القاعدة في اليمن تتبنى استهدف مقر السفير الإيراني بصنعاء .. ما هي دلالات الحادث؟

الخميس 4 ديسمبر 2014 10:12 ص

أعلن تنظيم القاعدة في اليمن، اليوم الخميس، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مقر إقامة السفير الإيراني في صنعاء يوم أمس الأربعاء، مؤكدا أن العملية نُفذت بواسطة سيارة مفخخة نجح عناصر التنظيم في ركنها قرب السفارة.

ووفقا للبيان، فقد تم تفجير السيارة بعد ركنها، ما يشير إلى أن العملية لم تكن هجوما انتحاريا، وقد زعم التنظيم أن التفجير أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الإيرانيين العاملين بالسفارة، إلى جانب عدد من الحراس، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي لحق بالمبنى المستهدف.

وأكد التنظيم، في البيان الذي لم يتمكن موقع «الخليج الجديد» من تأكيد صحته بشكل مستقل وجرى تداوله عبر مواقع إلكترونية مختلفة، أن العملية نجحت في اختراق الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها القوات الأمنية اليمنية والمجموعات المسلحة التابعة للحوثيين حول المقر لحمايته.

يأتي ذلك على خلفية وقوع انفجار عنيف هز «حي المخابرات» في العاصمة اليمنية صنعاء، صباح الأربعاء، أوقع عدد من الضحايا ولم تصدر أي جهة مسؤوليتها عنه.

وأضافت المصادر أن الانفجار، وقع بسيارة مفخخة  قرب بوابة مقر إقامة السفير الإيراني، محدثا فجوة بالجدار الخارجي،  كما أدى إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة حيث شوهد بعض الجرحى ينقلون من هناك، على حد قولهم. وقد أوضح مسؤولان من وزارة الداخلية اليمنية، لشبكة «سي إن إن» إن السفير، الذي استلم مهام منصبه مؤخرا، لم يكن داخل المقر ساعة التفجير، الذي أودى بحياة حارس وإصابة 6 آخرين، على الأقل.

وبالمقابل، أوضح شهود عيان أن 3 من حراسة بيت السفير وسكان منازل مجاورة قتلوا  في الحادث و أُصيب آخرون، مشيرين إلى أن بيت السفير تحت الصيانة والترميم وكان بداخله عمال لذات الغرض أصيب عدد منهم بدورهم.

في غضون ذلك،  صرح مصدر أمني بحسب ذات المصدر، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن لقاءً بين زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، المفترض تلقيهم دعم من إيران، مع قيادات من حزب الاصلاح اثار حفيظة «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، على حد قوله.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد شن هجوماً لاذعاً على حزب التجمع اليمني للإصلاح «الاخوان المسلمين»، على خلفية زيارة وفد من قيادات الحزب الى صعده ولقائه بزعيم مليشيات الحوثيين في حركة «أنصار الله»، «عبدالملك الحوثي».  واتهم التنظيم في منشور على حساب له بموقع تويتر، حزب الإصلاح، بـ«الخيانة».

وبالمقابل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، إن جميع طاقم البعثة الدبلوماسية بخير، طبقا لوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية.

الرسائل من وراء التفجير

ويعتبر الانفجار و الأول من نوعه الذي يستهدف مصلحة إيرانية بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ومناطق أخرى باليمن، منذ أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.

وكان مسلحون قد اغتالوا في يناير/ كانون الثاني الماضي الإيراني «علي أصغر أسدي»، كما تم أيضًا اختطاف الدبلوماسي «نور أحمد نيكبخت».

فيما يرى مراقبون أن العملية تحمل رسالات عده لجهات داخلية وخارجية، حيث تعتبر على المستوى المحلي إخفاقًا وفشلًا أمنيًا لجماعة الحوثي التي تتولى زمام الأمور الأمنية في صنعاء منذ سيطرتها عليها أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

كما يحمل الهجوم رسالة أخرى للحوثيين مفادها أنّهم لن يستطيعوا ضبط الأمن بصنعاء ولا المدن الأخرى من خلال القوة في إشارة من القاعدة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم أنّها قادرة على تنفيذ تهديداتها السابقة باستهداف الحوثيين.

