قطر لم تغير استراتيجيتها .. فقط علاقات عامة جديدة

الثلاثاء 13 يناير 2015 10:01 ص

كانت هناك تكهنات مع نهايات عام 2014م أن قطر بدأت في اتخاذ خط استراتيجي جديد يتمثل في رأب الصدع مع مصر الذي قد يؤدي بدوره إلى دفع تركيا نحو تحسين علاقاتها هي الأخرى مع القاهرة. كما كانت هناك أيضًا تقارير تفيد بأن تلفزيون «الجزيرة مباشر مصر» الذي يبث من الدوحة واعتاد الهجوم على الحكومة المصرية سيوقف بثّه بشكل دائم كبادرة حسن نية تجاه القاهرة.

هذا محض تضليل أو إن شئت فقل إنه كلام غير صحيح.

وفي الواقع؛ قامت قطر بتعزيز موقعها الاستراتيجي بدعم جماعة الإخوان المسلمين دوليًا، وليس فقط الذراع المصري للحركة الذي حظرته حكومة الرئيس «عبد الفتاح السيسي». كما عززت قطر - من خلال تعاونها الوثيق مع الحكومة الإسلامية في تركيا ومع الجمهورية الإيرانية - دعمها للأنشطة ذات الصلة بجماعة الإخوان المسلمين في كل من ليبيا والسودان وغيرهما.

وبناءً عليه؛ فإن قطر أبعد من أن تسلك طريقًا عكسيًا تمامًا، فجل ما تفعله هو تبنى طريقة جديدة لعلاقاتها العامة.

اتفاقها الجديد - تمّ تجاهله دوليًا - الذي أبرمته مع السودان واكتمل بمباركة إيران هو المفتاح، وليست المعلومات المضللة بشأن العلاقات الجديدة مع مصر والتي بمقتضاها رضخت الدوحة للضغوط هائلة من الرياض. وفي الواقع؛ فإن المملكة العربية السعودية لا يشغلها حاليًا سوى مخاوف انتقال السلطة الداخلية، والتي من المتوقع أن تكون سببًا في تخفيف ضغط الرياض على الدوحة.

ولا تزال قطر على اقتناع بأن الولايات المتحدة تعد العدّة لتغيير سياستها تجاه إيران ومن ثمّ تفويضها بمهام أكبر في المنطقة، وقطر تعتبر نفسها مقاول أساسي من الباطن لإيران في العالم العربي (بما في ذلك تهدئة السعوديين والمصريين، والتوسط للتنسيق مع الجهاديين التكفيريين كما فعلت الدوحة في السابق بالفعل مع عناصر من تنظيم القاعدة).

وتنتهج قطر تسعى هذه الاستراتيجية بطريقة فجّة على مدار العامين الماضيين. أمّا بالنسبة لتركيا؛ فيركز العثمانيون الجدد في أنقرة على السيطرة على معقل العرب السنة وعلى احتواء مصر (من خلال تعزيز المعسكرات الإسلامية الجهادية في ليبيا والسودان وغزة وسيناء). وفوق هذا كله تحاول أنقرة عدم التفريط في إيران أو استفزازها ما دام ليست هناك ضرورة لذلك؛ حيث تسبب دعم تركيا للحرب ضد حليف إيران الرئيسي الرئيس« بشار الأسد» بالفعل في غضب طهران من أنقرة.

وبالتالي؛ هناك تعاون وثيق بين قطر من ناحية وتركيا وإيران من ناحية أخرى في ليبيا والسودان؛ حيث يقوم الأتراك بتمويل الأنشطة السنية الإسلامية الرئيسية والحصول على الأسلحة في ليبيا لتجديد دورها في القارة السمراء. وقطر هي الوسيط بين تركيا وإيران بشأن هذه القضايا. كما تُموّل قطر بعض البرامج لصالح حلفائها تركيا وإيران؛ بما في ذلك تكامل غزة وسيناء الذي تقوم به حركة حماس.

وتبقى تحركات قطر مصدر سعادة لواشنطن، وذلك راجع في حد كبير منه إلى أن البيت الأبيض الذي يقوده «باراك أوباما» حاليًا يواجه انتقادات أقل بشأن علاقاته مع الدوحة - التي تستضيف الجزء الأكبر من العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج - مقارنة بالانتقادات التي يواجهها بسبب علاقاته مع تركيا. وتنظر واشنطن الآن إلى تركيا على نحو متزايد باعتبارها معادية لمصالح الولايات المتحدة والغرب، ما يجعل من الصعب زيادة دعم البيت الأبيض لتركيا علنًا، على الرغم من أن الرئيس « أوباما» يبدو أنه يدعم أجندة أنقرة والدوحة المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين، كذلك ودعم طهران للإخوان لأغراضها الخاصة.

وفي المقابل تبدو الحكومة المصرية أقل انشغالاً واكتراثًا بغصن الزيتون الذي من المفترض أن الدوحة بادرت بعرضه.

المصدر | أويل برايس دوت كوم

  كلمات مفتاحية

قطر المصالحة الخليجية تميم بن حمد المصالحة المصرية القطرية الإخوان المسلمون

ستراتفور: قطر تسعي بحنكة لإصلاح علاقاتها الخليجية والحفاظ على تحالفاتها الاستراتيجية

«وقف بث الجزيرة مباشر مصر» .. ونشطاء: «أفضل من تغيير سياستها وخداع جمهورها»

«السيسي» يستقبل «التويجري» ومبعوث أمير قطر لبحث تفعيل مبادرة «الملك عبدالله»

هل تحققت المصالحة الخليجية؟

الأمير «تميم» يستقبل الشيخ «محمد بن زايد» في زيارة ”أخوية“ لتعزيز المصالحة الخليجية

اجتماع أعمال مصري قطري يشير إلى تقارب البلدين بعد المصالحة الخليجية

قادة الخليج يبدأون صفحة جديدة ویتفقون على عودة السفراء إلى الدوحة