إيران تتهم «دولا إسلامية» بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط

الأربعاء 22 أكتوبر 2014 05:10 ص

اتهمت إيران دولا إسلامية في الشرق الأوسط بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط كوسيلة لإلحاق مزيد من الضرر باقتصادها الذي قوضته العقوبات. 

وهوت أسعار النفط بنحو الربع منذ يونيو/حزيران وهو ما دفع حكومة الرئيس «حسن روحاني» للمسارعة للبحث عن مصادر بديلة للدخل للوفاء بتوقعاتها للإيرادات في الميزانية الحالية التي تفترض سعرا للنفط قدره 100 دولار للبرميل.

وقال «محمد باقر نوبخت» المتحدث باسم الحكومة أمام رجال دين شيعة في معقلهم مدينة قم يوم الاثنين: «بعض من تدعى دولا إسلامية في المنطقة تخدم مصالح أمريكا والقوى المتغطرسة (الأخرى) في محاولة الضغط على الجمهورية الإسلامية».

وأضاف: «تسبب (الغرب) في انخفاض انتاجنا من النفط من أربعة ملايين برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا .. وهذا الانخفاض الذي طرأ في الآونة الأخيرة على أسعار النفط هو أحدث حيلهم».

وجاء التراجع في سعر النفط نتيجة لزيادة المعروض ودلالات على ضعف نمو الطلب وامتناع السعودية ومنتجين كبار آخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» فيما يبدو عن خفض امدادات المعروض لرفع الأسعار.

وتماسك سعر الخام القياسي الأوروبي برنت قرب 86 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء بعدما هبط من أكثر من 110 دولارات للبرميل في يونيو/حزيران.

وسارع متشددون إسلاميون في إيران إلى تحميل السعودية مسؤولية انخفاض الأسعار لكن الرئيس «روحاني» وحكومته المعتدلة حرصا على عدم استعداء الرياض العضو في «أوبك» أيضا ومنافستهم الاقليمية من أجل تحسين العلاقات في المستقبل.

وبعد تزايد الانتقادات «لرده السلبي» على انخفاض أسعار النفط، أمر «روحاني» وزير النفط «بيجن زنغنة» في أواخر الأسبوع الماضي بابتكار «أسلوب أكثر فعالية في استخدام الدبلوماسية» لمنع مزيد من الانخفاض في الأسعار.

وإيران من بين أول الأعضاء في «أوبك» الذين يدعون عادة لخفض الامدادات لدعم الأسعار. ويقول محللون إن إيران تحتاج أسعارا مرتفعة نسبيا لإحداث التوازن بين الإيرادات والمصروفات بميزانيتها.

لكن إيران غيرت نهجها هذا الشهر وقالت إن بوسعها تحمل انخفاض اسعار النفط وإنه لا توجد خطة لاجتماع طارئ لأوبك لوقف هبوط الأسعار.

وأشار بعض أعضاء «أوبك» ومنهم السعودية والكويت إلى أنه من المستبعد أن تخفض المنظمة الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها المقرر في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني.

ولمح بعض المحللين إلى أن السعودية مستعدة لاستيعاب أثر انخفاض أسعار النفط لمساعدة الغرب وإضعاف موقف موسكو في مفاوضاتها بشأن سيادة أوكرانيا وإضعاف وضع إيران في المفاوضات مع الغرب أيضا للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

ورفضت مصادر خليجية في قطاع النفط هذه الفكرة ووصفتها بأنها محض خيال.

لا حرب أسعار

من ناحية أخرى، «بول هورسنل» محلل النفط في بنك «ستاندرد تشارترد» الذي اشتهر بتنبؤه بانتعاشة طويلة لسوق النفط قبل نحو عشرة أعوام عاد متمسكا بتوقعه اتجاها صعوديا لأسعار الخام على الرغم من أنها هبطت لأدنى مستوياتها في أربعة أعوام.

ويوم الثلاثاء خفض «هورسنل» وفريقه تنبؤهم لأسعار النفط الخام برنت في عام 2015 بمقدار خمسة دولارات إلى 105 دولارات للبرميل وهو مع ذلك قريب من الطرف الأعلى لنطاقات التنبؤ بعد موجة من التخفيضات لتنبؤات البنوك خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقالوا إنه سيتعين على منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» خفض انتاجها نحو مليون برميل يوميا لتحول دون زيادة المخزونات العالمية في الربع الأول من العام القادم وإن ضيق إمدادات المعروض الأمريكي سيدعم الأسعار وإن بعض أنشطة الحفر تضررت بالفعل من جراء هبوط اسعار الخام من رأس البئر دون 80 دولارا.

وكتبوا في إحدى مذكراتهم البحثية التي تنشر علانية للمرة الأولى منذ التحق «هورسنل» بالعمل في «ستاندرد تشارترد» أواخر عام 2013 «التغطية الإعلامية لسوق النفط يغلب عليها في الوقت الحالي الحديث عن حرب أسعار تجري مع وجود وفرة في إمدادات المعروض»، وكان هورسنل يعمل من قبل في بنك باركليز.

وجاء في المذكرة «نحن لا نوافق على هذا الوصف. واستنادا إلى حساباتنا للعرض والطلب وحسابات الوكالات الرئيسية لا توجد حاليا تخمة نفطية».

