية معتقلي الإمارات، قال إن «القصة هي أن 65 شخصا قدموا وثيقة يطالبون خلالها بإصلاحات سياسية دستورية تشريعية»، وذكر أن «غانم النجار» (نائب كويتي) قد قام بالدفاع عن بعض أعضاء هذه الخلية، وهم معروفون ومشهورون بسلامة مسيرتهم وولائهم لبلادهم وفقاً لوصفه.

وعن تمويل الكويت للإخوان في الإمارات، قال الدويلة: «لم تموّل الكويت جماعة الإخوان المسلمين أبدا، وكل القصة أن أحد إخوان الكويت معه بعض المال الفائض فأرسل نقودا لصديقه المعتقل في الإمارات عبر  زوجته».

 وتعتقل الإمارات نحو 65 من أعضاء جمعية «الإصلاح»، ويقضون أحكاما تتراوح بين 7 سنوات و15 في سجن الرزين سيئ السمعة، وذلك بعد إدانتهم في محاكمة جماعية لمجموعة من 94 ناشطا، بما في ذلك ناشطين في حقوق الإنسان، ومحامين، وقضاة، وأساتذة جامعات، وقيادات طلابية، واعتقل معظمهم بين مارس وديسمبر 2012، خلال حملة واسعة النطاق ضد حرية التعبير وتكوين الجمعيات في الإمارات، وفق ناشطين في حقوق الإنسان.

واتهمت الإمارات أعضاء الإخوان بالتخطيط لإقامة دولة إسلامية، وتأسيس جناح عسكري، وقالت إن المعتقلين تلقوا دعما ماليا من أفراد في دول خليجية أخرى، لكنها لم تحدد هذه الدول، وهو ما تم نفيه من جانب المعتقلين، كما نفى أعضاء الإخوان في الإمارات ما قاله رئيس الوزراء الكويتي «جابر المبارك الصباح»، للصحفيين من أن «مواطنين كويتيين كانوا يوفرون دعما ماليا لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات».

رد فعل إماراتي عنيف

وقد ردت رموز رسمية وصحف وفضائيات موالية للإمارات بعنف علي «مبارك الدويلة» وحرضت الكويت علي محاسبته علي ما قاله، حيث قال أعضاء بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي إن التصريحات التي أدلى بها الدويلة، في لقاء له مع قناة مجلس الأمة، تعد تطاولا.

وقالوا إن «الاعتدال الديني القائم في دولة الإمارات أفسد خطط الإخوان ومؤامراتهم، إذ إن دولة الإمارات رافضة، وستبقى رافضة لكافة أشكال التطرف والإرهاب القائم على المتاجرة بالدين لتحقيق مآرب ملأت العالم العربي بالحروب والدماء»، على حد قولهم.

وأدان «محمد أحمد المر»، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، بشدة ما أسماه «الادعاءات الباطلة التي أدلى بها المدعو مبارك الدويلة، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في دولة الكويت الشقيقة، على القناة الرسمية لمجلس الأمة الكويتي، بحق دولة الإمارات، هذه الادعاءات التي أساء فيها إلى قيادتنا الوطنية، ممثلة بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».

وأضاف قائلاً: «إن مثل هذه الادعاءات الباطلة التي لا تستند إلى أي أساس، تهدف بوضوح إلى زرع الفتنة بين شعوب ودول المجلس، وهي تأتي في وقت تشهد فيه دول مجلس التعاون الخليجي مزيداً من التعاون الوثيق، لتحقيق مصالح شعوبها، وتجلى ذلك بأبهى الصور في قمة المجلس التي عقدت أخيراً في العاصمة القطرية الدوحة».

وختم تصريحاته بدعوة مجلس الأمة الكويتي إلى «أن يقطع الطريق على مثل هذه الأصوات التي تستهدف النيل من علاقات الأخوة والتضامن والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة».

أيضا رد الدكتور «أنور بن محمد قرقاش»، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي على تصريحات مبارك الدويلة، بقوله: «أن مشروع بن زايد حضاري ويبني وطناً ناجحاً ومزدهراً وجامعاً، أما هذه الفئة الحزبية المهترئة فلا تعرف إلا بيع الأوطان».

وقال «قرقاش» في تدوينة له على «تويتر»: «الاتهامات الساقطة لمبارك الدويلة في حق الإمارات ورموزها مرفوضة رفضاً قاطعاً وحديث الدويلة الخبيث في حق الإمارات ورموزها يعبّر عن فكر حزبي ساقط، ويطول كل مواطن إماراتي، ويستهدفنا جميعاً في تشكيكه وإساءته».

وقال: «الروح الطائفية لحديث الدويلة يعبّر عن الحقد الأسود للإخوان واعتقادهم أن هذا الدين الرحب السمح ملكية خاصة بهم يوظفونه لأغراضهم وأهدافهم»، مؤكداً أن «الإساءة للشيخ محمد بن زايد إساءة لكل مواطن إماراتي، ولكل من يحمل مشروعاً نحو المستقبل، وليس غريباً أن تأتي من جماعة مهزومة منبوذة».

