قُتل 18 من مسلحي الحوثيين في هجمات متفرقة نفذها مقاتلو تنظيم القاعدة، وتمكنوا من السيطرة على مدينة مهمة وسط اليمن بحسب مصادر قبلية.
وفرض الحوثيون القادمون من شمال البلاد سلاحهم على القرار السياسي في اليمن الشهر الماضي بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء وسط مقاومة لا تذكر من وحدات الأمن والجيش اليمني.
وتقدم الحوثيون منذ ذلك الحين إلى وسط اليمن وخاضوا مواجهات ضد رجال قبائل سنية ومقاتلي القاعدة.
واحتدم القتال في عدة محافظات وأثار قلق المملكة العربية السعودية المجاورة.
وقالت المصادر القبلية إن ما لا يقل عن عشرة من ميليشيات الحوثيين قتلوا عندما قصف مقاتلو «أنصار الشريعة» المرتبطون بالقاعدة منزلا في بلدة رداع في محافظة البيضاء ليل الأحد.
وأضافت المصادر أن ثمانية مقاتلين حوثيين اخرين قتلوا في اشتباكات على أطراف رداع.
وقالت «أنصار الشريعة» في تقرير من منطقة العرش في البيضاء إن عشرات الحوثيين قتلوا أو جرحوا في اشتباكات منذ مساء الأحد. وأضاف التقرير أن المعارك مستمرة حتى هذه اللحظة.
ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات في صفوف جماعة «أنصار الشريعة».
ويبلغ سكان رداع 60 ألفا وهي معقل لأنصار الشريعة منذ وقت طويل. ويضم «أنصار الشريعة» في صفوفهم مقاتلين من قبائل محلية اشتد غضبها بسبب اجتياح الحوثيين محافظات اليمن واستباحتهم لمقار الحكومة ومنشآت عامة مثل الجامعات والمدارس، فضلا عن اقتحام منازل زعماء سياسيين وقبليين سنة.
ويتلقى الحوثيين دعما من طهران. وأشارت تقارير إلى ترحيب خليجي بصعودهم الذي جاء على حساب حزب الإصلاح المحسوب على الإخوان باليمن.
ويتزايد القلق الدولي ازاء الاضطرابات في اليمن المجاور للسعودية والذي يطل على ممرات شحن دولية بالإضافة إلى خطر استخدام القاعدة البلاد كنقطة انطلاق لهجمات في الخارج.
القاعدة تتقدم
وفي تطور مهم قال سكان ونشطاء إن مقاتلي القاعدة ساروا إلى مدينة العدين في محافظة إب بوسط البلاد واستولوا على مبان حكومية ورفعوا رايتهم ذات اللونين الأسود والأبيض عليها.
وقال ساكن من العدين «دخلوا عند منتصف النهار واجتاحوا المدينة ورددوا تكبيرات واستولوا على مجمع الحكومة دون مقاومة».
وقال سكان أيضا إن مسلحين سنة دمروا منزل أحد الحوثيين بالمنطقة والذي كان يحاول تجنيد مقاتلين للانضمام إلى لجنة شعبية وهي عبارة عن قوة شرطة أقامها الحوثيون في أجزاء أخرى من البلاد.
وفي بيان صدر يوم الأحد قالت لجنة من رجال قبائل محليين إنها لن تتساهل مع وجود أي ميليشيا مسلحة من أي طرف في محافظة البيضاء ودعت الحكومة المركزية إلى التدخل للحفاظ على النظام.
وتجنبت القوات المسلحة اليمنية مواجهة الحوثيين منذ تقدمهم إلى صنعاء الشهر الماضي مما أثار تكهنات بأن الرئيس «هادي» يسمح ضمنيا للجماعة بالتحرك بحرية في الوقت الذي يتم فيه تشكيل حكومة جديدة.
وفي دلالة اخرى على الفوضى المتزايدة قالت مصادر عسكرية وأمنية إن مسلحين من القاعدة هاجموا يوم الاثنين مطار أم المغارب العسكري في محافظة حضرموت بشرق البلاد على مقربة من الحدود السعودية ونهبوا المعدات.