خفضت الكويت سعر بيع غاز البترول المسال «البروبان» لشهر يناير/كانون الثاني بشكل حاد وبقيمة وصلت إلى 125 دولارا للطن المتري الواحد، وذلك بنسبة 22% من قيمته، ليصل إلى 425 دولارا، مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث وصل سعره إلى 550 دولارا للطن المتري.
ويرى مراقبون أن هذا الخفض الكبير في الأسعار، يشير إلى أن الكويت العضو في منظمة «أوبك»، ترى أن سوق النفط العالمية قد تتجه لمزيد من الهبوط على المدى القصير، وهو ما يهدد ميزانيتها العامة بعجز كبير، نتيجة اعتمادها على صادرات النفط في توفير أكثر من 95% من موارد الدولة.
وقالت مؤسسة البترول الكويتية في بيان صحفي، أمس الإثنين، إنها خفضت سعر بيع غاز «البيوتان» إلى 470 دولارا للطن المتري الواحد خلال يناير/كانون الثاني الجاري، بتراجع قدره 100 دولار مقارنة مع ديسمبر/كانون الأول، الذي سجل 570 دولارا. وقد كانت الكويت قد خفضت أسعار بيع «البروبان» و«البيوتان» لشهر ديسمبر الماضي، بقيمة بلغت 60 و30 دولارا للطن المتري الواحد لكلا الغازين على التوالي.
وبدأت الكويت رحلة من التقشف في مسعى للتعاطي مع أزمة تراجع أسعار النفط عالميا، بدأها بزيادة كبيرة في أسعار الديزل، من المقرر أن تتبعها أيضا زيادة في أسعار الكيروسين والكهرباء.
ويستخدم غازا البترول المسال «البروبان والبيوتان» في صناعة البتروكيماويات، إضافة إلى استخدامات أخرى كوقود للطبخ وفي مجالات التدفئة وغيرها.
يأتي ذلك بالتزامن مع انخفاض سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس الإثنين، 3.99 دولار، ليستقر عند مستوى 47.36 دولار مقارنة بـ51.35 دولار للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وانخفضت عقود مزيج برنت أيضا دون مستويات 55 دولارا للبرميل وسط تصاعد المخاوف بشأن ما تشهده الاسواق من ارتفاع مستوى المعروض النفطي وعدم اتضاح الرؤية بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
وتأثرت الأسعار بقراري أحد أهم منتجي ومصدري النفط في العالم، أي العراق والسعودية، حيث تخطط العراق لتوسيع صادراتها من النفط لتصل الى مستوى 3.3 مليون برميل يوميا خلال شهر يناير الجاري مقارنة مع شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي سجلت الصادرات فيه مستوى 2.94 مليون برميل، في حين قررت السعودية خفض أسعار نفطها بصورة كبيرة خلال الشهر الجاري والمصدر للمشترين الأوروبيين.
وكانت منظمة الدول المصدرة للبترول، «أوبك»، قد قررت في اجتماعها الاخير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تثبيت سقف انتاجها من النفط الخام، ما ساهم في استمرار وتيرة انخفاض أسعار النفط التي بدأت قبل انعقاد الإجتماع بفترة في وقت ساهم ضعف الطلب العالمي على النفط في دعم مسار انخفاض الاسعار.
وجرى تداول عقود النفط الخام في بورصة نيويورك التجارية أمس حول مستوى 50.16 دولار للبرميل في حين جرى تداول عقود برنت عند مستوى 53.28 دولار للبرميل، وهوى سعر برميل النفط بشدة منذ يونيو/حزيران الماضي ليفقد ما يفوق 50% من قيمته، إذ يجري تداول الخام حاليا عند مستويات تقل عن 56 دولارا للبرميل، مقابل 115 دولارا للبرميل في يونيو.