السعودية: تراجع أسعار النفط أمرٌ مؤقت وإن طال

الاثنين 27 أكتوبر 2014 11:10 ص

نقلت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية عن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للبتروكيماويات تصريحاته إن التراجع الأخير والمستمر في أسعار النفط العالمية ربما يستمر لعام أو نحو ذلك لكنه سيكون مؤقّتًا؛ نظرا لأن النمو السكاني الملحوظ من شأنه أن يقود في نهاية المطاف إلى الارتفاع في الاستهلاك والأسعار. 

وبحسب الصحيفة فإن تصريحات «محمد الماضي»– الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) – تأتي في الوقت الذي قامت فيه دولٌ خليجية تعتمد على النفط بمواجهة حجم الطلب في سوق النفط بتقليل حجم إنفاقها العامّ وتسريع برامج الإصلاح. وتراجعت أسعار النفط بنسبة الربع تقريبا منذ الصيف، وسجل مزيج برنت الخام 86.05 دولارًا للبرميل الجمعة الماضية.

وخلال اجتماع وزراء مالية مجلس التعاون الخليجي في الكويت نهاية الأسبوع الماضي قال «أنس الصالح» وزير المالية الكويتي: «لقد تعهد مُصدروا النفط بإصلاحات اقتصادية شاملة؛ تشمل إصلاح عدم التوازن القائم في التمويل العام»؛ ولتحقيق ذلك يتعين عليهم تعزيز الجهود الرامية لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.

المطالب بتنويع الاقتصاد بعيدًا عن المحروقات ليست جديدة، لكن التراجع السريع في أسعار النفط الخام قد بعثت برسالة تحذيرية على مستوى المنطقة على حد قول الصالح.

وربما تجبر الفترة التي يشهد فيها البترول تراجعًا أعضاءً بمحلس التعاون على الاقتراض أكثر لدعم الميزانيات الحكومية أو الاعتماد على الصناديق السيادية المُخصصة للأجيال المستقبلية.

وأعلنت الكويت أنها حاليًا تقوم بخفض الدعم على المنتجات البترولية لتخفيف الضغط على الميزانية بعد أن كانت قد خصصت ربع إنفاقها لزيادة الدعم. أما عُمان – الدولة الخليجية الفقيرة – فتدرس هي الأخرى خفض الدعم على الوقود.

وفي الوقت ذاته فإنّ الحد من امتيازات ظلت لفترة طويلة؛ مثل النفط والخدمات العامة رخيصة السعر يهدد بعواقب سياسية لممالك الخليج التي اعتادت أن تكون سخيّة وكريمة مع مواطنيها.

الأضطراب الذي ساد منطقة الشرق الأوسط في أعقاب الثورات العربية التي اندلعت عام 2011م بحثًا عن الديمقراطية أقلقت مماليك الخليج ما دفعها لتتعهد بمزيد من المشاريع الاستثمارية الضخمة، وتحديد ميزانيات أعلى لرفاهية المواطن.

معظم حكومات المنطقة بإمكانها تمويل برامج إنفاق ضخمة على المدى القصير؛ حيث أنها نجحت على مدار عقود سابقة  في بناء فوائض مالية كانت أسعار النفط حينها مرتفعة.

من جانبها صرحت «كريستين لاجارد» –رئيسة صندوق النقد الدولي– خلال حضورها اجتماع الكويت: «المِصدّاتٍ المالية التي أنشأتها معظم الدول على مدار العقود المنصرمة ستتيح للحكومات الحفاظ على خطط الإنفاق في المدى القريب».

وبحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي فإن اقتصاديات مجلس التعاون الخليجي نمت هذا العام بنسبة 4.5%. وبعيدًا عن قطاع النفط؛ فإن النمو من المتوقع أن يبقى قويًا عند 6% مدفوعًا باستثمارات البنية التحتية، وثقة القطاع الخاص.

ومع ذلك؛ فإن التراجع 25 دولارًا للبرميل في أسعار النفط من شأنه أن يقلل عائدات الحكومة بما يعادل ثماني نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي بحسب كريستين لاجارد.

تشجيع المصدّرين في المنطقة على معالجة الوضع الآن وعدم الإبقاء عليه فترة أطول حدا برئيسة صندوق النقد الدولي أن تُحذر من المطالب الداعية إلى "تدعيم النظام المالي على المدى القصير"؛ مُشيرةً إلى أن الأنسب حاليًا هو تشجيع توظيف الأفراد المحليين في القطاع الخاص بدول المنطقة التي تعمل الغالبية فيها في القطاع العام.

وأضافت: «الحصول على الحوافز الاقتصادية التي تُشجّع العاملين على البحث عن فرص عملٍ في القطاع الخاص، كما تُشجع الشركات على إنتاج قطاعات مُوجّهة للتصدير هو عنصر سياسات رئيسي مفقود حتى اليوم».

المصدر | سيمون كير - فايننشيال تايمز

  كلمات مفتاحية

النفط أوبك السعودية البترول أزمة النفط أسعار النفط

هل حان وقت معاقبة روسيا وإيران و«الدولة الإسلامية» بالنفط؟

تراجع أسعار النفط يهبط بعملات السلع

السعودية وأسعار النفط: الرفاق حائرون!

«معهد واشنطن»: السعودية فقدت سيطرتها علي سوق النفط

وزير مالية الكويت: هبوط أسعار النفط يهدد النمو الاقتصادي في دول الخليج

لماذا يستطيع الخليج تحمّل انخفاض أسعار النفط على عكس إيران وروسيا؟

أسعار النفط تواصل تحديد معالم الجغرافية السياسية

دول الخليج تتحصن ضد انخفاض أسعار النفط بـ2.45 تريليون دولار

الإيكونوميست: المستفيدون والخاسرون من تخفيض أسعار النفط

الأمين العام لأوبك: بقاء أسعار النفط الحالية سيخرج جزءا من المعروض النفطي

«أوبك» تترنح!!

«وول ستريت جورنال»: مسؤولو السعودية منقسمون بشدة حول انخفاض أسعار النفط

اقتصادي سعودي يستبعد عجز الموازنة فى 2015 ويصف توقعات صندق النقد بـ«التعسفية»

السعودية تعزز قدراتها النفطية بمصافي تكرير جديدة