نشطاء يستنكرون زيارة «إياد مدني» للقدس ويعتبرونها دعوة إلى «التطبيع»

الخميس 8 يناير 2015 05:01 ص

استنكر نشطاء ودعاة خليجيون وعرب الزيارة التي قام بها «إياد مدني» أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي والمسؤول السعودي السابق إلى القدس، في ظل حماية مشتركة من الجيش الصهيوني والأوقاف الأردنية والفسلطينية وحثه المسلمين لزيارة القدس، بحجة إثبات أحقية المسلمين فيها ، في تشابه مع زيارات و تصريحات مماثلة قام بها مسئولون عرب أبرزهم «صباح الخالد» وزير الخارجية الكويتي في سبتمبر الماضي، و«علي جمعة» مفتي الديار المصرية الأسبق في أبريل 2012، و«الحبيب علي الجفري» الصوفي اليمني في 2011، والذي يعمل مستشاراً دينياً لدى ولي عهد أبوظبي، ومن قبلهما أعتدى المقدسيون بالأحذية على وزير الخارجية المصري الأسبق «أحمد ماهر» لدى زيارته للقدس في 2003، كما زار القدس أيضاً عدد من الفنانين العرب ومنهم الكويتي «عبد الله الرويشد» والقطري «علي عبد الستار» والمصري «محمد فؤاد» والتونسي «لطفي بوشناق».

توقيف صهيوني

وتحتاج زيارة القدس لموافقة الاحتلال الصهيوني الذي فرض على فلسطيني الضفة والقطاع الحصول على تصاريح تمكنهم من الدخول إلى المدينة عبر بواباتها الخرسانية الضخمة، وتعطي إسرائيل هذه التصاريح وتمنعها وفقاً لسياستها الخاصة.

ويستخدم زائرو القدس من الشخصيات الإسلامية والعربية جملة مختلفة من التأويلات لزياراتهم، أشهرها الجملة المنسوبة لمفتي الديار المصرية الأسبق «علي جمعة»،« زيارة السجين،لا تعني التطبيع مع السجّان .. المفتي يرفض كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني»، أما «الجفري» فصرح آنذاك لسكاي نيوز أن «التطبيع كلنا نرفضه، الخلاف بيننا هل الزيارة للقدس تعد تطبيعاً أم لا».

 وبات مسلماً أن أمراء الأردن شريكاء في جميع الزيارات الرسمية للقدس، فالأمير «غازي» صحب «علي جمعة» في زيارته، والأمير «هاشم» صحب «الجفري».

بدوره برر الصحفي السعودي «جمال خاشقجي» عبر حسابه موقف «إياد مدني» واصفاً إياه بـ«الشجاع»، رغمه أنه كان قد أدان قبلا نية الشيخ «العريفي» تصوير مقطع بأحد برامجه في القدس واعتبرها خيانة وتطبيعا.

لقاء خليجي – صهيوني

بعض المغردين كشفوا أن زيارة مدني للقدس لن تكون الأخيرة، حيث اعتبر «عبد الله علي الجبرين» أن ذلك «أمر طبخ بليل وفاح ريحه وأثره ظهر للعيان»، ووافقه «عبد المحسن هلال» قائلاً: «عودة المرجفين في المدينة لدعاوى التطبيع أمر أخطر من التطبيع».

ونشر مغردون تسريبات تكشف عن السر وراء الزيارة نشرتها صحيفة «معاريف» العبرية تفيد بأن وزير خارجية دولة الاحتلال الصهيوني «أفيغدور ليبرمان» توجه في الأول من يناير الحالي إلى باريس في زيارة غير مبرمجة، للإلتقاء بشخصيات خليجية بارزة.

ونسبت الصحيفة الخبر إلى الناطق باسم وزارة الخارجية الصهيونية - لم تحدد اسمه –الذي  أكد لها أن الزيارة «تتعلق بأمور تهم الوزارة» دون أن يحدد طبيعتها ، وقالت الصحيفة أن  «ليبرمان» أقام في فندق راق بباريس عادة ما ترتاده الشخصيات الخليجية، مضيفة أنه من المرجح أن يكون هدف اللقاء هو مناقشة الفكرة التي طرحها «ليبرمان» مؤخرًا والهادفة إلى «حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني»

وكان «ليبرمان» قد صرح في يونيو الماضي بأنه «يجب على إسرائيل إقامة علاقات سلمية مع دول عربية معتدلة بينها دول الخليج»، أتبعها بتصريحات لـ«جيروزاليم بوست» في أغسطس الماضي قال فيها «إن المبادرة السعودية لعام 2002، يمكن أن تشكل "الأساس" لترتيب علاقات إسرائيل مع العرب طالما أنها لا تتضمن أى إشارة إلى حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة، موضحا أن لب المبادرة ليست الاتفاق فقط بين إسرائيل والفلسطينيين وإنما أيضا الترتيب مع العالم العربى كله»

بين «مدني» و«القرني»

الداعية السعودي الدكتور «عوض القرني» كان من أبرز المنتقدين لتصريحات «إياد مدني» التي دعا فيها إلى اختيار القدس عاصمة للسياحة الإسلامية، ودعوته «نريد إيجاد صيغة لوكالات السياحة الفلسطينية والأردنية لنهيئ الفرصة للمسلمين الراغبين بزيارة القدس وفلسطين كما هي الصيغة في السعودية لإقامة العمرة والحج» موكداً لأن مجيئنا إلى هنا يؤكد أحقيتنا جميعا في القدس والأقصى.

