لماذا يستطيع الخليج تحمّل انخفاض أسعار النفط على عكس إيران وروسيا؟

الخميس 23 أكتوبر 2014 09:10 ص

في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية، تواجه معظم البلدان المصدرة للنفط أزمة مالية حادة نظراً لاعتماد موازناتها على الإيرادات النفطية. 

ويرى محللون أن دول الخليج قادرة على مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط الخام، فيما تعمل دول منتجة أخرى على كبح تراجع الأسعار على خلفية العرض المرتفع والنظرة المستقبلية المتشائمة للاقتصاد العالمي.

وتراجعت أسعار الخام إلى أدنى مستويات منذ أربع سنوات وخسرت منذ يونيو/حزيران ربع قيمتها وذلك بسبب وفرة العرض وانخفاض الطلب والتوقعات السلبية لنمو الاقتصاد العالمي، ودفع هذا الوضع أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط من خارج مجلس التعاون الخليجي إلى الحديث عن خفض الانتاج لدعم الأسعار.

وتنتج دول مجلس التعاون الخليجي، 17 مليون برميل من النفط يوميا، بينها بين 12 و13 مليون برميل يتم تصديرها. وتحصل هذه الدول على 90% من إيراداتها العامة من عائدات النفط، حيث تنتج السعودية والإمارات والكويت وقطر مجتمعة حوالى 16 مليون برميل يوميا، أي أكثر من نصف انتاج دول «أوبك» الذي يصل الى 30.5 مليون برميل في اليوم.

وقال الخبير الاقتصادي السعودي «عبد الله الكويز»: «لا أعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي تتأثر بانخفاض الأسعار على المدى القصير، والتأثير على دول أوبك خارج مجلس التعاون الخليجي سيكون أكبر بكثير».

وأضاف «الكويز» وهو مسؤول نفطي سابق في مجلس التعاون، أن «غالبية دول مجلس التعاون كونت احتياطات مالية صلبة تسمح لها بالتعامل مع التداعيات، وجميع الدول الخليجية احتسبت موازناتها على أساس سعر 80 دولاراً للبرميل أو أقل».

وارتفعت عائدات دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما النفطية منها، من 366 مليار دولار في 2009، الى 729 مليار دولار العام الماضي، وفق إحصائيات صندوق النقد الدولي ومجموعة «كامكو» الاستثمارية الكويتية، وجمعت هذه الدول احتياطات مالية تقدر بـ 2450 مليار دولار راكمتها خلال السنوات الاخيرة بفضل ارتفاع اسعار الخام، وفق معهد «المالية الدولية».

من جانبه، اعتبر المحلل الكويتي «موسى معرفي» العضو السابق في المجلس الاعلى للبترول في الكويت، اعتبر أن دول الخليج «في موقع صلب للصمود بضع سنوات» اذا ما اندلع خلاف حول مستويات الانتاج، مضيفا أن «السعودية وغالبية دول مجلس التعاون قادرة على مواجهة الضغوطات التي تمارس من أجل خفض الانتاج وبالتالي خسارتها حصة من السوق».

واعتبر صندوق النقد الدولي وفي تقرير أصدره مؤخراً، أن «دول الخليج قادرة على الاستمرار في برامجها الانفاقية على المدى القصير».

وفي مؤشر على تصميم دول الخليج على الحفاظ على حصتها من السوق، خفّضت السعودية ودول خليجية أخرى سعر الخام الذي تسمله إلى الأسواق الآسيوية، وتجاهلت الدعوات إلى خفض الانتاج أو إلى عقد اجتماع طارئ لـ«أوبك».

وقال «الكويز» إن «التصريحات التي أعلنتها السعودية لا تظهر أي مؤشر على استعدادها للتخلي عن جزء من إنتاجها من أجل تهدئة الأسواق».

وعلى العكس من ذلك، رفعت السعودية إنتاجها اليومي خلال سبتمبر/أيلول إلى 9.73 مليون برميل، وفق ما أعلنت الأسبوع الماضي «الوكالة الدولية للطاقة». وأضافت الوكالة: «يبدو أن الرياض مصممة على الحفاظ على حجم حصتها من السوق».

