كررت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، رفضها لزيارة العرب والمسلمين لمدينة القدس، والمسجد الأقصى، تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد «سامي أبو زهري»، المتحدث الرسمي باسم الحركة، في بيان صحفي نشره اليوم الثلاثاء، عن رفض حركته لدعوة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد مدني»، المسلمين في أرجاء العالم لزيارة القدس والمسجد الأقصى. مضيفًا أن «أبواب الدفاع عن الأقصى، ودعم صمود المقدسيين لا تزال مفتوحة، وتنتظر بذل الأموال للحفاظ على الأقصى والمقدسات»، وفق قوله.
وتؤكد حركة «حماس» رفضها لأي دعوات لزيارة المسجد الأقصى، حيث تعتبر ذلك «خدمة مجانية لإسرائيل»، وتمثل تطبيعًا معها.
وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، «إياد مدني»، قد دعا المسلمين في أرجاء العالم لزيارة القدس المحتلة، وناشد شركات السياحة تيسير ذلك لهم، كما أعلن اختيار المدينة المقدسة «عاصمة للسياحة الإسلامية» لعام 2015.
وقال خلال حضوره افتتاح معرض «القدس في الذاكرة» بمدينة رام الله في الضفة الغربية الأحد الماضي، إن «المجيء إلى القدس تأكيد على أحقيتنا بالمسجد الأقصى والقدس الشريف، مهما كانت الصعوبات والعثرات، وتعبير عن تمسكنا بهذا المكان الذي لا نقبل أن ينازعنا عليه أحد». وذلك قبل أن يتمكن اليوم التالي، أول أمس الإثنين، من زيارة القدس المحتلة بصحبة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني «أحمد محمد هليل».
من ناحيته، اعتبر رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر «رائد صلاح» أن زيارة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد مدني» إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة ودعوة المسلمين لزيارته؛ «تطبيع غير مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي»، وهو ما اتفق معه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «علي القرة داغي»، بدوره.
وقال الشيخ «رائد صلاح» في مقابلة سابقة مع شبكة الجزيرة، إن الزيارة «عثرة مؤلمة وتطبيع غير مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي». وأعرب عن أسفه لهذه الزيارة، التي قال إن مردودها «يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي ويكرس السيادة الباطلة على القدس والمسجد الأقصى المبارك».
ولم يختلف عنه في ذلك الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «علي القرة داغي»، الذي أكد رفضه القاطع لمثل هذه الدعوة. معتبرًا زيارة المسلمين للقدس والمسجد الأقصى بمثابة تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح أنه يؤيد فقط زيارة القدس من قبل الفلسطينيين أو من هم من أصول فلسطينية أو من له مصلحة حقيقية، وفق تعبيره.
وعن الموقف الرسمي للاتحاد تجاه هذه الدعوة، أشار «القرة داغي» إلى أن الاتحاد لم يتخذ موقفا بهذا الشأن، وقال إن الموضوع سيطرح على مجمع الفقه الإسلامي الذي سيعقد في الكويت في أبريل/نيسان المقبل.
وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد مدني» قد دافع عن زيارته إلى المسجد الأقصى، وقال في كلمة ألقاها أول أمس الاثنين بعد أدائه الصلاة بمسجد قبة الصخرة إن هذه الزيارة «حق لكل المسلمين».
غير أن الأزهر والكنيسة المصرية جددا كذلك رفضهما زيارة القدس، ردا على الدعوة التي وجهها «مدني» لزيارة القدس والأقصى.
كما أدانت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن زيارة «مدني» للأقصى، وقالت في بيان «لم نستغرب مطلقا هذه الزفة التي نظمت للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى رام الله لأجل أن يؤدي الدور المطلوب منه في تحليل زيارة القدس تحت راية الاحتلال ولفائدته وبشروطه والقفز على امتهانها وهوان أهلها واستهداف بقعتها وإنسانها وعرانها وهويتها».
أما فلسطينيا، فقد قال وزير شؤون القدس ومحافظ المدينة «عدنان الحسيني» إن المسجد الأقصى والقدس «بحاجة إلى وقفة جادة من الدول العربية والإسلامية».
من جهته، رحب مفتي القدس والديار الفلسطينية «محمد حسين» في كلمة بالمسجد الأقصى، بالأمين العام لمنظمة التعاون واصفا دعوته للمسلمين بزيارة المسجد الأقصى والقدس بأنها «جريئة ومتقدمة».
تجدر الإشارة إلى أن من يريد زيارة القدس يحتاج إلى موافقة السلطات الإسرائيلية التي تفرض كذلك على الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة الحصول على تصاريح خاصة تمكنهم من دخول المدينة، ولا تمنح عادة هذه التصاريح إلا لمن يتجاوز الخمسين عاما.