التعليم السعودي والسقوط في بحر «بيرسون»

الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 05:12 ص

يبدو أن مؤسسة «بيرسون» العالمية - العاملة في مجال التعليم - والتي «وجدت لها مكانًا قويًا في المملكة العربية السعودية»، قد «تعهدت بدعمها مبادرة تعليمية جديدة» في المملكة.

ومؤخرًا أضاف العاهل السعودي الملك «عبد الله بن عبدالعزيز» 21 مليار دولار أمريكي إلى ميزانية التعليم في المملكة العربية السعودية، ومؤسسة «بيرسون» بالفعل الآن في السعودية لتتولى مهمة إدارة تلك المليارات.

والواقع أن تلك العملية المتمثلة في إصلاح التعليم في المملكة ستكون مجالاً مربحاً بالنسبة لمؤسسة «بيرسون» نظرًا لأن 58% من السكان دون سن الــ 25 عاما (أي في ريعان الشباب). ومع ذلك، فإن التحديات المحتمل أن تعمل عليها لن تتعدى أن تكون عملية قص ولصق من أي عدد من الوثائق الخاصة بــ«مشكلات» نظام التعليم في الولايات المتحدة.

«بيرسون» تقول: «في الوقت الحاضر؛ هناك فجوة كبيرة بين احتياجات قطاع الأعمال والصناعة، والمهارات والمعارف التي يقدمها نظام التعليم في البلاد. يُنهي الشباب في المملكة دراستهم على مستويات أعلى من أي وقت مضى، ولكنهم يجدون صعوبة بالغة في العثور على عمل ذا قيمة بالنسبة لهم.

وفي الوقت ذاته؛ تُظهر الأبحاث أن أرباب العمل في جميع أنحاء المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي لا يمكنهم إيجاد العمالة الماهرة بالشكل المناسب الذي يسد متطلبات الموارد البشرية. وتعاني المملكة العربية السعودية مثلها مثل جيرانها أيضا من نقص العمالة المدربة للمهن الاحترافية مثل الهندسة والعلوم والمجالات الطبية».

يبدو الأمر وكأنه مبرر للبدء بتطبيق نظام مبادرة المعايير الحكومية للأساس المشترك [هي مبادرة أمريكية تهدف إلى تطوير المناهج التعليمية في كل دولة بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل فيها والشروط العامة للنجاح في هذه الدولة]، وينبغي أن تعطى لهذه الفجوة الأولوية باعتبارها خاتم المرور على أي جواز سفر تعليمي.

هناك مدير لمؤسسة «بيرسون» في المملكة العربية السعودية؛ «محمد عسيري»على استعداد لتطبيق المزيد من البرامج من نوعية «المعايير الحكومية للأساس المشترك» بلغة تعليمية ولكنها ذات بعد اقتصادي في المقام الأول.

بالعودة لما تقوله «بيرسون» : «ديموجرافية السكان في المملكة فريدة من نوعها في العالم. إن هذا العدد الكبير والمتزايد من الشباب الذين يدخلون سوق العمل من الممكن أن يكون ميزة تنافسية لاقتصاد المملكة في السوق العالمي، لكن فقط إذا كانت هناك وظائف – وليست أي وظائف بل وظائف جيدة متوفرة-، وأيضًا إذا كان المرشحون لتلك الوظائف مؤهلون بالشكل الكافي للعمل في سوق العمل».

«الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هو بناء نظام تعليمي من طراز عالمي يوفر أنواع المهارات المطلوبة من قبل أصحاب الأعمال السعوديين في القطاعين العام والخاص والصناعات التي تحتاج متطلبات عالية. وهذا يعني تعزيز القدرات في مجالات الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة».

لم تقل «بيرسون» أنها ستجري تقييماً أولياً، لكن أينما حلت بيرسون فهناك سوق كبير من التقييمات المحتملة.

