نفذ تنظيم «القاعدة» في اليمن أمس الأربعاء «تفجيرا انتحاريا» في مدينة إب جنوب صنعاء، استهدف احتفالا لميليشيات الحوثيين بذكرى المولد النبوي الشريف، ما أسفر عن سقوط أكثر من 70 شخصًا بين قتيل وجريح إثر التفجير، وسط أنباء متضاربة عن إصابة المحافظ في الهجوم الذي أعقبه تفجير عبوة ناسفة وإطلاق نار قرب مستشفى المدينة.
وقالت مصادر أمنية وطبية إن «انتحاريا» يرجّح أنه من عناصر تنظيم «القاعدة» فجّر نفسه وسط الاحتفال الذي نُظِّم في قاعة المركز الثقافي في مدينة إب، ما أدى الى مقتل 25 شخصًا على الأقل، وجرح 50 آخرين، بينهم مدير مكتب الثقافة «عبدالحكيم مقبل»، ومدير الأوقاف «عبداللطيف المعلمي»، ومقدم الاحتفال «خليل المهنا»، إلى جانب القيادي الحوثي «أبو حسن». وقد أفادت وكالة «رويترز» بمقتل 33 شخصًا، فيما أشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى مقتل 24.
إلا أن المعلومات الواردة عبر الصحف المحلية والدولية قد تضاربت حول إصابة المحافظ «القاضي يحيى الإرياني» الذي كان حاضرًا، ففي حين أكدت مصادر حكومية نجاته، تحدثت مصادر أخرى عن إصابة بليغة استدعت نقله إلى العناية الطبية الفائقة، إضافًة إلى عدد من طلاب إحدى المدارس الذين كانوا مشاركين في الاحتفال.
وقد أكدت المصادر الحكومية مقتل 23 شخصًا وجرح 48، فيما أفاد شهود عيان لصحيفة «الحياة» اللندنية أن عبوة ناسفة انفجرت قرب مستشفى «الثورة» الحكومي، تلاها إطلاق عناصر من «القاعدة» النار على عناصر حوثية أشرفت على نقل الجرحى، ما أدى إلى وقوع 3 إصابات على إثرها.
وطوّقت مليشيات الحوثيين موقع الانفجار، ونشرت مئات من مسلحيها في مدينة إب، في حين بعث الرئيس «عبدربه منصور هادي» بـ«برقية عزاء ومواساة» إلى المحافظ «القاضي الإرياني» وأسر الضحايا، وقال إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الوحشية تؤكد تجرّد تلك العناصر (المدبّرة) من القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والدينية، وإنها تضمر الشر للوطن وأبنائه».
وتوعّد الرئيس اليمني بملاحقة الجناة، وسط تنديد الأطراف السياسية والحزبية بالهجوم الذي يُعتبر «الأعنف ضد الحوثيين في مدينة إب منذ سيطرتهم عليها». فيما اتهمت المليشيات، أجهزة الأمن الرسمية بـ «التواطؤ والتقصير في مهماتها».
يأتي ذلك في الوقت الذي تتفاقم فيه المخاوف من اندلاع هجمات تستهدف احتفالات مماثلة تعتزم المليشيات تنظيمها في مدن بينها العاصمة صنعاء احتفالا بالمولد النبوي، وكان نائب وزير الداخلية قد التقى قادة حوثيين لدرس سبل حماية الاحتفالات في صنعاء والتي تقام بشكل واسع يُعتبر وفق متابعين للمشهد «سابقة أولى من نوعها».
وفي سياق متصل، أفادت مصادر في مدينة عتق بمركز محافظة شبوة بمقتل ضابط في شرطة المرور يدعى «محمد خميس النسي»، برصاص مسلحين يُعتقد أنهم من «القاعدة».