وقال المحللون إنه لا توجد وفرة في المعروض في الربع الرابع للعام لكن ستظهر هذه الوفرة في الربع الأول من عام 2015 وتتطلب أن تقلص منظمة أوبك المعروض في السوق. ومن المقرر ان تعقد اوبك اجتماعا في 27 من نوفمبر تشرين الثاني وقال عدة أعضاء رئيسيين في المنظمة بالفعل إنهم لا يرون حاجة إلى خفض الإنتاج.

وكتبوا في مذكرتهم «أما وقد تبقى على اجتماع أوبك أكثر من خمسة أسابيع قد تشهد أعمال تخطيط ومفاوضات فإنه من غير الحكمة في رأينا في سيناريو حالة الأساس افتراض أن أوبك ستحجم عن حجب كمية لا بأس بها من النفط عن السوق في الربع الأول للعام».

ورفض المحللون أيضا فكرة حدوث «حرب أسعار» من جانب السعودية قالوا أنها ستتطلب زيادة الإنتاج وهبوط الأسعار دون المستويات التجارية. واضافوا قولهم إنه لم يحدث أي من هذين الأمرين.

واعتبر البعض الإجراءات التي اتخذتها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لخفض الأسعار الشهرية لنفوطها جزءا من معركة للفوز بحصة السوق في آسيا لكن امتناعها عن خفض الإنتاج على الرغم من هبوط الأسعار قريبا من 80 دولارا اعتبره البعض محاولة لإبطاء نمو الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري الذي سجل زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة.

وكتب محللو «ستاندرد تشارترد» في مذكرتهم «الأسعار وظروف الائتمان الحالية لصناعة النفط الخفيف تنبئ بأن مستويات الحفر ستتراجع والخطط ستتأجل ما لم ترتفع أسعار النفط من رأس البئر سريعا بمقدار خمسة دولارات أخرى على الأقل حتى تعود أسعار النفط لتتجاوز 80 دولارا للبرميل».

لا خطر على ميزانية الجزائر

من جانبه، قال وزير المالية الجزائري «محمد جلاب» يوم الثلاثاء إن تراجع أسعار النفط يبعث بإشارة تحذير للجزائر العضو في منظمة أوبك لكن لن يكون له أثر سلبي فوري على ميزانية البلاد.

ومع وفرة إمدادات المعروض العالمية ولاسيما النفط الخفيف العالي الجودة وآفاق متشائمة للاقتصاد العالمي من أوروبا إلى الصين هوت أسعار نفط برنت دون 83 دولارا للبرميل أدنى مستوى لها منذ عام 2010 الأمر الذي أثار قلق منتجي النفط الذين يعتمدون اعتمادا كبيرا على إيرادات الطاقة.

وقال «جلاب» للبرلمان إن عائدات الجزائر من مبيعات النفط والغاز في الخارج هبطت إلى 46.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2014 من 47.1 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق.

وتعتمد الجزائر بشكل كبير على صادرات الطاقة لتمويل خططها للتنمية الاقتصادية والبرامج الاجتماعية التي ساعدت في الماضي في تخفيف الاحتجاجات والتوترات الاجتماعية.

وقال «جلاب» في معرض تقديمه مشروع الميزانية لسنة 2015 إن هبوط أسعار النفط لا يشكل في الوقت الحالي خطرا على ميزانية الجزائر لكنه تنبيه إلى أنه يجب على الحكومة أن تأخذه على محمل الجد.

وتتضمن مسودة الميزانية زيادة نسبتها 15 في المائة في الإنفاق الحكومي وهو ما يرفع عجز المالية العامة إلى 22 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

وتنفق الجزائر بسخاء على البرامج الاجتماعية ومرافق البنية التحتية مثل الإسكان. وتحاول الدولة العضو في منظمة «أوبك» زيادة الإنتاج الراكد من النفط والغاز مع تزايد معدلات الاستهلاك المحلي للطاقة.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

إيران الخليج النفط أوبك

الفايننشال تايمز: السعودية تستفيد من انخفاض أسعار النفط

الأيام تثبت أن سوق النفط أقوى من السعودية وأوبك

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

فنزويلا تؤكد: الوضع الحالي بسوق النفط لا يناسب أحدا وتصفه بـ«حرب الأسعار»

خبراء: السعودية تهيئ سوق النفط لانخفاض الأسعار

ضد من تستخدم السعودية سلاح النفط ؟!

خامنئي يحذر: الاعتماد على النفط يضع إيران تحت رحمة القوى الكبرى

السعودية تبقي على الشكوك في سوق النفط

لماذا يستطيع الخليج تحمّل انخفاض أسعار النفط على عكس إيران وروسيا؟

هل حان وقت معاقبة روسيا وإيران و«الدولة الإسلامية» بالنفط؟

الأمين العام لأوبك: بقاء أسعار النفط الحالية سيخرج جزءا من المعروض النفطي

روحاني: عائدات النفط الايرانية انخفضت بنسبة 30%

السعودية وإيران: حرب أسعار النفط إذ تشتعل

بوتين يعزو هبوط أسعار النفط جزئيا إلى ألاعيب سياسية

خطيب إيراني: السعودية هي «محور الشر» ومؤامرة أسعار النفط ستنقلب عليها

الإمارات: استراتيجية «أوبك» لن تتغير .. والسوق قد تستقر خلال عامين أو ثلاثة

وكالة «فارس» الإيرانية : الجيش السعودي جيش من المرتزقة والحرم تحت إشراف الصهاينة