اعتبارًا من شهر سبتمبر عام 2014م أضاف «عسيري» - إضافة إلى مهمته كمدير في بيرسون - منصب «نائب رئيس الجودة والمعايير بوزارة العمل»، وعلى ما يبدو أنه يعمل على جملة من المعايير المعروفة باسم «معايير المهارات المهنية الوطنية» فيما يتعلق بـ«جميع الوظائف المهنية في المملكة العربية السعودية وتطوير التقييمات لكل المؤهلات».

وقد تبين أنه من خلال دوره كمسئول للجودة والمعايير في وازرة العمل في المملكة، قدّم «عسيري» «مؤسسة بيرسون كشريك محتمل في مشاريع وطنية سعودية». وفي الوقت ذاته أنشأ «الكيان القانوني وهيكل المبيعات الذي يدعم استراتيجية بيرسون لتقديم حلول التعلم الإلكتروني والمحتوى الإلكتروني إلى السوق السعودية».

نعم؛ «الحلول الرقمية» جاهزة لتحل محل رأي المعلم، ومن ثمّ تجمع بيانات غير مسبوقة خاصة بالأفراد، وستسقط المملكة العربية السعودية في بحر المعايير والتقييمات الخاص بـ«بيرسون».

وفيما يتعلق بإعداد المدرسين؛ فإن «بيرسون» ستعمل بشكل وثيق مع شركة «تطوير»، بهدف عمل تدريب لمدرسي العلوم والرياضيات في المملكة لإيصالهم إلى المستوى الاحترافي. وكانت «تطوير» قد منحت أيضًا «بيرسون» عقدًا لتحسين مهارات اللغة الإنجليزية للمعلمين السعوديين. (ربما تجني المال أيضًا من وراء إعداد المدرسين قبل أن يتم استبدالهم بالحلول الإليكترونية).

وقبل أن يصبح صوت «بيرسون» الأعلى في المملكة العربية السعودية، كان «عسيري» يعمل في قسم إدارة حسابات مبيعات التعليم في «مايكروسوفت». وقبل ذلك؛ كان في قسم المبيعات بشركة «سيسكو سيستمز»، ومن قبلها في قسم المبيعات بـ«مصرف الراجحي». وفي الواقع؛ فإن خلفية «العسيري» المهنية مقسّمة بين المبيعات وبرمجة الكمبيوتر ولا علاقة له بالتدريس ولا حتى الإدارة التربوية. وفي الوقت الراهن هو مسئول عن وضع المعايير والتقييمات لأمة بأكملها.

لقد اضطررتُ لمضاعفة عملية التحقق لمعرفة ما إذا كنت أكتب بالفعل برنامج إصلاح تعليمي أمريكي خاضع للاختبارات، إلى السعوديين جميعا: قلبي معكم.

المصدر | هافينجتون بوست – مرسيدس شنايدر

  كلمات مفتاحية

التعليم في السعودية مؤسسة بيرسون

«جامعة الملك عبدالعزيز» تؤكد أنها تواجه تحريضا إعلاميا أجنبيا

جامعة الملك عبد العزيز”تشتري“ ترتيبها الأكاديمي دون أن تحقق مكانة علمية

التعليم السعودية: اتحاد الرياضة المدرسية لا يشمل «طالبات» التعليم العام!

اقتصاد المعرفة والتعليم الديني في السعودية

12 مليار ريال تكلفة 590 ألف طالب مستجد في التعليم الابتدائي

التربية والتعليم السعودية تدفع بخريجين جدد لحل أزمة التقاعد المبكر

دمج بنين وبنات في مدرسة واحدة بمكة وتقسيم الدوام بينهما .. والتعليم: «المصلحة اقتضت ذلك»

قطر توقع عقود إنشاء 23 منشأة تعليمية بتكلفة 343 مليون دولار

جامعة أم القرى و«بيرسون» الدولية تبرمان اتفاقية لتوفير تكنولوجيا التعليم الرقمي

«الدخيل» و«العيسى» يعيدان سجال «المحافظين» و«الحداثيين» حول التعليم السعودي

السعودية.. تغييرات واسعة في القيادات التعليمية نهاية العام

عولمة التعليم العالي العربي

وزير التعليم البحريني: التعليم في السعودية مفخرة