وقال «مات سميث» من «شنايدر الكتريك» إن «السعودية التي تصدّر سبعة ملايين برميل من الخام يومياً، اعتبرت أنها مرتاحة لمستوى أسعار عند 90 دولاراً للبرميل»، مضيفاً أن «الرياض مهتمة بحصتها من السوق اكثر من اهتمامها بالاسعار». وتدور أسعار الخام حالياً حول مستوى 85 دولاراً للبرميل.

ووفق وحدة الأبحاث الدولية في بنك «أتش أس بي سي»، فإن «السعودية تملك ما يكفي من الاحتياطات المالية للاستمرار في نفس مستوى الانفاق الحالي لثلاث سنوات».

واتفق «الكويز» و«معرفي» على امكان انخفاض الأسعار الى مستوى 70 دولاراً للبرميل، وهي مستويات ستلحق ضرراً أكبر بكثير في الدول المنتجة للنفط خارج مجلس التعاون الخليجي، لا سيما روسيا وإيران، إلا أن صندوق النقد حذّر من أن الأسعار الحالية قريبة من السعر المرجعي الذي تعتمده دول الخليج لاحتساب موازناتها، وبالتالي فإن أي انخفاض إضافي سيدخل هذه الدول في دائرة العجز.

في سياق متصل، طالب المرجع الأعلى للجمهورية الإيرانية «علي خامنئي» بالتحرّر من التبعية لعوائد النفط، قائلا إن اعتماد بلاده على عوائد النفط يجعل اقتصادها «رهينة في يد واضعي السياسات العالمية».

إلى ذلك، أعلنت أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا مواجهتهما مشاكل مالية. وقال وزير المال الروسي أنطون سلوانوف، إن «روسنفت وهي أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا، طلبت ما يزيد عن ترليوني روبل (48.52 مليار دولار) من صندوق الثروة الوطني لسداد ديون»

أما «لوك أويل» ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في روسيا، فقالت إن «أسعار النفط المنخفضة تضر بإنتاج النفط العالمي وبعض المشاريع الناشئة». مشيراً الى أن «إمدادات المعروض في السوق قد تنخفض نحو مليون برميل يومياً إذا استمر انخفاض الأسعار».

إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» أكثر من دولار إلى 86.30 دولار أمس الخميس، بعد أن خفّضت السعودية إمداداتها إلى السوق في  سبتمبر/أيلول، وزادت عقود الخام الأميركي أكثر من دولار أيضاً، لتسجل 81.89 دولار. 

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أوبك السعودية النفط روسيا إيران الخليج البترول

خامنئي يحذر: الاعتماد على النفط يضع إيران تحت رحمة القوى الكبرى

إيران تتهم «دولا إسلامية» بالتآمر مع الغرب لخفض أسعار النفط

الفايننشال تايمز: السعودية تستفيد من انخفاض أسعار النفط

الأيام تثبت أن سوق النفط أقوى من السعودية وأوبك

"طغاة النفط" في مأزق أقوى مما توقعناه!

تايمز: أمريكا ستطيح بالسعودية من صدارة العالم فى إنتاج النفط

خبراء: السعودية تهيئ سوق النفط لانخفاض الأسعار

السعودية تخفض صادرات النفط في سبتمبر برغم زيادة الإنتاج

«بوتين» و«بن زايد» بحثا صفقات توريد الأسلحة للإمارات

وزير مالية الكويت: هبوط أسعار النفط يهدد النمو الاقتصادي في دول الخليج

سلطنة عمان تبحث خفض الدعم جزئيا العام المقبل

السعودية: تراجع أسعار النفط أمرٌ مؤقت وإن طال

مراجعة استراتيجية النفط السعودية

روسيا وإيران واختبار "مكانة القوة"

إيران تخفض مخصصات دعمها لـ«حزب الله» ومنظمات أخرى

اتفاق روسيا والسعودية على دور توازن العرض والطلب في تحديد سعر النفط

صفقة مرتقبة بين «بي.بي» و«روسنفت» لتعزيز خطط استثمار النفط في روسيا

بعد مواقفهما المشتركة...إيران وروسيا ستعززان تعاونهما العسكري

إيران: الرئيس الإيراني نعى العاهل السعودي ووزير الخارجية سيحضر المراسم الرسمية