في ظل قلق متزايد من إطاحة مليشيات الحوثيين في اليمن بالرئيس «عبدربه منصور هادي»، وفرض واقع سياسي جديد، شن تنظيم «القاعدة» والقبائل المناصرة له في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، جنوب صنعاء، الأحد، هجوماً مضاداً على الجماعة، بعد ساعات على اقتحامها معقله الرئيس في منطقة «المناسح».
وتوعد التنظيم بـ«نهش أكباد الحوثيين» ونقل المعركة معهم إلى «كل مدينة وشارع وبيت وغرفة»، بينما تراكمت بوادر انفصال الجنوب عن الشمال، حيث عقد النواب الجنوبيون الأحد، اجتماعهم في عدن، بموازاة الاجتماع الرسمي المنعقد في صنعاء، وأعلنوا تأييدهم مطالب المحتجين المعتصمين الداعين إلى انفصال جنوب اليمن.
جاءت هذه التطورات في ظل طريق مسدود بحسب تشكيل الحكومة المرتقبة، إثر اعتراض أحزاب «اللقاء المشترك» على صيغة توزيع الحقائب، وعقب خروج الرئيس «هادي» عن صمته حيال تمدد الحوثيين في المحافظات اليمنية ودعوته لانسحابهم فوراً منها ومن صنعاء، مشيرًا ضمنًا إلى تخلي المؤسسة العسكرية عنه.
وبحسب مصادر قبلية لصحيفة «الحياة» فإن مواجهات عنيفة اندلعت فجر (الأحد-الإثنين) بين مسلحي تنظيم «القاعدة» يدعمهم رجال القبائل المناصرون له وبين الحوثيين في محيط مدينة رداع، في سياق استعادة التنظيم لمعقله في منطقة «المناسح» التي اقتحمتها الجماعة الأحد، بعد معارك دامت أكثر من عشرة أيام، وواكبها قصف جوي للطيران اليمني وطائرات أميركية من دون طيار طاول مواقع التنظيم.
وأضافت المصادر أن مسلحي التنظيم فجروا سيارة مفخخة في تجمعٍ للحوثيين في أحد الحصون التي سيطروا عليها في «المناسح»، ما أدى إلى سقوط 30 قتيلاً بينهم قيادي قبلي ينتمي إلى المنطقة، التحق بجماعة الحوثيين مع عدد من أنصاره ويدعى «ماجد الذهب»، وهو أحد أقارب زعيم التنظيم في البيضاء، «نبيل الذهب».
وتابعت المصادر أن «مواجهات أول أمس شملت مناطق خبزة والمناسح وسائلة الجراح ومحيط جبل الثعالب وسلسلة جبال «اسبيل» المطلة على المناسح، حيث يحاول التنظيم استعادة تلك المناطق من قبضة الحوثيين الذين انضم إلى جماعتهم مقاتلون من أبناء قبائل «قيفة»، يرفضون وجود «القاعدة» في مناطقهم وعلى رأسهم الزعيم القبلي أحمد سيف الذهب».
وتوعّد زعيم التنظيم «نبيل الذهب» الحوثيين بـ«نهش أكبادهم»، مشيرا إلى أن انسحاب مسلحي «القاعدة» من «المناسح» كان تكتيكيا. وفي حين تحدث ناشطون مناهضون للحوثيين عن إسقاط التنظيم طائرة أمريكية من دون طيار وسط اليمن، هدد الذهب بنقل المعركة إلى كل مدينة ومنطقة، قائلاً: «نعاهد الله أن ننهش أكبادهم بأظفارنا وأن نجعل الأرض ناراً تشتعل عليهم وحمماً من البراكين الملتهبة».
ودعا البرلمان اليمني الذي عاود عقد جلساته إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، وتولّي الأجهزة الأمنية والعسكرية مسؤولياتها في مواجهة «الأعمال الإرهابية واتساع المظاهر المسلحة».
فيما أكد مبعوث الأمم المتحدة «جمال بنعمر» في بيان أنه كثّف مشاوراته مع قادة الأطراف السياسية والتقى السفيرين الأميركي والسعودي، مشدداً على «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة كخطوة مهمة للدفع بالعملية السياسية إلى أمام».