صرح وزير النفط الإماراتي «سهيل بن محمد المزروعي»، اليوم الثلاثاء، إن منظمة «أوبك» لن تغير استراتيجيتها في إنتاج النفط، كما استبعد حدوث أي انتعاش مفاجئ في الأسعار.
وخلال كلمة لـ«المزروعي» في مؤتمر لصناعة الطاقة بأبوظبي، قال أن «الاستراتيجية لن تتغير..»، مضيفًا أن عدم تغيير الإنتاج «يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية وأن عليهم الاقتداء بأوبك في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو».
وقال «لاحظنا تخمة معروض بسبب النفط الصخري وهو ما ينبغي تصحيحه»، وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي شهد تراجع خام برنت إلى حوالي 46 دولارا للبرميل، مقتربا من أقل سعر منذ قرابة 6 سنوات إثر انحداره بنسبة 5%، أمس الاثنين.
وقال «المزروعي» في كلمته، إن تراجع السعر لا يؤثر بأي حال على استثمارات الإمارات العربية المتحدة للتوسع في طاقة إنتاج النفط، لكنه أكد أنه لا يتوقع أي انتعاش مفاجئ لأسعار الخام.
وتابع المسؤول الإماراتي قائلًا: «يخبرنا التاريخ أنه كلما حاولنا التنبؤ بما سيحدث فإننا نفشل. ما أقوله هو أن من المستبعد أن نرى زيادة مفاجئة - سيستغرق ذلك وقتا..»، كما أورد أن الامر سيتوقف على ما ستشهده الأسعار خلال الربع الحالي والقادم. معتبرًا أن النصف الأول من 2015 «سيعطينا مزيدا من البيانات للتكهن بما سيحدث».
وأضاف «المزروعي» أن سوق النفط «ستستغرق وقتا كي تستقر، لكن هل يستغرق ذلك عامين أو ثلاثة أعوام؟ يتوقف الأمر على مدى عقلانية المنتجين»، مختتمًا بالتشديد على أن الحكومة الإماراتية ستشجع صندوق «مبادلة» التابع لحكومة أبوظبي وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، على البحث عن أهداف للاستحواذ وفرص استثمار سيفرزها انخفاض أسعار النفط.
يأتي ذلك تزامنًا مع تصريحات الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، اليوم الثلاثاء أيضًا، والتي قال فيها إن الدول التي تقف وراء انخفاض أسعار النفط العالمية «ستندم على قرارها»، محذرًا من أن السعودية والكويت ستعانيان مثل إيران بفعل هبوط السعر.
وهي التصريحات التي تُعد جديدة في صراحتها، باعتبار أنها المرة الاولى التي تسمّي إيران دولًا بعينها متهمًة إياها بالتسبب في تأزيم مشكلة انخفاض أسعار النفط.، حيث سبق أن اتهم «روحاني» دولا لم يحددها بالاسم، بالتآمر لخفض أسعار النفط، وقال إن الانخفاض الشديد المفاجئ في أسعار الخام ليس بسبب عوامل اقتصادية فقط.
كما أكد أن «انخفاض أسعار النفط ليس مجرد أمر عادي أو اقتصادي وليس نتيجة الركود العالمي فقط.. السبب الرئيسي له هو مؤامرة سياسية حاكتها دول بعينها ضد مصالح المنطقة والعالم الإسلامي وتصب في صالح بعض الدول الأخرى فقط».