من جانبه دشن «د. عوض القرني» هاشتاج #القدس_أم_التطبيع عبر حسابه على «توتير» وقال إن «زيارة أمين منظمة التعاون الإسلامي للضفة الغربية والقدس أفرزت كثيرا من التساؤلات المربكة ولم تقدم أي إجابات مقنعة».

وأضاف أن« إياد مدني» -وهو وزير سعودي سابق ويقود منظمة تستضيفها السعودية وكانت وراء إنشائها- وهو أيضا يقود المنظمة الرسمية الوحيدة التي تجمع حكومات العالم الإسلامي  ﻷول مرة منذ مائة عام فهو ﻻ يمثل نفسه وﻻ بلده فقط..ويمثل الحكومات ويسعى لينال ثقة الشعوب في مسعاه حيث لم يكتف بزيارته بل دعا المسلمين للزيارة.

وأشار إلى أن «زيارته تمت بإذن صهيوني وعندما أراد دخول القدس منعه حاجز صهيوني فكيف بغيره؟»، وبالمقابل قال «القرني» :«ألم تكن غزة التي طرد منها الصهاينة وشنت إسرائيل عليها حروبا متتالية أولى بزيارة معاليه لفك الحصار عنها ودعم استقلالها؟».

وأضاف ساخراً: «إن كان الهدف من دعوة الشعوب لزيارة القدس هو دعم سكانها من العرب لتثبيتهم فإنه يكفي لذلك مليار دوﻻرمن أموال العرب في الغرب».

و ختم «القرني» تغريداته بأبيات شعرية تقول  «المسجد اﻷقصى أجئت تزوره، أم جئت من بعد الضياع تودعه.. وما أدناه ﻻ يبقى سوى دمع، لنا يهمي وسن نقرعه .. يا أيها المسلم الذي لمعالم الرجس نكس، جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس .. كل المساجد طهرت وأنا على شرفي أدنس».

مؤيدون: الزيارة لا تعني التطبيع

ورغم الفتاوى المجمعية إلا أن تعليقات البعض على الهاشتاج كانت مثلما قال «عادل الحارثي» إنها «خطوة جريئة ودعوة مدروسة بعناية من أمين عام المنظمة الاسلامية الدكتور والمفكر إياد مدني»...«سيكون لهذه الدعوة تبعاتها..لكنها قويه لكي تبقى وتستمر وتغير وجه التاريخ..سنسعد بزيارة القدس ونصلي في المسجد الاقصى رغم أنف الاحتلال».

وغرد آخر قائلاً: «نحن بحاجة لأن يعرف الغرب بأننا اصحاب حق في القدس الشريف»

وغرد الكتتب السعودي «خاشقجي» قائلاً: «زيارة القدس لا تعني قبول الاحتلال ، انها تعيد القدس للوجدان والذاكرة، دعم للمقدسين ، وتشرك العرب والمسلمين في نضال حقوقي مع الفلسطينين..أياد مدني شجاع ..يعلم أنه يواجه تيار  كل شيء أو لاشيء».

خيانة للقدس

جانب كبير من المغردين على الهاشتاج الذي أطلقه «القرني» أو غيره من الوسوم  المماثلة أن دعوة «مدني» هي دعوة للتطبيع لا للزيارة، حيث كتب «أبو علي بن علي» قائلاً: «نرجو أن تكون خطوة نافعة إن فعلت بعد استرداد الحق الفلسطيني في الأرض وعاصمتها القدس بإذن الله وقتها نعم للسياحة هناك».

وقال «أمير سعيد»:«لا تدعوهم يلبسون عليكم المصطلح :العلاقة الوثيقة مع الصهاينة ليست "طبيعية" بل "خيانية"». واتفق «عبدُالرَّحمـن مُحمّد» معه قائلا:«دعوات التطبيع وزيارة القدس بتاشيرات الصهاينة خيانة وتكريس للاحتلال».

وسأل أحد المغردين إياد مدني «هل دخل القدس بتأشيرة صهيونية بدون أذن من السعودية»،

ورأى « أحمد الشريف» أن «زيارة مخيم للاجئين السوريين وتقديم الدعم لهم خير من زيارة القدس في ظل هذه الظروف»، وقال «حبيب الشمري» إن« التطبيع والمطبعين من السادات إلى الآن قوافل خائنة لتقوية الاستبداد وضرب الجهاد الحقيقي».

فيما رأى «حسام بدران» القيادي بحماس أن «القدس تحتاج إلى من يحررها لا إلى من يزورها تحت الاحتلال».

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القدس فلسطين التطبيع

رفض إسلامي واسع لزيارة «إياد مدني» القدس المحتلة .. وحماس تعتبره «خدمة مجانية لإسرائيل»

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو آلاف المسلمين لزيارة القدس المحتلة

خطوة غير مسبوقة: الأمين العام لـ«منظمة التعاون الإسلامي» يزور القدس المحتلة والمسجد الأقصى

إذاعة الاحتلال: وفد أكاديمي أردني زار (إسرائيل) سرّا

«التعاون الإسلامي» توافق على مناقشة مقترح الإمارات بعمل ميثاق برلماني لمحاربة الإرهاب

تل أبيب في «سنابشات»!

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي.. والتطبيع مع الاحتلال!

«عبدالله بن زايد» يبحث مع «مدني» تعزيز دور «التعاون الإسلامي» إقليميا ودوليا

للمرة الثانية.. الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يزور الضفة الغربية خلال أيام