الأجندات الإقليمية المتعارضة تجعل فرص التقارب الحقيقي بين مصر وقطر ضعيفة للغاية

الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 02:12 ص

رغم ما تحاول أن تثبته كل من قطر ومصر من أنهما قد أنهما قد أصبحتا دولتين صديقتين، وبعدما علقت الدوحة عمل القناة الإخبارية المؤيدة للإخوان المسلمين في مصر، وأقالت القاهرة رئيس المخابرات المعادي للإسلاميين المتشددين ، وتبادل المسؤولون من كلا الجانبين عبارات الإشادة بالجانب الآخر،إلا أنه ما دامت الدوحة والقاهرة لديهما أجندات إقليمية متعارضة جوهريًا، فإنهما لن يحققا أكثر من التنازلات والإيماءات الفارغة.

حيث كانت الخلافات المتأججة منذ فترة طويلة قد تصاعدت العام الماضي مع انقلاب الجيش المصري على الرئيس «محمد مرسي».

فمن جانبها، دعمت قطر الإخوان وغيرهم من الإسلاميين على مستوى المنطقة مما زاد من غضب القاهرة والأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي، الذين يشعرون بالقلق من انتشار صيت الإسلاميين داخل حدودهم.

وفي سبتمبر/آيلول الماضي، ووسط تهديدات مجلس التعاون الخليجي بفرض عقوبات عليها، وافقت قطر على طرد سبعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين. الذين توجهوا في وقت لاحق إلى تركيا واستقر واحد منهم على الأقل هناك بشكل دائم، وهو الشيخ «وجدي غنيم»، المصري المقيم سابقًا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والممنوع من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب أنشطته. كما أن إسطنبول هي أيضًا مقر لقناة رابعة التليفزيونية، وهي القناة التي تبث مواد مناهضة للحكومة، وموالية للإخوان في جميع أنحاء مصر.

في الأسبوع الماضي، استقبل «أردوغان» ـ الذي انتهز كل فرصة لوصف «عبد الفتاح السيسي» بأنه «غير شرعي» وأنه «طاغية» و «جزار»ـ الأمير «تميم بن حمد آل ثاني» في العاصمة التركية لتدشين «اللجنة الاستراتيجية العليا الثنائية».

وغادر الأمير قطر في يوم العيد الوطني القطري من أجل المشاركة في هذا الجهد المشترك، وهو ما يسلط الضوء على الأولوية التي يوليها «تميم» للعلاقات مع أنقرة.

وأعلن «أردوغان» خلال اللقاء أن قطر وتركيا كانتا دائمًا معًا، وأنهما متحدتان في الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة في العالم وأن ذلك هو القاسم المشترك بينهما. وأكد على استمرارهما على نفس النهج.

وفي اليوم التالي، أغدقت قطر نفس الإطراء على العدو السابق في القاهرة، معلنة أن «قوة مصر هي قوة لجميع الدول العربية» وأكدت على «دعمها الكامل لمصر الشقيقة».

ولكن عبارات الحب هذه لا يمكنها أن تلغي بعض الحقائق غير المريحة. فقد قيل أن واحدًا أو أكثر من قادة الإخوان السبعة الذين قيل إنه قد تم ترحيلهم من قطر في شهر سبتمبر، قد عادوا إليها بشكل دائم.

كما لا تزال قطر تستضيف بين 70 و 200 من قيادات الإسلاميين المصريين في البلاد. ولا يتوقع المسؤولون المصريون أن تقوم الدوحة بتسليمهم. كما لاتزال وسائل الإعلام الممولة من قطر، مثل جريدة «العربي الجديد» تنتقد «السيسي »بل هوادة.

وكانت الدوحة قد أعلنت ترحيبها بالإخوان المسلمين على أراضيها ماداموا لن يشتغلوا بالسياسة.

ربما تتطلب المصالحة الحقيقية أن تقوم القاهرة  بمعالجة بعض المظالم في مجال حقوق الإنسان والمشاركة السياسية. كما سوف تضطر الدوحة إلى وقف التحريض ضد مصر ومطالبة حليفها التركي بفعل الشيء نفسه. إلا أنه ليس من المرجح أن يحدث شيء من ذلك في الوقت القريب. لذا، فما لم تكن هناك دوافع لبناء علاقة تعاونية حقيقية، فإن أي «تقارب» لن يحقق أكثر من التقاط بعض الصور.

المصدر | الخليج الجديد+التقرير

  كلمات مفتاحية

مصر قظر

الأجندات الإقليمية المتعارضة تجعل فرص التقارب الحقيقي بين مصر وقطر ضعيفة للغاية

«وقف بث الجزيرة مباشر مصر» .. ونشطاء: «أفضل من تغيير سياستها وخداع جمهورها»

الرياض ترعى لقاء قمة مرتقب بين مصر وقطر لمناقشة الملفات العالقة بين البلدين

قمة الرياض الطارئة: التقاء في السياسات الاستراتيجية .. والوحدة النقدية والاقتصادية تبقى سرابا

بيان نهاية الأزمة الخليجية الصادر عن قمة الرياض

الأجندات الإقليمية المتعارضة تجعل فرص التقارب الحقيقي بين مصر وقطر ضعيفة للغاية

أتلانتك كاونسل: الملك «سلمان» مشغول بالبيت الداخلي .. والقاهرة والدوحة غير جادتين في المصالحة

«الجبير»: مستعدون للوساطة بين مصر وقطر

مصر تمنع دخول 4 سيدات يحملن جوازات سفر دبلوماسية قطرية

«تويتر» قطر: «شكرا حكومتنا لإعادة أموالنا» من «انقلاب السيسي»

وزير مصري: لا صحة لمنع استقدام عمالتنا في قطر