أما «ضاحي خلفان»، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، فأكد أن أمن الإمارات خط أحمر، وقال في تدوين له على «تويتر»: «حديث مبارك الدويلة وتهجمه أوقعه في ارتكاب جريمة جنائية في ظرف مشدد لأنها وقعت عبر وسيلة إعلامية».

وقال أنه سبق لـ«مبارك الدويلة» أن اتصل به وقال: «أنا ناوي زيارة دبي مع أهلي، فهل أنا ممنوع من الدخول؟ معي أهلي ولا أريد أن أحرج»، فرد عليه معاليه قائلاً «دعني أراجع النظام»، وأضاف: «دققت على النظام، وجدت أنه مدرج من قبل جهاز أمن الدولة، قلت له عليك تعميم من الجهاز، لو أتيت ستعاد».

وقال «أحمد محمد راشد الجروان»، رئيس البرلمان العربي: «ما قاله مبارك الدويلة، عضو مجلس الأمة الكويتي السابق، بحق محمد بن زايد فالشعب الكويتي والقيادة الكويتية الحكيمة براء منه ومن هذه الترهات الذي خرجت من رجل غير مسئول وخبيث».

وأكد أن «كل الكلام الخبيث الذي تفوه به هذا الشخص مردود عليه من أبناء الكويت الشقيقة نفسها والأمة العربية والإسلامية، لأن سموه أنبل وأخلص من يدافعون عن الدين الإسلامي، ونحن كمواطنين إماراتيين وعرب، وبصفتي رئيساً للبرلمان العربي، نتصدى لكل من تسوّل له نفسه أن يتفوه ويتكلم عن أي رمز من رموز الأمة العربية الصالحين الذين حافظوا على مقدرات دولهم وشعوبهم».

أيضا هاجمت افتتاحية صحيفة «البيان» الاماراتية الرسمية مبارك الدويلة وقالت تحت عنوان «ضلالات بلا قيمة» : «لا يمكن لصغار القوم أن ينالوا من علاقات البلدين، والوشائج الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت».

وقالت أن «الإماراتيون الذين رفعوا علم الكويت فوق مدارسهم إبان الغزو مطلع تسعينات القرن الماضي، والكويتيون الذين كانوا السباقين لدعم اتحاد الدولة، لن يلتفتوا والحال كذلك إلى تفوهات أصحاب الأجندات الطائفية والمشاريع المعادية لمعاني الحق والحرية».

وتحدثت عن «تسويق أوهام وضلالات الذين يخطئون إن ظنوا للحظة أن بإمكانهم دق الأسافين بين البلدين الشقيقين والنيل من رموزٍ تعد معادن نادرة تتجلى أصالتها أكثر فأكثر في الشدائد واللحظات الفارقة تاريخياً»، وأكدت أنها «تُفهم حالة الهيجان الحاقد الملون حزبياً بالأحقاد والضغائن المسيطرة على بعض الموتورين الذين يهوون نثر افتراءاتهم التي من المؤكد أن رياح الأخوة ستذروها» على حد وصفها.

رد الدويلة                

وقد رد مبارك الدويلة علي حملة الهجوم العنيفة ضده في بيان أصدره قال فيه: «تابعت باستغراب شديد حملة تحريض  من (مجموعة الإمارات) بفرعيها الكويتي والإماراتي ، بزعم أنني تعرضت للشيخ محمد بن زايد واتهامي بالإساءة إليه، وكل ذلك عندما أجبت على سؤال في مقابلة تلفزيونية عن سبب عدائه للإخوان وللتيار الإسلامي السني».

واستغرابي جاء من طبيعة هذه الهجمة التي اتسمت بالعنف والخروج عن المألوف في تقييم الخصم، حيث أن حديثي لم يتجاوز التساؤل والاستغراب من موقف الشيخ من التيار الإسلامي السني، رغم أنني شخصيا لم أتكلم عنه إلا بعد سؤال من مقدم البرنامج عن رأيي في موقف حكومة الإمارات العدائي من الإخوان.

وقال: لئن سمحت لنفسي بتفهم منطلقات دفاع «مجموعة الإمارات» عن شيخهم ، الا أن الذي لا يمكن أن أتفهمه هو حماس هذه المجموعة «فرع الكويت» للهجوم على شخصي بسبب إجابة على تساؤل إعلامي متداول.

وأضاف «الدويلة»: أين كانت هذه المجموعة عن صاحب «علامة التعجب» الذي كان يذكر سمو أمير قطر وأمه الفاضلة بما لا يليق في زاويته في إحدى صحف الكويت.