وفي دلالة على إظهار عجز الحوثيين عن إمساك زمام الملف الأمني بصنعاء، اختار المنفذون للهجوم مقر سكن سفير إيران المتهمة بدعمهم بالرغم من تواجده في حي حده الراقي الذي يضم مقار دبلوماسية أخرى تتمتع بتحصينات أمنية شديدة.

وعلى المستوى الخارجي، حمل الهجوم رسالة للحكومة الإيرانية خلاصتها أن دعمها للحوثيين للحكم بالقوة ودون طريقة ديمقراطية على حساب بقية فئات الشعب سيجعل مصالحهم أهدافًا لعمليات مشابهة ما داموا لم يغيروا من سياساتهم.

غير أن هناك من يرى أن ثمة رسالة أخرى ربما يستفيد منها طرف ثالث غير الجهة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم وهي عدم رضاها لتطبيع العلاقات مع طهران وتسوية الخلافات بين البلدين في أعقاب اتهام النظام اليمني لنظيره الإيراني بالتدخل بشؤونه ودعم الحوثيين رغم النفي الإيراني.

هذا وقد شهدت العلاقات بين كل من اليمن وإيران، توترًا أدى إلى عدم تعيين إيران سفيرًا لها في اليمن منذ عامين في ظل رفض النظام اليمني اعتماد أوراق أي سفير حتى بلغ الأمر ذروته باتهام الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» طهران صراحة بمقايضة صنعاء بدمشق.

وتكررت اتهامات الرئيس «هادي» لإيران بالتدخل في شؤون بلاده، ودعوته إياها إلى إقامة علاقة مع الشعب وليس مع فئة فقط، منذ بدء الحوثيين منتصف أغسطس/آب الماضي حيث بدأت مليشيات الحوثيون تصعيدها لإسقاط الحكومة قبل أن يتحقق لها ذلك ويسيطروا على صنعاء بعدها.

ومثّل حادثة ضبط السلطات اليمنية سفينة السلاح القادمة من إيران «جيهان1» أواخر يناير/ كانون الثاني 2013، منعطفًا جديدًا في مسار العلاقات وأدخلها طورًا آخر من التعقيد والتأزيم وقد حاولت طهران مرارًا الإفراج عن طاقهما.

وفي سبتمبر/ أيلول 2012، أعلنت السلطات اليمنية القبض على «خلايا تجسس إيرانية» في صنعاء، واتهمت صنعاء طهران بدعم فصيل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الذي يتزعمه علي «سالم البيض» نائب الرئيس اليمني الأسبق.

وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت منذ اندلاع الحرب الأولى في محافظة صعدة عام 2004 بين نظام الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» ومليشيات الحوثيين، واتهام إيران بدعم مسلحي الجماعة، وساءت أكثر مع ضبط صنعاء سفينة أسلحة عام 2009 اتهمت طهران بتوجيهها للحوثيين.

بدورها، طالبت إيران السلطات اليمنية بالقبض على من يقف وراء الهجوم الذي استهدف مقر السفير الإيراني في صنعاء الأربعاء، ومعاقبته. واستدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال اليمني بطهران وأبلغته استياء الحكومة الإيرانية وتسليمه احتجاجا رسميا على الهجوم، وطالبت الحكومة اليمنية باتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية السفارة الإيرانية بصنعاء.

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين أنصار الشريعة أنصار الله إيران تفجير

«القاعدة» تتوعد «الحوثيين»: نعاهد الله أن ننهش أكبادكم بأظفارنا

القاعدة تهدد بالزحف إلى صعدة والحوثيون يقتحمون "الداخلية" ويرفضون المشاركة في الحكومة

مقتل سعودي بارز في تنظيم «أنصار الشريعة» بغارة أمريكية في اليمن

السعودية ترى انتصارات الحوثيين مكاسب لإيران

اليمن يدعو لتعزيز التعاون الأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي

السعودية تعلق المساعدات المالية في اليمن خوفا من الحوثيين

الرئيس «هادي» لسفير إيران: «العلاقة عبر القنوات الرسمية وليس على مستوى المليشيات»

اليمن: نحو 30 قتيلا و50 مصابا في انفجار سيارة ملغومة بصنعاء

مقتل العشرات في قصف أمريكي على معسكر تدريب لـ«القاعدة» في اليمن