أفادت شبكة «إرم» الإخبارية الإماراتية بأن خلافات حادّة نشبت بين قيادات جماعة «الحوثي»، متسببة بانقسام في المجلس السياسي للجماعة الذي فشل في عقد اجتماعه الأخير يوم السبت الماضي، ليتقرر انعقاد الاجتماع مرة أخرى في محافظة صعدة شمالي البلاد برئاسة زعيم الجماعة «عبدالملك الحوثي».
وقد أوضحت مصادر سياسية مطلعة أن الخلاف تركز حول السيطرة والتوسع المفاجئين للجماعة على محافظات أخرى، وتمدد الجماعة دون أية مقاومة حكومية، وهو ما اعتبره فريق في المجلس السياسي للجماعة بـ«الفخ» الذي يراد من خلاله إسقاط الجماعة بنفس السرعة التي صعدت بها، بحسب شبكة «إرم».
كما أشارت المصادر إلى أن هناك فريقاً آخر يتزعمه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية اليمنية «صالح الصمّاد»، يرى أن الوقت مناسب لاستمرار الجماعة في سيطرتها على أكبر قدر ممكن من المناطق اليمنية قبل تشكيل الحكومة.
وبحسب المصادر، فإن الخلاف تفاقم خلال الاجتماع الأخير الذي لم يخرج بأية نتائج، وتقرر إرجاؤه إلى موعد غير مسمى في معقل الجماعة بمحافظة صعدة بقيادة زعيم الجماعة «عبدالملك الحوثي» للفصل في الخلاف الذي تسبب بانقسام في المجلس السياسي للجماعة.
استمرار النزيف الحوثي
هذا وتواصل مليشيات «الحوثي» تمددها بقوة السلاح في مناطق جنوب اليمن، بعد استيلائها على صنعاء، وقبلها محافظة عمران شمالي البلاد ثم ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، وبذلك أصبح بإمكان الحركة الحصول على إمدادات بالسلاح عن طريق البحر.
وأكدت مصادر يمنية مطلعة أن «الحوثيين» بسطوا سيطرتهم الكاملة على محافظة حجة الحدودية مع السعودية، كما أكدت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط» أن الحوثيين تسلموا المحافظة من دون مقاومة، بعد أن سيطروا على معظم المديريات هناك خلال الأشهر القليلة الماضية.
وراتفع ضحايا المواجهات المسلحة بين «الحوثيين» و«أنصار الشريعة» في منطقة رداع وبعض مناطق محافظة ذمار الحدودية وسط اليمن، والتي تواصلت منذ أمس الإثنين، لتتجاوز 70 قتيلا معظمهم من «الحوثيين».
وأعلن اليوم عن مقتل العقيد «عبدالله الظاهري» قائد نقطة (دار النجد) العسكرية على مدخل رداع وسط اليمن، بنيران ميليشيات الحوثيين بالإضافة إلى 3 جنود كانوا برفقته.
وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن 15 شخصا معظمهم من الحوثيين قُتلوا في تفجير سيارة استهدف تجمعا لعناصر الجماعة في مدينة رداع، بمحافظة البيضاء.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تدور في الوقت الراهن بين مسلحين من تنظيم القاعدة ومسلحين حوثيين في مدينة رداع وسط اليمن، ولكنها لم تعط تفاصيل عن وقوع ضحايا.
وفي رداع كذلك قال مصدر محلي إن 53 مسلحا من جماعة الحوثي قُتلوا، أغلبُهم في اشتباكات مع القبائل، في حين قُتل 23 منهم في انفجار عبوات ناسفة، زرعها مقاتلو القاعدة في حصن دار كُزم.
كما قتل ثلاثون من جماعة الحوثي في اشتباكات مع القبائل في منطقتي المناسح ووادي تاه في رداع بمحافظة البيضاء (150 كيلومترا جنوب شرق صنعاء)، كما شهدت المدينة انفجار سيارة ملغمة أمام منزل رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام «عبد الله إدريس».
وكانت مليشيات «الحوثيين» قد اقتحمت مدينة رداع يوم الجمعة الماضي، مع تواصل المعارك في إب جنوب غرب اليمن بين مليشيات «الحوثي» ومسلحي القبائل، والتي أفضت إلى مقتل 20 شخصا، كما سمع دوي انفجارات ووقوع اشتباكات عنيفة بين «الحوثيين» ومسلحي القبائل في محافظة إب اليمنية.