وهل نسينا نائب مجلس الأمة المتهم بسوء السمعة الذي كان يشتم أحد حكام دول الخليج في مقالاته في نفس الجريدة ؟! لماذا لم يتحركوا انتصارا للأشقاء كما يزعمون اليوم ؟!

وتابع قائلاً: «وهل تناست صاحبة (سكوب) خزعبلات أخيها وشتائمه لمعظم حكام الخليج في التلفزيون العلوي السوري».

وتساءل «الدويلة»: «هل ما قاله ممثل النظام النصيري في الكويت عن الشقيقة الكبرى السعودية وعن حكام البحرين أمر سهل ممكن أن نسكت عنه، بينما تساؤل وانتقاد هادئ لسياسة مسئول تعتبر كارثة تستحق منا كل هذه التصعيد؟ أم أن هناك أسباب أخرى وراء هذه الحملة الظالمة والمشبوهة؟».

كما أن الأخ «ضاحي خلفان» تعرض لكثير من شعوب وحكومات الخليج والعرب ووصف الشعب الكويتي بأنهم «أولاد شوارع» ، ولم نشاهد ذات الهستيريا في التعامل مع تغريداته المتكررة.

بل كيف ننسى حديث إعلامي خليجي شهير «عبد العزيز الخميس» عن صاحب السمو حفظه الله (أمير الكويت) عندما أراد المصالحة بين الشقيقتين المملكة وقطر واتهمه بما لا يليق.

واختتم مبارك الدويلة تصريحه شاكرا «الأقلام الشريفة والعقول الرشيدة، التي حرصت على التثبت والإنصاف بعيدا عن ما يضر العلاقات الأخوية بين شعوب ودول الخليج العربية جمعاء والتي لا يمكن أن تتأثر بمثل هذه الحملات الإعلامية المصطنعة».

بيان مجلس الأمة الكويتي

من جانبه أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق علي الغانم» أن العلاقات التاريخية مع دولة الإمارات العربية المتحدة بلغت من التكامل والتماثل السياسي والاجتماعي مبلغاً أصبحت معها تلك العلاقات مثلا يضرب في العالم.

وقال «الغانم»، في تصريح صحفي نقلته وكالة الأنباء الكويتية أنه «لا أحد في الكويت والإمارات يحتاج إلى تأكيد ما هو مؤكد سياسيا وإثبات ما هو ثابت تاريخيا ..فعلاقاتنا ليست قرارا دبلوماسيا اتخذناه في يوم ما بل قدر ومصير قديم قدم وجودنا هنا إماراتيين وكويتيي»ن.

وتابع الغانم التأكيد على أن «الإساءة التي قيلت، خلال برنامج تلفزيوني بحق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، مرفوضة جملة وتفصيلا.. مرفوضة مبدئيا في سياقها السياسي وفي كونها تجنيا وتجريحا لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال».

وأكد «الغانم» في بيانه أنه يتحدث بوصفه رئيساً لمجلس الأمة الكويتي ونيابة عن الشعب الكويتي على حد قوله، مؤكداً أن المجلس قد شرع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة،  وختم «الغانم» بيانه بالتشديد على أن التصريحات والبيانات الصادرة عن رئيس مجلس الأمة أو الأمانة العامة للمجلس هي التي تعبر عن رأي مجلس الأمة الرسمي، كما قام بتوجيه الاعتذار لشعب الإمارات عن هذه الإساءة بحسب وصفه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مبارك الدويلة محمد بن زايد

الكويت: الخارجية والبرلمان يعلنان اتخاذ إجراءات قانونية ضد «الدويلة» لانتقاده «بن زايد»

ناصر الدويلة: مخطط لزعزعة أمن واستقرار الكويت

«سلطان بن خليفة» يعود إلى المشهد الإماراتي كمستشار لرئيس الدولة

النائب العام الكويتي يأمر بالقبض على «مبارك الدويلة» لاتهامه بالإساءة لولي عهد أبوظبي

الكويت: إخلاء سبيل «مبارك الدويلة» بكفالة قدرها 5 ألاف دينار

«زكي بني أرشيد».. «مبارك الدويلة»: استهداف المعارضين في الخليج أصبح عابرا للحدود!

القبض علي مغرد كويتي بتهمة التطاول على ولي عهد دبي عبر «تويتر»

«معاوية الرواحي» آخر ضحايا الاعتقالات العابرة للحدود في دول مجلس التعاون الخليجي

الإمارات تحيل النائب الكويتي «مبارك الدويلة» إلى المحاكمة

محكمة كويتية تقضي ببراءة «مبارك الدويلة» من تهمة «الإساءة للإمارات»

ولي عهد أبوظبي يبحث مع نائب رئيس الحكومة الكويتية تعزيز التعاون

محكمة إماراتية تقضي بسجن النائب الكويتي «مبارك الدويلة» 5 سنوات

محكمة كويتية تلغي حكم براءة «مبارك الدويلة» في قضية سب الإمارات